صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

رجال الدين قصة كفاحٍ وبناء..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المتتبع لمجرى التاريخ بتجرد, يجد أن هؤلاء الرجال, صنعوا مجداً لبلادهم, لا لإنفسهم, غيروا أحداثً بكلمات وفتاوىً أطلقوها, في وقتها نجحوا في قيادة المجتمع الى بر الإمان.

رجال الدين في النجف الأشرف, كانت لهم بصمات واضحة, في صناعة تاريخ العراق الحديث, فعلى مدى قرنين من الزمن, عصفت البلاد أحداث مهمة, كان المتصدي لأول لها هم رجال الدين.

في بدايات القرن الماضي, وبالتحديد في عام 1914,وبعد الغزو البريطاني للعراق, كانت النجف الشرف, عاصمة العراق الدينية والسياسية, في ظل غياب حكومة عراقية, والبلاد تنزف وتنزح مابين الأحتلال العثماتي والغزو البريطاني, تصدى علماء النجف الأشرف, للتدخل الإنكليزي, بطريقة المواجهة المباشرة, فكان المرجع اليزدي والقائد الحبوبي, هم قادة المواجهة والممانعة في ذلك الوقت.

مع تطور الحداث وثورة العشرين وماتبعها من أحداث, كانت رسالة المرجعية, هي توحيد الصف الوطني, من خلال رسائلها الى جميع العشائر العراقية, بضرورة التوحد والأنتفاضة في جميع أنحاء البلاد ضد الأستعمار,مع الدعم المادي والمعنوي لهم.

كثيرة هي الأحداث, التي نعجز عن ذكرها لدور رجال الدين والمرجعيات الدينية, في جر البلاد الى شاطئ الأمان, في فترة السبعينيات والثمانينيات, تعرضت الحوزة العلمية لهجوم عنيف, وحملة منظمة من قبل البعثيين, فقد أعدم الأف منهم وزج مثلهم في السجون, علماء كبار, أطفال صغار,شباب بعمر الورود, نساء لم يرى ظلهم, مابين سياط الجلاد وفكي كماشة قلع الأظافر وحبال المشانق.

محمد باقر الصدر, يوسف الحكيم, رمزا الحوزة العلمية, عشرات من عائلتيهما, عائلة المبرقع, مشايخ, البصرة, القوا في أحواض الحامض, شردوا في بقاع العالم المختلفة بين خائف ومترقب.

لكن لم يغفى لهم جفن, وأبناء بلدهم تحت رحمة سياط الجلاد, نظموا أمرهم, ولكن هذه المرة من باب المعارضة, زعزوا أركان الصداميين, وأقلقوا مضاجعهم, لا لإجل منصب يسعون اليه, سوى أحقاق الحق ورفع الظلم عن أبناء بلدهم وأقامة دولة العدل المنشودة.

بعد سقوط النظام البعثي, عادة تلك القامات الشامخة, الى أرض الوطن, لترتمي في أحاضان مرجعيتها وحبها الأزلي, تخطط تضع البرامج, للنهوض بالبلاد, من واقعه المرير الى مصافي الدول المتطورة, فكان شعارها نحن نقبل أيادي المراجع, والحر بفهم دلالات تلك الكلمات, المرجعية العليا المجاهدين وضعوا اللبنة الأولى للعراق الجديد, بدون أقصاء اوتهميش لمكونات الشعب العراقي, دستور, أنتخابات , مصطلحات لم يفقها العراقيين من قبل, صعق من صعق وبهت من كان يحلم بمخطط الأحتلال لأعتلاء منصة الحكم.

سياسين جدد معتقيين مخضرمين, لم يستوعبوا ماذا كانت ترمي اليه المرجعية العليا, تغابوا, تناسوا او فلنقل فتنوا بالمال والجاه, حتى غرقوا في ملذاتها, وضاعت البلاد في ظل غياب وتغيب ناطقها السياسي محمد باقر الحكيم, لتضيع البلاد من جديد في أتون الفتنة الطائفية, والفساد المالي والأداري, وتغيب الأصوات المنادية بالأصلاح.

تصدت المرجعية, مع المعدمين من أبناء الشعب العراقي, وبعض قادتها المقربين, من رجال دين, فلاحين كادحين, لمخطط كاد يودي بالبلاد, في أحضان الشياطيين, لولا كلمة هي قالتها من منبر الجمعة (يجب).

من جانب أخر, أعطت المرجعية الدينية, نماذج وقصص نجاح لرجال دين, تولى دفة القيادة الهيئات ومؤسسات دينية, وفي فترات قياسية, العتبات المقدسة أنوذجاً للنجاح, بفضل قيادة رجال الدين لها الحسينية, العباسية, العلوية,العسكرية, تحولت بفترات قياسية الى نموذج بقتدى به, قصة نجاح يجب أن تروى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/30



كتابة تعليق لموضوع : رجال الدين قصة كفاحٍ وبناء..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net