وصايا المرجعية تصل لشيعة باكستان، وعتبات العراق تستعد لأسبوع نسيم كربلاء

كحال قريناتها، تستعد العتبة العلوية المقدسة للمشاركة في اسبوع “نسيم كربلاء” الثقافي الثالث ولأول مرة بعد غياب عنه لعامين اثنين بدعوة رسمية من العتبة الحسينية المقدسة. 

 

المشاركة الأولى للعتبة العلوية المقدسة في اسبوع “نسيم كربلاء” الثقافي الثالث المزمع إقامته في العاصمة الباكستانية إسلام أباد للفترة من 30 آذار ولغاية  3 نيسان 2016 جاءت متنوعة ومتعددة.

وفي تصريح له، عّد رئيس وفد العتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ مهند العقابي “هذه الجهود مباركة أن شاء الله، كون هذا الملتقى الثقافي يقام في بلاد يكثر فيها المؤمنون من شيعة أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام رغم كونهم أقلية إلا ان عددهم يستوجب منا هذا التواصل وهكذا نوع من الفعاليات التي توثق العلائق بين المسلمين، وهذا ما فعلته العتبة الحسينية المقدسة مشكورة، وبذلك فأن التواصل مع الأخوة في العقيدة والفكرة والمذهب في باكستان بل ودعمهم ومد يد العون لهم أصبح ضرورة ولازمة أخلاقية واجتماعية”.

واضاف العقابي “كل الشكر والتقدير لراعي  نسيم كربلاء الثقافي، العتبة الحسينية المقدسة، خصوصا وأنه أثبت ان البعد الجغرافي ليس بعدا حقيقيا إنما هو بعد على الخارطة فقط، ومنه هذا الأسبوع الثقافي الذي نأمل منه ان يكون مستمرا ومتواصلا ان شاء الله”.

يذكر ان مشاركة العتبة العلوية المقدسة تضمنت تهيئتها لعدد من المنشورات والمطبوعات كخطبة الغدير ووصايا المرجع الديني أية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله، وكلها مترجمة الى الأردو؛ فضلا عن بعض المنشورات التعريفية والهدايا التي تحمل رمزية مقدسة كونها من العتبة العلوية المقدسة.

هذه مطالب شيعة باكستان

استعدادا منها لانطلاق اسبوع “نسيم كربلاء” الثقافي الثالث، أجرت وفود العتبات المقدسة المشاركة فيه، بصحبة رئيس وفد العتبة الحسينية المقدسة ومعاون أمينها العام السيد أفضل الشامي.

الاستعدادت ومتضمناتها من أفكار وطروحات خصوصا جناحي الطفل والمرأة ، استحوذت على اهتمام رؤساء الوفود  كونها تناغمت مع البيئة الباكستانية وعالجت ما يحتاجه الباكستانيون من عقائد وثقافات بطرق مؤثرة وجذابة.

بخصوص ذلك، التقى موفد الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة السيد رئيس وفد العتبة العباسية المقدسة ورئيس قسم الشؤون الدينية فيها الشيخ صلاح الكربلائي، الذي عبر من جهته بإعجابه الشديد بما تضمنه المعرض وأجنحته من أفكار خلاقة.

وقال الكربلائي “بداية نقدم شكرنا وتقديرنا للعتبة الحسينية المقدسة على دعوتها للعتبات المقدسة الأخرى ومنها العباسية المقدسة لهذا الكرنفال الثقافي، ولابد لنا من كلمة إكبار تقال بحق الهمم العالية والاستعدادات الكبيرة التي لمسناها في تحضيرات هذا الأسبوع رغم الإمكانات المتواضعة ، والأجمل من كل ذلك تضمنها أفكار جميلة خصوصا جناحي الأطفال والنساء، لذا نجد من الضروري نقل هذه الأفكار وتبنيها في مواكب زيارة الأربعين، بما يضع زائر الإمام الحسين عليه السلام بأجواء مؤثرة بدلا من سيره في رتابة وروتين معين ، ناهيك عن ما لمسناه من توظيفات الصور والمؤثرات الرسومية التي نرى أنها ابلغ وأجدى في التأثير على الطفل من الكراسات التعليمية مثلا”.

وفي مورد إجابته على سؤال لمراسلنا بخصوص مدى تفاعل وتأثر الشعب الباكستاني بمتضمنات وأفكار أسبوع نسيم كربلاء الثقافي الثالث بين سماحته ان “مدى تمسك أتباع أهل البيت في باكستان بعقيدتهم، وصور ولاءهم الجميلة معطوفا على كونهم أقلية ناهيك عن بعدهم عن المراقد المقدسة والمرجعيات الدينية؛ كل ذلك لم يثنيهم ولم يغير من مسارات عقائدهم بل زادهم إصرارا ونجاحا، وهو ما يضمن تفاعلهم وتأثرهم بأفكار هذا الأسبوع، لذا نرى من المناسب ان ننقل هذه التجربة الى مؤسساتنا الدينية خصوصا وأنها تتمتع بإمكانيات تسمح لها بذلك”.

وبخصوص تكرار هكذا أسابيع بل وتكثيفها ؛ تعهد الشيخ الكربلائي بنقله لمطالب الباكستانيين الى سماحة حجة الإسلام المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي ، لمنحها أهمية كبيرة من خلال قصد النفقات الأخرى لصالحها ، لأنها قطعا ستعود بالنفع الكبير على المؤمنين من حيث التبليغ والتركيز فضلا عن تصبيرهم  على عقائدهم الحقة ، وبذلك فأن مسؤوليتنا اتجاههم ستكون اكبر بداعي ان حاضرة النجف الأشرف ومرجعيتها هي مرجعية شيعة باكستان والهند وهو ما يلزمنا بعدم التقصير بدعم هكذا فعاليات ومد جسور التواصل معهم ، مع إننا نرى في اسبوع ” نسيم كربلاء ” الثقافي ما يثلج صدورنا لذا نشيد ونبارك بهذا المنجز الثقافي” . 

يذكر ان اسبوع ” نسيم كربلاء ” الثقافي الثالث والذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع جامعة الكوثر الإسلامية ة للفترة 30 آذار 2016 لغاية 3 نيسان 2016 ، سيحضى بمشاركة كل من العتبة الكاظمية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة فضلا عن مشاركة العتبة العلوية المقدسة لأول مرة فيه .

كربلاء تبحث تدريب طواقمها الطبية في دولة آسيوية متقدمة طبياً

بحث معاون رئيس قسم العلاقات في العتبة الحسينية المقدسة الأستاذ مسلم عباس صكبان سبل التعاون الطبي والصحي مع إدارة وطاقم مستشفى القائد الأعظم في العاصمة الباكستانية إسلام أباد .

سبل التعاون والتنسيق بين العتبة الحسينية المقدسة ومستشفى القائد الأعظم جاءت من خلال تدريب طواقم المستشفى للكوادر الطبية العراقية ومنها كوادر مستشفى الإمام زين العابدين عليه السلام التابع للعتبة الحسينية المقدسة .

وفي تصريح له ، خص به موفدنا في إسلام أباد ، قال صكبان : ” أتسم لقاءنا مع مدير مستشفى القائد الأعظم الدكتور شوكت بنغش بالجدية والايجابية خصوصا وأنه أسفر عن توصلنا من خلاله الى توفير فرص تدريبية لكوادرنا الطبية والصحية وبالأخص الوسطية منها ، فضلا عن تضمنه تبادل بعض الهدايا التذكارية كالدروع ” .

واضاف صكبان : ” تحصلنا على عروض تطويرية وتدريبية بأسلوبين الأول منها ؛ إيفاد كوادرنا الطبية الى باكستان وإدخالهم في مستشفياتها ومنها مستشفى القائد الأعظم ، في حين كان الثاني حضور فريق طبي منها الى كربلاء المقدسة لتدريب الكوادر الطبية فيها “

ومن جهته ، فقد بين مدير مستشفى القائد الأعظم الدكتور شوكت بنغش عن : ” سرورنا وسعادتنا بفتح آفاق التعاون الطبي مع مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة ، وما هذا اللقاء إلا ثمرة لتوفيق الله علينا ومنته في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في وقت سابق ولقاءنا بالمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والتباحث معه بخصوص هكذا تعاون ” .

واضاف : ” أنه لشرف كبير ان يزورنا وفد العتبة الحسينية المقدسة متمثلا بجناب الأخ مسلم عباس صكبان ، ولشرف أكبر ان نمنحه درعنا هذا ، ولا يفوتنا ان نبين إننا نشعر بالطمأنينة والسكينة من انفتاحنا على العتبة الحسينية المقدسة بعد أن كنا في خشية من بعض النظم الإدارية والمالية التي كانت تحد من هكذا انفتاح ، وهذا بعض ما نجد أنفسنا ملزمين به أمام كرم العراقيين ” .  

وتعد باكستان في طليعة الدول الأسيوية تقدما وتطورا في المجال الطبي والصحي ومنها مستشفى القائد الأعظم التي تعد من المستشفيات الخاصة والعملاقة والتي تتضمن عشرات الأقسام الطبية والعلاجية كالولادة والنسائية وأمراض القلب والكسور حيث تدار بكوادر متميزة لها باع طويل من العمل في مستشفيات أوربا وأمريكا .

استقبال وكيل المرجعية الدينية العليا في باكستان

في إطار التحضيرات لانطلاق اسبوع ” نسيم كربلاء ” الثقافي الثالث ، أستقبل معاون الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل عباس الشامي في مقر أقامته في العاصمة الباكستانية إسلام أباد؛ وكيل المرجعية الدينية العليا في باكستان سماحة الشيخ محسن النجفي والوفد المرافق له .

اللقاء التحضيري لـ ” نسيم كربلاء ” المزمع انطلاقه في 30 آذار 2016 ، حفل أيضا بحضور رؤساء وفود كل من العتبة العلوية المقدسة والعتبة الكاظمية المقدسة والعباسية العباسية المقدسة وممثلو الوقف الشيعي .

حيث أكد الشامي على : ” ضرورة إدامة هكذا لقاءات وأسابيع ثقافية ، كونها توفر فرص أكبر وأكثر للتلاقح الفكري بين المسلمين وتعضد صفوفهم “.

واضاف : “أن هكذا لقاءات فضلا عن فرص الزيارات الدينية الى العتبات المقدسة وبالعكس ، ستوفر ارض خصبة ودعامة قوية للأسلام الوسطي ، وليس لنا استغناء عن إدامة التبليغ الديني في هكذا بلاد مؤمنة ومحبة لأل البيت عليهم الصلاة والسلام “.

من جهته ، فقد أكد ممثل المرجعية الدينية العليا في إسلام أباد سماحة الشيخ محسن النجفي على :” ان حضور هذه الوفود الكريمة الى إسلام أباد يستوجب منا الشكر والتقدير ، خصوصا وأن برامجها تقام في باكستان وبذلك فأنها فرصة ثمينة للتمازج الإنساني “.

أما ممثل العتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ مهند العقابي ، فقد بين من جانبه : ” ان التطرف في الإسلام إنما هو صناعة القوى الظلامية ،ناهيك عن ان الحركات المشبوهة كحركة اليماني ومثيلاتها هي الأخرى لا تمثل الإسلام بصلة ؛ وهو ما يحتم علينا أن نغير تكتيكنا ولملمة صفوفنا “.

في حين قال الأستاذ في جامعة الكوثر الإسلامية الشيخ احمد حسين فخر الدين : ” ان الغلو هو الأخر صناعة دخيلة على أسلامنا الحنيف والسمح ، وهو يساوي في نتائجه ما يفعله التطرف ” .

مطالب بتأسيس “صندوق للدعم”

حضور نوعي وتفاعل منقطع النظير لدائرة العتبات المقدسة والمزارات الشريفة التابعة للوقف الشيعي خلال التحضيرات النهائية لأسبوع ” نسيم كربلاء ” الثقافي الثالث المؤمل انطلاقه يوم الأربعاء 30 آذار 2016 في العاصمة الباكستانية إسلام أباد .   

الحضور النوعي لدائرة العتبات المقدسة والمزارات الشريفة تمثل بتواجد مديرها العام السيد موسى الخلخالي والذي تجول بمعية معاون أمين عام العتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي ورفقة رؤساء وفود العتبات الأخرى المشاركة في الأسبوع .

وفي تصريح له ، خص به مراسل موقعنا ، كشف الخلخالي عن ان : ” تحضيرات جميلة وأفكار جيدة اتسمت بها استعدادات هذا الأسبوع ، ولعل بعضا منها نشاهده لأول مرة ، خصوصا تلك التي تهتم بالأطفال والنساء ” .

وبخصوص المستشفى الخيري داخل أجنحة المعرض ، قال الخلخالي : ” أنها فكرة جميلة وتستبطن جنبة إنسانية رائعة من خلال معالجة الفقراء ممن يزورون المعرض ” .

وفي مورد إجابته عن سؤال مراسلنا بخصوص مدى ملائمة معروضات وأفكار ” نسيم كربلاء ” لثقافة الشعب الباكستاني ، اكد الخلخالي : ” أنها ملائمة للبيئة الثقافية الباكستانية ، ولكن الكثافة السكانية للمجتمع الباكستاني وتنوعه يستلزم منا ان نوصل أفكارنا لهم من خلال تكثيف الجهود والدعم بقوة ، لذا فأن عتباتنا المقدسة ملزمة بدعم هكذا مشروع كي يصل صداه لأبعد نقطة ويكون نفعه أكثر ” .

وفي مورد حديثه عن أهمية هكذا ملتقيات ، طالب الخلخالي بتأسيس صندوق خاص لدعم الأسابيع الثقافية خصوصا الخارجية منها.

الموضوع السابق العبادي: السيد السيستاني صمام أمان الشعب والدافع باتجاه الإصلاح ومکافحة الفساد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat