صفحة الكاتب : زيدون النبهاني

لافتة: وضعنا اصابعنا في الفتحة الخطأ!
زيدون النبهاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قبلَ أعوامٍ قِلة؛ تحديداً عندما أنقسمت القاعدة الشعبية؛ بعد عام الفين وثلاثة، فالصبغة العامة لما سبق ذاك العام؛ وإن تلونت، فأنها تحافظ على بعض المشتركات؛ نذكر مثلاً: رفض السلطة الصدامية، القبول بأدنى متطلبات العيش، الجميع يتشارك القلق من المستقبل المجهول، والكل يبتعد عن الأنتماء؛ أي أنتماء خارج حزب البعث قد يؤدي بفاعله إلى منصة الإعدام؛ حتى الأنتماء إلى الله! وربما كان التهمة الأكثر جرماً!

القاعدة الشعبية، مع ما تملك أصلاً من مقومات للأنقسام، مذهبية، قومية، دينية وغيرها، كانت موحدة الأهداف، فالخيارات لم تكن كثيرة، أما توحيد الهدف ومن بعده المصير، أو يأتي المصير مسرعاً ليكون الهدف مقبرة جماعية أخرى، أي أن الشعب وليس السياسيين هم متفقون برفضهم لواقع البعث، ومن بعد البعث؛ هم متفقون على بناء وطن، لهم ولأطفالهم، فماذا حدث؟
ما حدث أن الصبغة تغيرت؛ طبيعة الأنقسام برزت؛ وتعددت؛ والدين الذي كان في السابق مطلباً؛ كقاعدة كل ممنوع مرغوب، أصبح سُبة، وهذا أمر واقع لتغير الصبغة، ما يأخذنا إلى نتيجة وهي تلون المجتمع العراقي، تقلبه، تبديل الأهداف أو الحاجات، نسيان القديمة منها دون تحقيقها، وبروز أهداف جديدة ايضاً تنتظر دورها في سلم النسيان.
العلمانية؛ الدولة المدنية؛ الحكم المدني؛ التكنوقراط؛ لافتات كلها لافتات، شعارات لا تهضم الواقع، لا تأكل الهموم، لا تسلم من التشكيك، كلها لافتات، لذا من الإنصاف أنها لم تغادر ساحة التظاهر، من العدل أن اللافتات لم تدخل صندوق الإنتخابات، فالصندوق يؤمن بالواقعية، الموجود على الأرض، قانون الغيوم للغيوم، وبين الأرض والنجوم يضيع دخان الغيوم، بيضاء كانت أم سوداء، الغيمة التي لا تزخ، لا تقدسها الأرض.
من بين اللافتات، واحدة هنا وهناك، تسيء للمرجعية، تسيء لقدسية المعتقد عند الطيف الأكبر، ومثل الغيوم التي لا تمطر، يحمل رجل لافتته؛ ويقف عارياً من إنصافه، ليشتم المرجعية!
الحماقة قد تنسي صاحبها؛ الجهل قد ينسيه، نكران المعروف ايضاً ربما ينسيه، اول خبر: المرجعية ليست مع هذا أو ذاك، حرب صدام وامريكا أقصد، لماذا؟ لأنها تعتقد بحرمة بذل الدم من أجل كليهما، الثاني؛ كان رفضها لوجود حاكم عسكري امريكي على العراق؛ دبلوماسياً خلصته من الاحتلال؛ الثالث؛ بناء أول تجربة ديمقراطية في المنطقة، الرابع؛ رعت الأنتخابات ولم ترعى جهة بعينها؛ الخامس؛ أشرت مواطن الخلل وأعطت الرؤى وقدمت الأفكار؛ السادس؛ تجاهلناها و ظلمناها وأيدنا عدوها!
السادس مهم؛ هنا الأصبع المكسور الذي يؤلمنا، أصبع بنفسجي؛ رائحته نفاثه كالبارود، مثل رائحة الدم، كرائحة الموصل وسبايكر والأصلاحات، أصبع فاسد أنتخب سياسي أفسد.
- ربما، لو سألنا صاحب اللافته المسيئة؛ لقال (ضحكت علينا المرجعية وأنتخبنا المالكي).
-سيدي العزيز: في الدورتين تقصد؟
لا وربي في الثلاث..
-سيدي الكريم: ألم تطلب التغيير؟
نعم.. نعم سابقت للتغيير وأخترت تغيير النظام السياسي..
- اخي وهل تغير؟
أعتقد العلّة بالقائمة..
- أخي العزيز الكريم؛ أذهب وضع أصبعك في أضيق فتحة، تجدها في جسدك، فلو وضعتها هناك من قبل، لما كنت تحمل هذه اللافتة..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيدون النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/12



كتابة تعليق لموضوع : لافتة: وضعنا اصابعنا في الفتحة الخطأ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net