صفحة الكاتب : قصي شفيق

الوظيفة التفاعلية للمراسل الصحفي العراقي
قصي شفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


تمهيد:
من الممكن ان نتوصل الى الوظيفة التفاعلية من خلال التعرف على اهمية الدور الفاعل للمراسل الصحفي في العراق كممارسة فعلية انتقالية فالصحفي المفكر والمتجدد للقيم الرصينة هو صاحب العملية الاتصالية لعمل المؤسسة الإعلامية سواء كانت جريدة أو إذاعة أو تلفزيون في مكان وزمان محدد ليعمل على تغطية الأحداث الدائرة هنا وهناك ويرسلها في الوقت المناسب إلى إدارة المؤسسة الاعلامية او من خلال الاتصال الحي عبر الهواء بالصوت والصورة، فالصحفي المراسل مطالب بتغطية الأحداث التي ستدور في المكان أو المنطقة التي يتواجد بها ليضمن بذلك تغطية خاصة حصرياً متخذا من السبق الصحفي كمادة اساسية للانطلاق بالجديد والمثير والمدهش للمتابعة.
فالوظيفة هنا وسعت دائرة الدور على وفق تعدد المحاور فالمراسل الصحفي هو القائم بالاتصال هو الخالق للإثارة العمل الصحفي والمتأهب الفاعل لمتابعة تغطياته الاخبارية الميدانية والمستقرئ لكل مايقدم على الساحة فالدراية والمعرفة الكاملة والوعي الدامغ يأتي بالتنوع والتفرد  بالتعامل  مع طبيعة المهنة الصحفية بالديناميكية والصبر والمصداقية والموضوعية  قبل الخوض في مضمار الشروع بكتابة الاخبار والتقارير ونقلها للمتلقي، اذ يعد ابرز مصادر المؤسسات الصحفية والإعلامية في رفدها بالإخبار والمعلومات والبيانات وصولا الى تحقيق الاهداف السامية للوظيفة الصحفية والتي تتسم بخلق مفهوم التوعية والتثقيف متأصلاً بالتعليم والإرشاد والتوجيه والنصح والمتابعة والعمل على تصحيح المسار السلبي بإعطاء مسار ايجابي بالحقيقة والإقناع فالمسؤولية قد تعمل بطابع تفاعلية لحظوي حداثوي تجديدي.

أولاً: المراسل المحترف المهيمن في الساحة الاعلامية.

الافادة من المراسل المحترف في توظيف جميع الاخبار الصحفية لحظة باللحظة ونستطيع ان نحكم لصالح المراسل الصحفي بانه صانع الرسالة الاتصالية وكذلك المحامي الشجاع المدافع عن الحقوق المجتمعية للأفراد حيال السلطة والقانون بل يمثل صوت الشعب  وعين المسؤول والممثل لمتطلبات الاجيال والناطق بالحق عن المظلومين والمحقق للعدالة من خلال الصوت الصورة المشرقة للإعلام الجديد في العراق ، وفي الفلسفة الاعلامية الكبرى فان المراسل يعرف بانه  الباحث والجامع المثقف الواعي والباحث عن الحقيقة وكذلك هو الراصد للحقيقة اينما حلت فهو لا يشبع الا برصد المعلومات والبيانات المتواتر يومياً وإعادة بنائها وتنظيمها  من ثم انتاجها انتاج دلالي معرفي للمتلقي العام والخاص دون احتكار والتقولب بقالب واحد على وفق سياسة الوسيلة الاعلامية فلا خطوط حمراء تقمع من الدور التفاعلي للوظيفة المهنية للمراسل الناجح وأفضل انواع المراسلين الصحفيين هو الذي يأتي بأفضل الدلائل المكثفة والمختزلة عند صياغة الاخبار فالاختصار والدقة هي عنوان التفاعل والنجاح في الاعلام الجديد للوظيفية الصحفية وأخذت هذه الوظيفة الشاقة والمجهدة للجسد والعقل  تتسع بمحاور اسمى من الفعل التقليدي  من حيث الأهمية والمشاركة بصناعة المشهد الصحفي والإعلامي حتى الوقت المعاصر فهو لا يعمل بمعزل عن مفهوم الحرية واحترام الذوق العام. وبتطور الوظيفة التفاعلية اتسعة حركة المقارنة بين المراسل التقليدي الذي يشتغل باللغة التلقين وبين المراسل المبدع الصانع للمشهد بدراية اعلامية مهنية مع ولوج عصر الأعلام البديل وكذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي والحركة التواصلية لجميع المحطات والقنوات التلفزيونية الا ان التميز اصبح صعباً مع طغيان الشكل على الجوهر وبات المراسل المبدع يبحث ويتقصى من اجل اثبات نفسه في السباق المتواصل للحقيقة المثلى والصورة المشرقة للعمل الصحفي.
لعل في الكثير من الدراسات البحثية للإعلام تؤكد على ان يكون المراسل الصحفي الجيد ذي خبرة اعلامية في مجال العمل الصحفي الميداني. 1) ان يكون سريعاً في تنقله 2) ان يكون عارفاً بقواعد الفنون الصحفية بمختلف فروعها بالحديث او التحقيق او المتابعة وبإرسال الاخبار والنشاطات والتغطيات بالوقت المحدد لها.3) أن يكون قادراً على تسجيل كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من المعلومات والإحصائيات والبيانات حتى لا يفوت عليه المعلومات المهمة وتدوينها ثم اعادة صياغتها بالشكل الاحترافي. فالسؤال من هو الصحفي المحترف؟
( هو الشخص المتمرس اعلامياً ويتحلى بالمهنية والموضوعية لمهنة الصحافة ومتتبع لكافة الاخبار المحلية والعربية والعالمية فالتقصي والبحث عن المعلومات سلاح الصحفي الناجح لتزويد مؤسسته بالجديد في عالم الاخبار والإحداث والموضوعات المطروحة على الساحة العراقية.)

ثانياً: اصناف المراسل الصحفي التفاعلي.
إن المراسل الجيد هو الذي يعمل كعلاقات عامة ومنسق فاعل من حيث تأصيل التفعيل لمصادر المعلومات فهو قد يحتاج الى أكبر عدد ممكن من أرقام هواتف وإميل الإدارات والمؤسسات الحكومية والغير حكومية, لتصبح جزاً من حلقة التواصل المباشرة.
المراسل الصحفي المحترف يبدأ العمل الوظيفي من خلال القراءة والاستماع اليومي فهو يحتاج الى قاعدة من البيانات والمعلومات يحتاجه أو كان يبحث عنه وبعدها يبادر للبحث عن الأخبار والتغطيات المختلفة .فالمراسل المبدع هو الذي يجعل من اللا شيء شيء فالقضية قضية تحدي وتصدي كما يقال ولكننا نقصد أن يخلق من معلومة خبراً أو من اشاعةٍ تحقيقاً، فأحيانا تكون الإشاعات مصادر أخبار مهمة لكن على الصحفي أن يروج الإشاعة بطريقة ذكية لا تؤثر على مصداقية أخباره أو على مصداقية جريدته أو قد تؤدي به إلى السجن، وعموماً يجب توخي الحذر الشديد في التعامل مع الإشاعات الخبرية.
الصحفي الناجح هو الذي تربطه علاقات صداقة واسعة مع عدد هام من الأشخاص والمسئولين وكل هؤلاء يعدون مصدراً حياً لأخباره اليومية لكن عليه أن يثق فيهم قبل أن يتعامل معهم.
فمن الجوانب البراقة للوسيلة الاعلامية الناجحة المراسل الجيد الفاعل في تحريك عجلة الاتصال , لان رأسمال أي وسيلة اعلامية هو ما تحمل من أخبار ومعلومات جديدة  تتميز بها عن غيرها من حيث الدقة والحداثة وسرعة النشر والترويج وخاصة الاخبار تحظى باهتمام القراء فيتهافتون على قراءة الصحيفة او سماع محطة او مشاهدة  القناة تلفزيونية، وحتى يكون الخبر مفيداً ودقيقاً في معلوماته لابد وأن يجيب على ستة أسئلة أجمع المختصون في الصحافة على أنها الأساس في الصناعة الوسيلة الاعلامية الناجحة.

وتنقسم الأسئلة إلى قسمين. القسم الأول : يتكون من خمسة أسئلة وهي:
من؟ ماذا ؟ أين ؟ لماذا ؟ متى؟ اما  القسم الثاني: يتكون من سؤال واحد وهو كيف؟



ثالثاً: مصادر المراسل الصحفي التفاعلي الناجح.

1) مصادر حية ميدانية.
أن المصادر حية  وتتمثل في الناس بصفة عامة من شخصيات ومسئوولين، ومواطنين, وكافة الاختصاصات الثقافية والعلمية...، مهما اختلفت مستوياتهم الاجتماعية والطبقية والعلمية فكل هؤلاء يعدون مصادر بشرية هامة بالنسبة للمراسل الصحفي، وكل من يقدم معلومة جديدة ومؤكدة، فهو مصدر حي يجب على المراسل الصحفي أن يستند عليه كمادة خاصة بما معنى وثيقة للتاكيد على الاقتباس المباشر الحي.
فالمصادر الحية  تعد من أهم وأقوى المصادر التي تعتمد عليها الوسائل الاعلامية الحديثة وعليها يرتكز نجاحها في الأداء التواصلي الموضوعي.

2) مصادر رصينة تملك صفة الصدق والثبات:

وتتمثل في المطبوعات والمجلات والجرائد، والوثائق، ومواقع الانترنيت رسائل واطاريح جامعية مؤسسات رسمية حكومية وغير حكومية ندوات مؤتمرات علمية، والمصادر الرصينة هي التي يحصل عليها المراسل بالعمل الوظيفي الحقيقي  بطريقة غير مباشرة مستنداً المادة العلمية والمعرفية له. ومن جماليات عمل الصحفي من خلال ما يحدث الان أي ما يسمى بالمعارك والتغطية الصحفية من قلب المعركة :
وهنا قد نعني بها احتواء الخبر والإحاطة به من كل الجوانب وذلك بجمع أكبر كم ممكن من المعلومات والمصادر والبيانات الأكيدة التي تتعلق بمكان الحدث وتحديد اهم النقاط و الإجابة عن الأسئلة الستة التي سبق ذكرها، فإذا أجبنا على كافة الأسئلة الهامة في الحدث فقد قمنا بالوظيفة الاتصالية المهنية لدور المراسل الصحفي العراقي.

رابعاً: المراسل وظيفة تقليدية في السابق.

بعيداً عن ما يدرس في الجامعات والكليات والمؤسسات الاعلامية الرسمية لدور المراسل الصحفي العراقي من حيث المنهج والأسلوب والعرض بات تقليديا بل مازال يدرس المنهج القديم المستهلك اخذ صبغاً بالطابع النظرية بمعزل عن الاداء التطبيقي مما بات يشكل طابعاً تقليدياً بعض الشيء لدور المراسل فهو يقدم المادة والأساس ولا يعطي الوظيفة التفاعلية المراد محاكاتها داخل الفعل التفاعلي الاتصالي فيما سبق كان المراسل الصحفي يأخذ المعلومات والبيانات بطريقة النقل والإيصال ليشكل حلقة اتصالية مابينه وبين المؤسسة المعنية وتزويدها بالتقارير والإخبار وحينما توسع العمل الوظيفي للمراسل قد اتجه نحو تأصيل الدور بالعمل الشاقة وطرح الاخبار بنسق علمي متجانس فقدم الاثارة والدهشة والإقناع والتصديق مبدأ للاتصال محاولاً الوصول الى اعلى درجات النجاح بالتأثير والأثر في ساحة التلقي وخاصة المشهد العراقي.                  
ان فكرة نضوج المعنى للوظيفة الصحفية جاء من الافادة بالصراعات والنزعات السياسية والاجتماعية الدائرة في المشهد العراقي انطلاقا ما بعد 2003 فهناك جملة من الممارسات الصحفية الفاعلة لعملية الاتصال المباشر والفوري لإشباع الرغبة بحاجة الاخبار والتقارير اليومية للوضع الراهن فان المراسل يلعب دورا فاعلا في الابداع الاتصالي والجهد الميداني الفاعل فالوظيفة توسعت بالتعامل مع الاوضاع وتقلباتها ولهذا السبب الرئيس توجه مجموعة من المراسلين العراقيين بتقديم الفرجة المهنية والموضوعية والعمل بالتنافس المهني للسباق نحو الافضل والأسرع والصراع القائم لتقديم الافضل والجديد وهذا الامر انما يدل على تفعيل حركة الاتصال فقد تطلب الامر شجاعة وصمود الابطال لإيصال الحقيقة والتصدي للمؤسسات الاعلامية المغرضة التي تحاول التظليل على العمل المهني للمراسل العراقي الذي سعى جاهدا بالتفاعل الحقيقة مع الشارع والمشهد العراقي اذن نستطيع القول اصبح المراسل الصحفي الان حلقة مهمة وفاعلة لكافة المحطات والقنوات والوكالات الاخبارية فالمراسل جزء مهم لنجاح الوسيلة والتصديق بعملها فاليوم يوم المراسل العراقي.                                             
ان العملية الابداعية الاتصالية في جميع المؤسسات الاعلامية بحاجة ماسة للمراسل المحترف المهني بتقديم الموارد المراد تقديمها للبرامج التلفزيونية والمحطات والصحف وغيرها ومن اجل ذلك انطلقت المؤسسات لتفعيل الدور التفاعلي للمراسل العراقي ومن اجل مواكبة الحركة المتقدمة المتطورة راحت اغلب هذه المؤسسات بتنظيم مايعرف بشبكة المراسلين فهذه الشبكة العنكبوتية بالمعلومة والمهنة تطرح جميع القيم والمبادئ مستثمرة بذلك حاجتها للتفاعل الفوري مع المتلقي التي تحاول من خلال المشاهدة والاستماع والقراءة وتقديم الفرجة الاتصالية بتفعيل الدور بالشد والاندماج بالدقة والرصانة العملية.                                                                         
لان اليوم يوم مراسل فقد تعتبر الوظيفة التفاعلية للمراسل الصحفي العراقي بمثابة السلطة الرابعة للأعلام فهو صوت المواطن والناطق الرسمي باسم الشعب العراقي والممثل الرئيس في ساحة الاعلام العربي والعالمي لما يحصل في المشهد العراقي اذن الوظيفة شاقة يتحلى بها المراسل المحترف الصحفي العراقي.                                                                             

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قصي شفيق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/25



كتابة تعليق لموضوع : الوظيفة التفاعلية للمراسل الصحفي العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net