صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

وحدة العراق تفزع من ...؟!
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس لان الديمقراطية تسمح لعدد من الافراد / او الكيانات ان تدرك حسب ، بل ان تحس و تشعر انها تدرك انها مسؤولة بالرد على اسئلة تمتد الى قرون ، و في مقدمتها : هل تستطيع الضربات بمعنى الزلازل الجديدة ، ان تحقق ما لم تحققه سابقاتها التي مرت على بلاد ما بين الرافدين من اثار شبيهة بعمل القضاء و القدر ، في الوقت الذي اصبح الانسان المعاصر اكثر حكمة و قدرة على تحليل الاسباب ، العلل و اكثر معرفة في ما ستؤول اليه النتائج .. ؟ 
فأسفار التاريخ تذكر ان شعب السواد استطاع تجاوز محن الطوفانات ومنها الطوفان الاكبر الذي يرى بعض الجيولوجيين انه حدث قبل سبعة الاف وخمسمائة عام فضلا عن محن او نكبات التدخلات التقليدية كالغزو ، و الاستيلاء على ممتلكات و مصادر اهل العراق و التحكم فيها لعقود او قرون ! 
فالتاريخ يروي بأدق مهارات الكتابة كيف كانت مدن العراق من اعالي الفرات الى ضفاف البحر تجدد حياتها و تباشر بأضافة حقبة حضارية لها قوانينها ، و انظمتها و نتائجها على صعيد المنجز التنموي ، و المعرفي و الجمالي و الانساني قبل شي مما سمح للمؤرخين ان كانو عراقيين ، او اجانبآ يستدلون بدراسة تعدد الحضارات الواحدة بعد الاخرى من سومر الى نينوى و من اكد الى اربيل و من بابل الى الحضر و من سبار الى الحضارة العربية الاسلامية ...
و لقد رسخ هذا النهج في الموروثات الجينية لدى السكان بأن الارض بمياهها ومدافنها و كنوزها و اثارها المعرفية والفنية لأصحاب الارض و ليس لأي اخر غريب لان الاخير مهما ابدى تعنتا و قسوة فأن الفعل الوحيد يرجع لأهل العراق من اعلى الفرات الى البحر سيعيدون محو مراحل الظلمات و الرداءة و الفتن و بناء زمنهم بالمنطق و الارادة والحكمة .  فأذا كان بعض ( الديمقراطيين ) الجدد يرون ان تقسيم العراق الى شظايا و اجزاء دون النظر الى كل من لم يحقق واجباته تجاه الشعب فأنه لن يجد الحل عندما يتحول العراق الى دويلات مدن او الى قرى متناثرة لا يخسر فيها الجميع فحسب ، بل لا تجد الاجزاء المتناثرة بما كانت عليه قبل البعثرة و التشتييت، الا الى مزيد من التقسيم و الضياع . فلماذا ترعب الديمقراطية الحقيقية بصفتها منهجا في ادارة البلاد - اي بلاد - كما في البلدان الزاخرة بوحدة طوائفها ، و دياناتها و قومياتها و مذاهبها و ايديولوجيتها من الهند الى الولايات المتحدة الامريكية ، و من الصين الى المملكة المتحدة .. الخ .  هؤلاء الذين لم يغفلو عن محاسبة المقصرين في ادارة شؤون بلدانهم في الخدمات ، و في الصحة و في التعليم و في التنمية البشرية والاقتصادية ، الى الفساد .. الخ .
فلماذا تبدو مشروعات تفكيك الارض و التاريخ و تقطيع الارحام وبتر الصلات و فصل الاعضاء .. الخ . خطوات للزهو و الفرح و الاحتفال ... ؟ ! و كأن تدمير العراق وحده سيغدو الانتصار الاكبر ! بدل ان نتذكر كيف نهضت الامم بوحدتها و بديمقراطيتها و بأحترامها لحقوق الانسان و هي تعمل تحت الشمس وليس في الظلمات !
 
العراق - بغداد 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/14



كتابة تعليق لموضوع : وحدة العراق تفزع من ...؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net