صفحة الكاتب : اسعد كمال الشبلي

المرجعية العليا ومواقف الحسم
اسعد كمال الشبلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تمكنت كثير من أدوات التسقيط وخلط الاوراق من حرف نظرة عدد من المواطنين تجاه المرجعية حين يطول صمتها أحيانا ولا تتخذ موقفا حاسما وصريحا،ناسين أو متناسين أن المرجعية العليا تعمل بواجبها الشرعي الذي يملي عليها متى تتدخل ومتى تصمت.
صحيح أن المرجعية العليا -وأعني هنا مرجعية الامام السيستاني- لا تتدخل في تفاصيل العملية السياسية ولكنها ترشد وتوجه العاملين السياسيين وفق المجال الذي تراه مناسبا للارشاد وكذلك في المواقف المصيرية كان ولايزال للمرجعية العليا كلمة الفصل فكان أول تدخل للسيد السيستاني في العمل السياسي  عقب الاحتلال الأمريكي في عام 2003، فقد ضغط على الولايات المتحدة وحلفاءها من أجل ضمان انتخاب مجلس يتولى صياغة الدستور الجديد للبلاد، وذلك خلافاً لرغبات أمريكا وآخرين، ممن فضلوا عملية الأبواب المغلقة، وتمكن السيد السيستاني وبأدواته الخاصة وبواسطة بعض ممن اعتمد عليهم من السياسيين المطيعين لتوجيهاته، من منع تواجد الحاكم العسكري للعراق وأجبر قوات الاحتلال ومناصريهم على استبدال هذا الخيار بخيار الحاكم المدني المؤقت وهذا ماحصل فعلا وبعدها كتب الدستور العراقي بأياد عراقية وجرت العملية السياسية وفق الاطر الديمقراطية الصحيحة.
وفي عام 2006، تمكن الامام السيستاني من احتواء موجة جديدة من العنف الطائفي في العراق  بعد تفجير القاعدة لضريح الإمام العسكري في مدينة سامراء، وقد لعب دوراً كبيراً في الحد من سفك الدماء عبر دعوته للتوحد والاعتدال،وكان من شأن الأوضاع في العراق أن تشتد سوءاً لولا تدخله وجهوده لإنهاء الصراع.
وفي مرحلة لاحقة، في حزيران  عام 2014، أصدرت المرجعية العليا  فتواها الشهيرة بدعوة جميع الرجال القادرين على حمل السلاح للدفاع عن البلاد” بعدما انهار الجيش العراقي واستولى داعش على الموصل ومدن عراقية أخرى، وتكللت هذه الفتوى بتوافد اﻵلاف المؤلفة من العراقيين على معسكرات التدريب وتشكلت عشرات الفصائل ضمن اطار الحشد الشعبي وحررت أجزاءا كبيرة مما ضاع من أراضي العراق واقتربت الان من حسم المعركة بشكل نهائي.
ان تلك المواقف البطولية وغيرها، هي من حمت النظام السياسي العراقي من الانهيار وأنقذت البلد من الفوضى والفتن الطائفية.
فما الذي يريده البعض أكثر من ذلك ؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد كمال الشبلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/18



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية العليا ومواقف الحسم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/05/19 .

الكاتب الكريم
عن اي مواطنين تتكلم من الذين انحرف نظرهم عن المرجعيه
هل تتكلم عن المواطنين الذين قالت لهم المرجعيه لا تنتخبوا تلك الوجوه الكالحه التي لم تجلب لكم الدمار لكن كيف عمل المواطنين الذي تتباكى عليهم الحين انتخبوا نوري الهالكي وزادو اصواته الى 750 الف صوت مع العلم انهم يعرفون ان سبب الهلاك والدمار هو نوري وبطانته
هل تتكلم عن المواطنين الذين كانوا يطالبون المرجعيه باصدار فتوى الجهاد في بدايه الاحتلال الامريكي لكن لما اعطت المرجعيه فتوى الجهاد لطرد داعش كيف كان رد المواطنين كان ردهم التخلف عن الجهاد وياريتهم تخلفوا لكن صارو يشتمون المرجعيه بانها تقتل ابنائنا دفاعا عن السنه
لعلمك سيدي الكريم المرجعيه ممتعضه من السياسيين نعم لكن امتعاظها الاشد من هذا الشعب الراكض مع الراكظين والمهرول مع المهرولين والناعق مع الناعقين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net