صفحة الكاتب : عباس العزاوي

الجنسية لأبناء الانتحاريين
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل فترة  قصيرة طالبت زوجات انتحاريي القاعدة الأجانب باوراق ثبوتية لأولادهنَّ * الذين ولدوا في ظل المفخخا ت الجهادية ونتيجة للنكاح القاعدي المقدس غصباً او شرعاً  في بعض مناطق العراق, وذلك لعدم توفر الوقت الكافي ولا المسوغ القانوني لتسجيل عقود الزواج "المبارك" رسمياً للمجاهدين المتهافتين على النكاح في الدنيا قبل التحاقهم "بحورالعين " والغداء مع نبيهم الذي يدّعون, ليتركوا لنا خميرة الارهاب مستقبلاَ , فيما اذا اختلفت الاطراف السياسية فى توزيع المناصب السيادية او شعر احد ما بالتهميش بعد عشرين سنة......من يدري ؟
 
تضامنت مع هؤلاء النسوة المظلومات منظمات حقوق الانسان العراقية حول هذه المطالب وقامت بتقديم دعوة الى البرلمان العراقي بتشريع  قانون يضمن لأطفالهنّ الحياة الكريمة ! ولان الشخصيات السياسية العراقية , الانسانية منها والرومانسية كثيرة في عراق اليوم وتتفطر قلوبهم الرقيقة رحمة وشفقة على الاطفال المظلومين من ابناء العراق , سوى كانوا ابناء الطيبين او ابناء الاشرار... ولان الاطفال احباب الله كما يعرف الجميع ,فمساعدة هؤلاء الابرياء وضرورة تمرير هذا القانون الجديد  كان من اهم اولويات بعض الساسة!! وبمحض الصدفة " اعلنت المحكمة الاتحادية العراقية في 4.6.2011 , عن امكانية منح الجنسية لمن كان احد والديه عراقياً ", الذي يبدو للوهلة الاولى بان القانون انساني وشرعي وان المطالبين به لايهمهم ألا مصلحة العراق والعراقيين, ومن الملفت للنظران هذه البالونة ـ ناصعة البياض ـ أُطلقت وسط الضجيج السياسي والاعلامي وصريرعجلات القوات الامريكية المترددة بين الانسحاب اوالبقاء في العراق. 
 
تقول المصادر ان عدد ابناء الانتحاريين في ديالى بلغ 54 طفل تم الكشف عنهم لحد الان ولم تشر الى اعداد  اخرى في حاضنات الارهابيين العرب! التي ربما تزيد عشرات اضعاف هذه العدد, فالاعداد الهائلة للارهابيين الذين دخلوا العراق خلال ثمان سنوات تقدر بآلاف الافراد!! ومن غير المنطقي ان عدد المتزوجين منهم مساوي لعدد الاطفال المذكورين او اقل بقليل لان هناك من عاش مدة طويلة يذبح ويفجر ويقتل العراقيين ويعود ليلاَ ليمارس حياته الطبيعية مع زوجته العراقية , ولربما انجب اكثر من طفل .. وماهذا العدد المشار اليه الا عينة صغيرة استخدمت من قبل بعض الاطراف لتمرير قانون يشملهم جميعاً دون الافصاح عن الاعداد الاخرى ومناطق ولاداتهم!!
 
القضية الاكثر اهمية ليس بمنح هذه الجحافل الطرية الجنسية العراقية وماسيترتب عليها من حقوق مدنية اخرى كالتعليم والسكن والمعيشة والرعاية الصحية وغيرها.... بل بماتشكله هذه الاعداد البشرية من خطر حقيقي على مستقبل العراق واهله... في حالة معرفة هؤلاء الاطفال والاطلاع  مستقبلاً على تاريخ آبائهم "الجهادي" الارهابي واسباب هلاكهم في العراق ,لاسيما ان مارسوا حقهم الشرعي والقانوني بزيارة بلدان آبائهم واعمامهم وتعرفوا هناك على المبادئ الاساسية للارهاب وفريضة "الجهاد المقدس" ضد الشيعة الروافض والسنة المنحرفين عن خط الجهاد وباقي القوميات والاديان الضّاله!! وربما أُطلق عليهم هناك  لقب ابناء " الشهداء " وتم حقن قلوبهم وعقولهم بجراثيم الفكرالوهابي التكفيري والضغينة الشرعية!!! 
 
بمعنى اننا سنشارك بقصد او بدونه في صناعة جيل جديد مهيئ نفسياً واجتماعياً ودينياً لقتل اخواله العراقيين بدم بارد , فمن غير المنطقي ان يربى هذا الطفل من قبل امه العراقية على  فكرة ان ابيه  كان من الارهابيين وقد قضى نحبه برصاص الجيش العراقي لأسباب وطنية !! او خلال مفخخة اراد بها التقرب الى ربه !! وكيف ستشرح له معضلة قبولها بالزواج من ابيه ان كان الرجل سيئاً كما تقول!هذا اذا سلّمنا بان زواجها قد تم تحت ضغط الاهل او المتطرفين المهيمنين على المدن الحاضنة للارهاب أنذاك.... من غير ان ننسى المتطرفين من الاسلامين والبعثيين الذين سيجدون في نفسية هذا الطفل عند بلوغه الارضية الخصبة والصالحة لزرع بذور القتل والذبح المشرعن لاستخدامه في تحقيق اهدافهم المريضة فيما بعد.
 
ربما يتسائل البعض وماهو الحل ؟ ان كان الامر كما تقول.. الحقيقة ان هناك بعض الحلول ممكن العمل بها للخروج من هذا المأزق المعقد اوعلى الاقل التقليل من الاضرار الناجمة عنه في حالة منحهم الجنسية من عدمها, مع الاخذ بنظر الاعتبار مشاعر الامومة وصغر سن الابناء.
 
ـ اما ان  يتم اعادة الابناء الى اوطان آبائهم الاصلية على ان تخيّرالام بين الذهاب معه الى حيث يذهب او البقاء في العراق على ان يسمح لها بزيارته وعلى نفقتها الخاصة اذا ارادت ذلك, وكذلك الحال اذا رغب الابن بزيارة امه في العراق , يتم وضعه تحت الرقابة الامنية خلال فترة الزيارة.
 
ـ  او العمل على وضع برامج  تأهيلية خاصة للامهات سوى عن طريق الحكومة  ضمن خدمات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية او عن طريق منظمات المجتمع المدني من جمعيات خيرية او مراكز تعليمية والعمل على اعادة تأهيلهنّ نفسياً وجسدياَ واجتماعياً وتخصيص مجموعة عمل من ذوي الاختصاص للاشراف الدوري اوالمباشر على هذه البرامج, , لتكون الام بعد ذلك جاهزة  وقادرة على تربية طفلها بطريقة سليمة وصالحة.
ـ  او تتبنى الحكومة العراقية تعليم الاطفال بشكل مركز ـ اضافة للتعليم الاساسي ـ المبادئ السامية لحقوق الانسان والمبنية على اساس التعايش السلمي وقبول الاخر بعيداً عن التطرف والارهاب وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً ضمن برامج تثقيفية خاصة  ... وايجاد صيغ ومبررات نفسية  تمكن هؤلاء الاطفال مستقبلا ً من قبول فكرة مفادها .. ان آبائهم راحوا ضحية الارهاب والتغرير بهم من قبل اطراف خارجية دفعتهم ضمن ظروف معينة , حتى ينشأ هذا الطفل ضمن هذه الاجواء السليمه صحيح معافى ومحصن ضد الافكارالاجرامية والانتقامية. 
عباس العزاوي
18.7.2011
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/19



كتابة تعليق لموضوع : الجنسية لأبناء الانتحاريين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net