صفحة الكاتب : عباس الكتبي

لا تسرقونا بأسم الإصلاح!
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسمه تعالى:(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ**أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ).
الدولة العراقية الديمقراطية الحديثة، تأسست وبنيت، وكتب دستورها بدماء العراقيين، فالناس خرجت الى صناديق الاقتراع، وصوتت على الدستور، والعبوات والمفخخات منصوبة في طريقهم لمنعهم!
حكومة العبادي، حظيت بأكبر دعم دولي واقليمي، وشعبي وسياسي، وفوق ذلك كله تأييد مرجعي، لكن الدكتور العبادي، لم يستثمر هذا الدعم والتأييد، لاصابته بداء الضعف والوهن في ادارة الدولة.
من حق كل مواطن عراقي يتسآئل، لماذا لم يستغل العبادي ذلك الدعم في طلب التغيير الوزاري، وبعد عامين ونصف من حكومته، الآن يريد تكنوقراط!؟ ربما في الفترة السابقة، وزرائه كانوا منسجمين وناجحين معه مثل ما يقول هو، وحالياً أصبحوا فاشلين ويجب تغيير هم! أو لعل هناك أمر خفي، وحاجة في نفس العبادي يريد أن يقضيها للشعب العراقي!
ان ما فعله العبادي من جر البلد الى أزمة سياسية، تضاف الى ازمته الاقتصادية والامنية، كان فعل غير محسوب بدقة، ويفتقر للحكمة والحنكة السياسية، وارجح الظن لفعله هذا، هو ايجاد ذريعة مسبقة لفشل قادم اكبر، على المستوى الخدمي والاقتصادي، ليبرئ نفسه منه، ويلقيه على مجلس النواب!.
ما يضحك الثكلى، ويجن العاقل منه!هو مؤازرة بعض النواب وتأييدهم لفعل العبادي، ولا نريد ان نشكك بنواياهم، فهناك قلة قليلة، نواياهم خيرة وصادقة، فلو رجعنا بخطوات قصيرة الى الوراء، ودققنا جيدا بتاريخ اكثر النواب المعتصمين، خاصة في حكومة المالكي، لوجدناهم متهمين بالفساد، والطائفية والحزبية، ومنهم من قاتل قتال الابطال من اجل الولاية الثالثة!. 
لو كان فعلاً هؤلاء النواب المعتصمين، يريدون الإصلاح، فليبدأو أولاً بإصلاح أنفسهم، والتخلي عن أمتيازاتهم المالية، وتقليل حماياتهم الشخصية، ونتذكر جيداً، كيف رفضوا تخفيض رواتبهم، سوى عدد قليل جدا من النواب، أبدوا استعدادهم للتنازل عن مرتباتهم.
ان الذين يرفعون شعار الاصلاح، ويطالبون بحكومة عابرة للطائفية والقومية والحزبية، واهمون جدا، فالعراق قدره ان يعيش بمكوناته، والطائفية والفئوية، لا تزول بتغير كابينة وزارية، بل تزول بسياسة حكومة عادلة، ترفق بمواطنيها، وتقدم لهم الخدمات، وتوفر لهم الامان وفرص العمل على حدٍ سواء.
زمن الضحك عالذقون قد ولى، والشعب بعد لا يستغفل، واكثر الناس أصبحت تعي الأمور جيدا، وكثير من السياسيين قد خبرناهم وعرفناهم وجربناهم، فلا يرتجى من المفسد إصلاح، وقديماً في الفلسفة قالوا:"فاقد الشيء لا يعطيه"، وصدق تعالى بقوله:(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ).
علي السياسيين الماكرين المحتالين، ان يكفو ترديد الشعارات الزائفة المخادعة، فبعد سرقتكم لأموال الشعب، لا تسرقوا جهودنا في بناء الدولة ، وعليكم إصلاح أنفسكم قبل إصلاح غيركم!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/26



كتابة تعليق لموضوع : لا تسرقونا بأسم الإصلاح!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net