صفحة الكاتب : نزار حيدر

لموقع (كتابات في الميزان) الاليكتروني؛ لِهذِهِ الأَسْبابِ تَنْتَشِرُ الإشاعاتِ عِنْدَنا!
نزار حيدر
  السّؤال الحادي عشر؛ كيف أَثّرت الاشاعات على تاريخ المرجعية بشكلٍ عام ومرجعية السيد السيستاني بشكلٍ خاص؟.
 
   الجواب؛ تقول الحكمة [انّ الشّجرة المثمرة هي التي تُرمى بالحجر] و [انّ في السّماء نجومٌ لا عِداد لها، ولا يُخسف منها الا الشّمسُ او القمرُ]. 
 
   فلولا الدّور العظيم للمرجعيَّة الدِّينِيَّة لما استهدفتها شائعات المرجفون في المدينة!.
 
   انّ تاريخ المرجعية يُثبت لكلّ ذي عينٍ بصيرةٍ ان دورها في حياة الامّة مفصليّ فهي التي ترسم بمواقفها الحكيمة نهايات الأزمات التي تمرّ بالامة، كما انّها ترسم بها منعطفات التّغيير والاصلاحِ.
 
   ولانّ البعض يُريدها مرجعيةً تحت الطّلب، تستجيب لما يُريد هو او ما يشتهيهِ من مواقف وآراء تخدمهُ وحزبهُ وعشيرتهُ، وليس لما تريدهُ الامّة او يحتّمهُ ويفرضهُ الظّرف من دورٍ وموقفٍ ورؤيةٍ، لذلك تراهم معها اذا خدمهم رأيها وضدّها اذا تقاطع مع مصالحهم الضيّقة واجنداتهم المشبوهة التي تعرّض البلاد والعباد لازمةٍ ما او خطرٍ من نوعٍ معيّن.
 
   ولو ارادت المرجعيّة لجاملتهم، ولكن هيهات ان تُصلح علاقتها معهم بفسادِ علاقتها مع الامّة المبتنية على الموقف الشّرعي بصفة المراجع أُمناء على دين الله تعالى وعلى حلالهِ وحرامهِ!. 
 
   وفي اللحظة الفاصلة يلجأ الوصوليّون الى الدعايات والإشاعات وسياسة التّسقيط لمواجهة المرجعيّة في محاولةٍ منهم لثنيها عن رأيها او العدول عن موقفِها، ولم يشذّ المرجع الاعلى عن هذا، فعندما كانت رؤاه تنسجم مع السياسيّين وقريبة من طريقة تفكيرهم، كان في منآى عن دعاياتهم المغرضة وشائعاتهِم الكاذبة، ولكن، وبمجرّد ان بدأت الرّؤية تبتعد شيئاً فشيئاً عن مصالحهم الحزبيّة وتختلف عن متبنّياتهم وبان الفِراق عما كانوا ينوون تحقيقهُ من مصالح حزبيّة ضيّقة أنتجت كلّ هذه الأزمات المتراكمة والتي تتوالد اليوم بشكلٍ أميبيّ، اذا بالمرجع الاعلى يتعرّض لكلّ هذه الهجمة الشّرسة والقذرة على يد من كان يعتبر نَفْسه الابن المدلّل لها، واقصد به رئيس الحكومة السابقة، حتى وصل به الحال وبأبواقهِ من (عَبدةِ العِجلِ) الى ان يلجأون الى التّزوير والغشّ والخداع لتتأثير على رؤى المرجع الاعلى ومواقفه الحاسمة ولتضليل الرّاي العام وتشويش الرؤية في ذهنهِ ولخلطِ الامور وتضييع الحق.
 
   ولقد رأينا قبل عدّة أشهر كيف انّهم عمدوا الى تزوير ثلاثة استفتاءات خلال أسبوعٍ واحد وبطرقٍ فنيّة دقيقةٍ، شُبِّهَ لكثيرين انّها صحيحة وسليمة وحقيقيّة، لتمريرها في وسائل التّواصل الاجتماعي وعلى نطاقٍ واسعٍ جداً مُلفت للنّظر، وكلّ ذلك، انتقاماً لما فعلهُ جواب المرجع الاعلى على رسالة الإخوة في قيادة حزب الدّعوة الاسلامية، والتي اضاعت حلمهم في (الثَّالِثَة) بعد ان اعتبروها محسوبة داعين الشّركاء للبحث في موضوع (الرّابعة) على حدّ قولِ احدهم في معرض جوابهِ على سؤالي له عن سبب كلّ هذا الحقد الذي يُظهره (مُختار العصر) وزبانيته للمرجع الاعلى!.
 
   انّهم ميكافيليّون اكثر من ميكافيللي نَفْسَهُ اذا تعرّضت مصالحهم الحزبيّة للخطر، حتى اذا كان مصدر ذلك رأيٌ للمرجع الاعلى او رؤية وطنيّة تأخذ بالصّالح العام وتضرب عرض الحائط المصالح الحزبيّة والفئويّة الضيّقة.
 
   الذي أُريد قولهُ هنا، هو انّ تعرّض المرجعية الدّينية للشّائعات والدّعايات ولسياسة التّسقيط ليس بالأمر الجديد أبداً، فتلك هي سياسة المتضرّرين من آرائها ومواقفها ورؤاها الرّسالية الحاسمة والحاسمة والواضحة والتي لم تأخذها في الله لومة لائم عندما تهم ببنائها واتخاذها وتبنّيها.
 
   وانّ لشدّ ما يبعث على الاسى والأسف عندما تتعرّض المرجعيّة لمثل هذه السّياسات التسقيطيّة من قبل (معمَّمين) يوظّفون المقدّس لضربِها والتّقليل من هيبتِها وإضعاف دورها في الامّة، كما يحصل هذه الأيام عندما ينبري (مُعمّم) فاسد ومُفسد للطّعن بالمرجعيّات بل وحتّى بالتشيع نَفْسَهُ بحجّة التّمييز بين التشيّع العلوي والآخر البريطاني او الأميركي! وبين عمامةٍ وأُخرى، وهو المعروف عَنْهُ انتماءهُ الى نفس الخطّ والتيّار والتوجّه والمدرسة التي ينتمي اليها صاحب نظريّة (بعد ما ننطيها)!.
 
   يُمكنني ان استوعب اتّهام الارهابيّين والسلفيّين التكفيريّين وأيتام الطّاغية الذليل صدّام حسين للمرجع الاعلى او لأيِّ مرجعٍ آخر من مراجعِنا العظام، بأنّهُ استلم مبلغاً من المال ليُصدر فتوىً ما او ليتّخذً موقفاً ما، امّا ان يعمَدَ (معمَّمٌ) الى نفس الحيلة والى نفس الطريقة والاسلوب لضربِ هذا المرجع او ذاك، من مراجع الدّين المعروفون بالايمان والتّقوى والزّهد والصّبر على البلاءات، فهذا ما لا يُمكن السّكوت عَنْهُ ابداً، اذ سأُبادر الى فضح هذه (العمائِم) الفاسدة اذا تمادت في غيّها على الرّغم من ثقتي العالية بالرّأي العام الذي لم يصدّق عادةً مثل هذه الخزعبلات والاكاذيب بعد ان تبيّن لكلّ ذي عينٍ بصيرةٍ مدى تفاهتها، وتحديداً بعد ان اتّضح للرّأي العام ماذا تمثّل هذه (العمائِم) الفاسدة؟ ولصالح مَن تعمل؟ وما هي أجنداتها؟ ولماذا؟!.
 
   واليوم، اذ يمرّ البلد بأزمةٍ (داخليَّةٍ) خطيرةٍ جداً جرّاء تيقّن (العِجل السّمين) وذيوله بأنّهم الهدف الاوّل للإصلاح والحربِ على الفساد، وأنّهم المعنيّون قبل غيرهم بيدِ الحديدِ التي أشار اليها الخطاب المرجعي والتي ستهبط على رؤوسهم إِن عاجلاً ام آجلاً ليقفوا خلف القُضبان كما أشار الى ذلك السيد رئيس مجلس الوزراء في خطابة قبل الأخير، وكذلك في حديثه مع السيّد رئيس هيئة النّزاهة خلال زيارتهِ الاخيرة لها، وانّهم اوّل المعنييّن بالغضب الشّعبي العارم الذي بدأ يقضُّ مضاجعهم، في هذا الظّرف الخطير، ليس أمام العراقيّين الا ترقّب الخطاب المرجعي حصراً فهو الوحيد الذي سينطق بالكلمةِ الفصل بعد ان اثبتَ مصداقيّةً وطنيّةً لا يرقى اليها الشك قيد أَنمُلة.
 
   امّا السياسيّون الفاسدون، المتلبّسون بالإصلاح لركوبِ الموجة، وعلى رأسهم رئيس ائتلاف دولة القانون والشلّة الفاسدة التي حولهُ، الذين اضاعوا البلد وخزينة الدّولة وبعهدهم تمدّدت فقاعة الارهابيّين لتحتلّ نصف العراق، وبعهدهِم شهدنا مجزرة (سْبايْكَر) التي لازالوا يتستّرون على تفاصيلها ويتكتّمون على اسبابها ومسبّباتها والفاعل الحقيقي لها، فلا تنتظروا منهم خيراً أبداً، فانّ الحرب على الفسادِ، كما يعرف الجميع، لن تبدأ بمصداقيَّةٍ عاليةٍ قبل تقديم (عِجْلٍ سَمِينٍ) واحدٍ على الأقل الى القضاء ليقف خلف القُضبان.
 
   فمتى سيفعلها السيد رئيس مجلس الوزراء لينزعَ فتيلِ الفتنةِ العمياء ويُثَبِت جدّيتهُ وحزمهُ!.
 
   يتبع
 
   ١٧ آذار ٢٠١٦ 
 
                       للتواصل؛
 
E-mail: nhaidar@hotmail. com
 
Face Book: Nazar Haidar
 
WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
 
(804) 837-3920       

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/18



كتابة تعليق لموضوع : لموقع (كتابات في الميزان) الاليكتروني؛ لِهذِهِ الأَسْبابِ تَنْتَشِرُ الإشاعاتِ عِنْدَنا!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net