صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

ما هو "الحكم الرشيد" للعراق الذي تنبأت به المرجعية الدينية العليا في خطبتها؟ وهل هو قريب؟
جسام محمد السعيدي

 بعد خطبة المرجعية الدينية العليا في 22 صفر 1437 هـ الموافق 04/12/2015 م، تكلمت مع بعض الإعلامين والناشطين حول رؤى المرجعية للمستقبل العراقي بلحاظ هذه الخطبة وما سبقها من خطب معركة الاصلاح، التي بدأتها المرجعية في 1/8/2015، وطلب مني بعضهم بيان هذه الرؤية بما يسمح لي بيانه، وعذرا من الإفاضة أكثر منذ ذلك!!

 بقراءة للنقطة الثالث في خطبتها تلك والتي جاءت بعد انتهاء موسم أربعينية عام 1437هـ تستوقفنا المحطات التالية في هذا المقطع، والذي سنكتبه كاملاً ثم نكتب تحليلاتنا عليه: 
النقطة الثالثة: إنّ ديمومة المسيرة المليونية للزائرين بمناسبة أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) على الرغم من مخاطر الإرهاب والظروف النفسية الصعبة التي يمرّ بها المواطنون بسبب الأزمات المتتالية خلال عقود من الزمن تُعطي درساً إيمانياً وطنياً عظيماً لأبناء الشعب العراقي فعلى الرغم من أنّ جموع الزائرين قد واجهت برجالها ونسائها وأطفالها من الأجيال الحاضرة ومن أسلافهم الماضين تحدّيات ومصاعب كبيرة خلال سنين طويلة، والتي تتفطّر لها صخورُ الجبال سواءً كان على مستوى المحاربة والبطش والتنكيل من الحكّام أو التفجيرات الإرهابية الحاصدة لأرواح الآلاف منهم خلال السنوات الأخيرة، إلّا إنّ هذه الجموع المؤمنة بقضيتها التي ليس لها سلاحٌ إلّا سلاح الإيمان والولاء للإمام الحسين(عليه السلام)، قد استطاعت بفعل إرادتها الصلبة وعزيمتها الراسخة الاستمرار في هذه المسيرة بل ضاعفت من ألقها ووهجها، وهذا يجعل المرء على يقينٍ بأنّ هذا الشعب المضحّي والصابر سينتصر على أعدائه وستنهزم عصاباتُ داعش ويتحطّم جبروتها وطغيانها وظلمها على صخرة صمود وصبر وتضحية الأبطال في القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى، كما من المؤكّد أنّ هذه الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة ستكون العامل الأساس لغلبة وانتصار الشعب العراقيّ في معركة الإصلاح وإقامة الحكم الرشيد وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهباً ومسلباً لنزواتهم وأطماعهم.
 
وهو موجود على الرابط التالي:
 
https://www.alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=241&ser=2&lang=ar
 
1.    اعتبرت المرجعية الدينية العليا إن " إنّ ديمومة المسيرة المليونية للزائرين بمناسبة أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام)" أنها " تُعطي درساً إيمانياً وطنياً عظيماً لأبناء الشعب العراقي"، لأن هذه الديمومة تحصل " على الرغم من مخاطر الإرهاب والظروف النفسية الصعبة التي يمرّ بها المواطنون بسبب الأزمات المتتالية خلال عقود من الزمن ".
 
وهذا التنويه هو تذكير للعراقيين الواعين، ومقدمة للغافلين منهم، ليفهموا حقيقة قوتهم التي وهبها لهم الله، بسبب نعمة وجود الإمام الحسين عليه السلام بينهم، إمام التغيير ونصرة الحق وهزيمة الباطل، سواء تزيا بزي الدين او بزي الدنيا.
 وإشارة المرجعية إلى ذلك واضحة فهي استخدمت عبارة " درساً إيمانياً وطنياً " ولم تكتفِ بكونه دينيا إيمانياً فقط، أي أن الدرس إيماني ووطني في ذات الوقت، وهو لفت نظر لفوائد النهضة الحسينية على الصعيد الوطني في معركة التغيير والإصلاح، والتي ستنوه لها في الأسطر التي تلت ذلك التنويه.
 
 
2.    تناولت المرجعية الدينية العليا محطات المصاعب في مسيرة الأربعينية، لأنها تريد أن تقول بعدها شيئا مهماً، مبيّنة :
 
أ‌.       " أنّ جموع الزائرين قد واجهت برجالها ونسائها وأطفالها من الأجيال الحاضرة ومن أسلافهم الماضين تحدّيات ومصاعب كبيرة خلال سنين طويلة "، وهذا أمر واضح عشنا بعضها سابقا ونعش أغلبنا حاضره المرير.
ب‌.  وصفت هذه المصاعب بـ "التي تتفطّر لها صخورُ الجبال"، وهي تريد شحذ الهمم بعبارتها تلك لتنتقل لما بعدها بأسطر!!.
ت‌.   بيّنت أمثلة هذه المصاعب على الزائرين للأربعينية فقالت " سواءً كان على مستوى المحاربة والبطش والتنكيل من الحكّام أو التفجيرات الإرهابية الحاصدة لأرواح الآلاف منهم خلال السنوات الأخيرة"، وكأنها تريد أن تقول أن هذه التضحيات لم تذهب سدى في الدنيا قبل الآخرة بلحاظ ما تحقق من نتائج تبينها في العبارات اللاحقة.
 
3.    بناء على تذكير المرجعية بتلك المصاعب فإنها تذكّر الشعب العراقي بالنتيجة الإيجابية التي تعاكس سلبية تلك المصاعب بقولها:
 
 "إلّا إنّ هذه الجموع المؤمنة بقضيتها التي ليس لها سلاحٌ إلّا سلاح الإيمان والولاء للإمام الحسين(عليه السلام)، قد استطاعت بفعل إرادتها الصلبة وعزيمتها الراسخة الاستمرار في هذه المسيرة بل ضاعفت من ألقها ووهجها"، وهذه النتيجة هي تذكير أيضاً بسلاح تلك الجماهير في انتصاراتها وهو " سلاح الإيمان والولاء للإمام الحسين(عليه السلام)" .
 
 
4.    النتائج الإيجابية المتحققة آنفاً رغم تلك الصعاب، تعتبرها المرجعية الدينية مقدمةً لا بُد من التذكير بها، لأنها ستكون مفتاحاً لما بعدها مما ستُذَكِرُ به وهو قولها " وهذا يجعل المرء على يقينٍ بأنّ هذا الشعب المضحّي والصابر سـ" وتبين المرجعية فقرات ما سيجنيه المواطن العراقي من تضحيته وصبره، فتقول المرجعية:
 
أ‌.       " سينتصر على أعدائه " وهم قطعاً كل من ينطبق عليهم مصداق العدو للعراق، وعلى رأسهم أمريكا واسرائيل وتركيا والسعودية وقطر وكل من يساندهم من السياسيين العراقيين، أو يسندهم أو يقوم بفعلهم من الدول الأخرى، دول الجوار وغيرها.
ب‌.   "وستنهزم عصاباتُ داعش"، وهو أمرٌ أكدت عليه المرجعية مراراً وتكراراً في خطب سابقة وتنبأت به بناءً على معطيات الأرض.
ت‌.   " ويتحطّم جبروتها وطغيانها وظلمها على صخرة صمود وصبر وتضحية الأبطال في القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى"، وتحطم الجبروت والطغيان لهذه العصابة هي أمر غير هزيمتها بقرينة (واو) العطف التي تفيد المغايرة لما بعدها عما قبلها، وهذا التحطم قد يعني تنبأ المرجعية بزوال داعش حتى من باقي البلدان.
ث‌.  " من المؤكّد أنّ هذه الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة ستكون العامل الأساس لغلبة وانتصار الشعب العراقيّ في معركة الإصلاح " .
وهنا نلاحظ أهمية ما تريد ايصاله المرجعية من رسالة للساسة المفسدين الذي تستهدفهم معركة الاصلاح، وهي رسالة مختصرها:
 
انت زائلون بشكل مؤكد ومعركة الاصلاح منتصرة لا محالة.
ج‌.   " إقامة الحكم الرشيد " أي أن هذا الحكم سيكون بديلاً للحكومة الحالية في حال لم تستجب للإصلاحات، وهو ما حذرت منه المرجعية الساسة في في خطبتها بتأريخ 25/9/2015م إن هم لم يكونوا رشيدين، التي ذكرت فيها عبارتها الشهيرة " ولات حين مندم " والتي حللناها تفصيلاً ويمكن الرجوع لها في الرابط التالي:
 
https://www.facebook.com/jassam.mohammad/posts/1061729733839963 
د. ما شكل هذه الحكومة التي تتنبأ المرجعية بحتمية مجيئها بعزم الجماهير التي صنعت موسم الأربعين المليوني؟!! انها حتماً حكومة خالية من المفسدين، وإلا لن تكون رشيدة، وذلك قولها الخاتم للإيجابيات أعلاه في هذه الخطبة:
" وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهباً ومسلباً لنزواتهم وأطماعهم "، فكيف يكون هذا التخليص؟ أكيد لن يكون من الحكومة الحالية لأنها غير رشيدة، فلطالما خاطبتها وأرشدتها لسنوات وخاصة في خطب معركة الإصلاح، ولكن دون جدوى.
إذن هناك حكومة عراقية وطنية قادمة جديدة، تتنبأ بها المرجعية وفقاً للمعطيات أعلاه، وهي حكومة تتصف بما يلي:
1.  رشيدة.
2.  ستقوم بتخليص البلد من السياسيين الفاسدين.
3.  ستعيد بناءه مستندة لرشادها، بعد ان تكون قد طهرت البلد من مخربيه وناهبيه.
  
والسؤال الأخير:
هل هذا الحدث قريب؟
 
الجواب: يبدو أنه كذلك بلحاظ عبارتها " ولات حين مندم "  التي تدل على انه التحذير الأخير، خاصة وأن الزمن بين هذا التحذير، والبشارة بـ " إقامة الحكم الرشيد "، زمناً ليس طويلاً.
 
 فتأريخ الأخيرة في 04/12/2015 م وتأريخ الأولى في  25/9/2015م ، وما بين التأريخين 41  يوماً.
 فإذا كان بين التحذير الأخير للحكم الحالي الفاسد والبشارة بحتمية قدوم الحكم الرشيد القادم 41 يوماً ، فكم بينه وبين تطبيقه؟!!!
الله العالم...
فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (يونس-102)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/14



كتابة تعليق لموضوع : ما هو "الحكم الرشيد" للعراق الذي تنبأت به المرجعية الدينية العليا في خطبتها؟ وهل هو قريب؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net