صفحة الكاتب : فوزي صادق

فلسفة الصيام !
فوزي صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل شيء في هذا الكون وضع وخلق بحكمة وميزان من لدن الخالق سبحانه وتعالى ، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) فالصيام تشريع من السماء لأهل الأرض، وقد فرضه الله على الأمم التي سبقت المسلمين ، واليهود والمسيحيون والمسلمون يؤمنون بالصوم كتشريع أساسي من السماء، لكن هناك اختلاف في التطبيق. 

 

للصوم فائدتان جوهريتان، روحية وجسدية، فالأولى لعلاقات الإنسان الروحية، وأهمها علاقته بخالقه ، ومن ثم مع من حوله، والثانية تحفيز الجسد نحو الكمال، ففلسفة الصوم ليست موضوع طعام وشراب، أو امتناع عن الغريزة الحيوانية، وإنما هي مدرسة تربوية لتهذيب الإنسان من الداخل والخارج " الروح والجسد " ، فهي إعطاء فرصة لبني آدم كي يطوع روحه لكي يمتطيها ويوجهها نحو الجادة، وليس العكس! بين زخم وزحمة باقي الشهور، فعند خلو المعدة من الطعام يقل تشتيت قدرة العقل، وما يتم صرفه من طاقة عقلية وذهنية على الجهاز الهضمي والمعوي، يتم تحويله نحو العقل، ويبقى التركيز موجهاً إلي المنطقة العلوية ، منطقة المخ والتفكير، وهنا يحدث الترويض للروح، فالبطنة تذهب الفطنة ، والإنسان يأخذ استراحة ربانية لمدة شهر سنوية لجسمه وروحه . وهي مدروسة بدقة متناهية مقسمة على عدد زمن الأشهر القمرية، لذا قال (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، أي ربما ثلاثون يوماً أو أقل .

 إذاً هي استراحة شهر قمري لوضعه كرقم في معادلة الجسد والروح السنوية والأهم، هي وقفة لنقف فيها مع أنفسنا ونحدد طريقنا ومصيرنا ، فالإنسان مخيّر وليس مسيّراً على جسر الحياة، ومع ذلك ومن كرم الخالق جل شأنه، اهتمامه بهذا الإنسان يبقى متصلاً دون توقف، حتى مع دوام عصيانه فكما هو منغمس مع ما أعطي من نعم الحياة وغرائزها، كالفم والعينين واليدين والتزاوج وحب الحياة، وضياعه في متاهات تلك الزحمة بين جمع الملايين من البشر... أعطاه فرصة للرجوع عن الخطيئة نحو الحق والطهارة، والدخول من باب شهر الرحمة ، فجعل فيه أبواب السموات مفتوحة للتقرب إلى الله بالقرآن والدعاء وليلة القدر، وجعل فيه النفس لينة ومطيعة ، والروح عرفانية وخفيفة وفي أقوى أوجها، والشهوة لغرائز الحرام ضعيفة، فالنصر لنزعة الخير في هذا الشهر محتوم، والاندحار لنزعة الشر محسوم... إذاً هي فرصة  كي نروض نفوسنا ونأخذها إلي طريق الله. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فوزي صادق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/26



كتابة تعليق لموضوع : فلسفة الصيام !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net