صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

طالب شغاتي.. وقواته (الذهبية)!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما كان الفريق أول ركن طالب شغاتي، يقود الفرقة الذهبية، إحدى تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب البطل، بل ويقود هذا الجهاز برمته، كان الناس يشعرون بالطمأنينة التامة، والثقة الكبيرة، لوجود الفرقة الذهبية الباسلة بينهم.. فالفرقة الذهبية كانت ولم تزل صمام الأمان، وقوة التصدي والمواجهة الأولى في العاصمة بغداد، وفي بقية المدن العراقية الأخرى لاسيما بأدائها الرائع لدور(المنقذ) في ساعات الشدة القصوى، أو عندما يحتل الإرهابيون موقعاً ما في بغداد، ويحتجزون فيه عدداً من المواطنين رهائنَ، ومثال على ذلك ما حصل في كنيسة النجاة، وفي مول (جوهرة بغداد) وغيرهما من المواقع التي تعرضت لإعتداءات ارهابية خطيرة، فكان لهذه الفرقة الشجاعة دور حاسم في كنس الأوباش الإرهابيين، وإبادتهم عن بكرة ابيهم ايضاً. لذلك أطلق عليها الناس أسم الفرقة المنقذة، أو (حلَّالة المشاكل الأمنية)!!

وكي أكون دقيقاً، أنقل لكم بعض ما أدلى به أحد مجرمي داعش حين ظهر بإعترافاته على شاشة التلفاز، حين قال نصاً، وبصراحة مطلقة:

إننا لا نخاف احداً.. لكننا نخشى قوات مكافحة الإرهاب، خصوصاً الفرقة الذهبية، ونخشى قوات الحشد الشعبي فقط، لذلك نحن نحاول جهد الإمكان عدم مقابلتهما في أية معركة قتالية وجهاً لوجه!!

وحين سأله المذيع عن سبب هذه الخشية، قال المجرم الإرهابي:

لقد جربناهم في معارك ومواجهات عديدة، ورأينا منهم العجب.. فهم لا يتراجعون، مهما فجرنا بينهم، ومهما إستبسلنا أمامهم..إنهم أسود!! بهذه الشهادة التي نطق به العدو، أختصر هيبة، وبسالة أبطال مكافحة الإرهاب بشكل عام، والفرقة الذهبية بشكل خاص، وأختصر كذلك صورة رجال الحشد الشعبي الأشاوس أيضاً..

وعندما أوكلت قبل فترة مهام قيادة العمليات المشتركة للفريق أول ركن طالب شغاتي، إزدادت ثقة الناس بالقوات العسكرية العراقية، وإزدادت طمأنينتهم، بعد أن كانوا قد جربوا شغاتي في قيادته للفرقة الذهبية.. وعلى الرغم من أن مهام هذا المنصب الكبير، والحيوي، ثقيلة وصعبة، ومتعبة، لكنَّ الرجل لم يتخل عن (فرقته الذهبية)، ولا عن تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب، ولا عن مقاتليه الأبطال، فظلوا جميعاً في مسؤوليته، وظل هو رئيسهم، ومسؤولاً عنهم.. إضافة الى رئاسة العمليات المشتركة..

وكم سيكون الأمر رائعاً حين يأتي كل ذلك في هذه الظروف الأمنية، والعسكرية الخطيرة التي يمر بها العراق، والمنطقة..

إذن فإن الرجل يقود الأمن والدفاع، بمعنى أنه رجل (أمن وعسكر )!! إن صح التعبير.. فبالنسبة للأمن، يعتبر جهاز مكافحة الإرهاب الذي يترأسه شغاتي، جهازاً أمنياً أكثر منه عسكرياً.. فهو يطلع بمهام أمنية وتطهيرية مزدوجة. أما صفة الدفاع فإن قيادة شغاتي لرئاسة العمليات المشتركة تضعه في ساحة العمليات الحربية، خصوصاً وأنه يحمل عقلاً عسكرياً ومعلوماتياً كبيراً، ويعتبر- بشهادة المتخصصين -واحداً من أهم العقول العلمية العسكرية في المنطقة وليس في العراق فحسب فطالب شغاتي -وقد لا يعرف الكثيرون ذلك -أستاذ أكاديمي عسكري، تخرج من تحت يديه كبار الضباط في العراق، وهو رجل مثقف، يجيد ست لغات اجنبية، وهو أيضاً المؤسس لجهاز مكافحة الإرهاب، وباني تشكيلاته لبنة لبنة. وما هذا الضبط العالي، والتنظيم الدقيق الذي عليه جهاز المكافحة منذ تأسيسه حتى اليوم، الاَّ بعض انضباط وتنظيم شغاتي نفسه، فهو الأب الروحي للجهاز، ولمنتسبيه، وهو الذي غرس فيهم حاسة اليقظة والحذر من العدو، وشم رائحته من مسافات بعيدة. وزرع هذا الحس العالي والشعور بالمسؤولية في عقولهم.. وهو نفسه من وضع في صدور مقاتليه كل هذا الحب للتدريب والتعلم العسكري. ورغم كل ذلك فإن الرجل، والحق يقال -ملتزم بالقوانين، والتراتبية العسكرية والوظيفية بشدة. فهو ملتزم امام القائد العام للقوات المسلحة، التزاماً شديداً، مهما كانت هوية هذا القائد.. لأنه إبن التقاليد العسكرية الأصيلة التي نشأ عليها.. وإبن المؤسسة العسكرية العراقية العريقة.. ومع كل هذه الطاعة العسكرية الصارمة، كان الرجل وطنياً جداً، يحب أبناء شعبه جداً، ولا يتجاوز مقاتلوه على مواطن، مهما كانت الأسباب.. ولا يتعرض المواطن لأي رد فعل من قبل أفراد الجهاز بغير حق، وبغير حكم القانون.. كما لا ينظر شغاتي لشعبه الا كما ينظر الأبن لأهله..

ولأن رجال هذا الجهاز، وأبطال الفرقة الذهبية، ترعرعوا في كنف شغاتي، ونهلوا من علومه، وهو المعروف بالإقتدار العلمي العسكري، فقد نجح الجهاز، ونجحت الفرقة الذهبية.. ولم يكن الجهاز والفرقة وحدهما ذهبيين به، انما كل القوات المشتركة، والعمليات المشتركة التي يقودها شغاتي اليوم أصبحت ذهبية، وبإمتياز.. ومن لا يصدقني في هذا، ليأتي معنا غداً الى الفلوجة، وبصحبة هذا القائد العراقي الفذ، ليرى بأم عينه ماذا يفعل أبطال العمليات المشتركة بأوباش داعش هناك.. ساعتها – وهذا مؤكد – سيكتب أكثر مني عن شغاتي.. وسيثني فيها على هذا الرجل الذهبي، وعلى مقاتليه الذهبيين جميعاً !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/28



كتابة تعليق لموضوع : طالب شغاتي.. وقواته (الذهبية)!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net