صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

نفاق التباكي على وحدة العراق
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وصل النفاق السياسي الى اعلى مرحلة من البؤس والرياء والخواء , بشأن مشروع  قرار الكونغرس الامريكي , بتقديم مساعدة مالية مقدارها 715 مليون دولار , الى طوائف العراق الاساسية ( الشيعة . السنة . الاكراد ) من اجل تطوير قدرتهم التسليحية . وجاء هذا المشروع الامريكي , ليكشف الخداع العراقي في التوافق والمصالحة والتفاهم الوطني  على وحدة العراق , فقد كشف عن الثوب الممزق والاخرق والمهلهل  , وبالخلاف والشرخ  العميق على وحدة المسار العراق . فقد اثار المشروع الامريكي حفيظة وغضب واستهجان النواب الشيعة , بينما رحب به نواب ( السنة والاكراد ) . وهذه المساعدة المالية الامريكية , تستند بالاساس على خطة ( بايدن ) في تقسيم العراق , بحجة تفادي العنف والارهاب والانقسامات والشرخ الكبير بين طوائف العراق , وبناء علاقة جديدة . ولكن نواب الشيعة يرفضون هذا مشروع العراق جملة وتفصيلاً , باعتباره يمس سيادة العراق ووحدة الشعب , كأن العراق لم يعاني من مرارة التمزق والتفكك والعداء الطائفي والقومي  , الذي أحتل المسرح السياسي , وكأن العراق لم يكن ممزق ومقسم فعليلاً بين الطوائف , بالانقسام والتخندق والتطاحن والصرع الطائفي , الذي يصل بعض الاحيان الى تصفية الحسابات ولوي الاذرع ,  الى حد وصل التعايش السلمي الى مرحلة العداء والكراهية والانتقام , واصبح ظاهرة فعلية  قلباً وقالباً . لذا ياتي هذا الخداع والنفاق والحمية المتباكية على وحدة العراق والخوف من التقسيم , وهم عملوا ( قادة البلاد السياسيين  من كل الطوائف ) على مدى اكثر من عقد من السنين في هذا المجال , واسهموا بدور بارز في الخراب الذي اصاب العراق , وراهنوا على الانشقاق والتخندق والطائفية , وربحوا الرهان , بالعراق الضعيف المصاب بشلل وباء الامراض المزمنة والفتاكة , وكأنهم لم يستحوذوا على مقدرات البلاد المالية بالفساد المالي , ولم يحولوا خيرات الشعب الى جيوبهم وارصدتهم في البنوك الاجنبية . وكأنهم لم يكونوا في قمة القيادة والمسؤولية في الدولة العراقية , منذ سقوط الحقبة البعثية , وماذا فعلوا وقدموا للعراق والعراقيين ؟ وماهي كانت قطاف ثمارهم , سوى التطاحن والعراك والخصام والتنافس كالثيران المجنونة على على الغنائم والفرهود , وغياب صفات القائد المسؤول , الذي يتحلى بصفات الشهامة والرجولة والاخلاق والضمير , الذي يصب في خدمة اهداف الوطن والشعب , وكأنهم لم يجلبوا سرطان الطائفية , لينخر جسد العراق بالتفكك والتمزق . لذلك ياتي المشروع الامريكي , نتيجة منطقية لسياساتهم الطائشة والطائفية . وانهم عملوا بشكل مشترك مع عصابات داعش , حتى نصل الى هذا الطريق المسدود . ان الاحزاب الاسلامية من كل الطوائف تتحمل كامل المسؤولية عن الخراب العراقي الفظيع , وهذا الانقسام والتخندق . فلماذا هذا النفاق والضحك على الذقون , وهم كانوا معاول هدم لوحدة العراق , لقد اشبعوا العراق بطعناتهم المسمومة على مدى اكثر من عقد كامل من السنين , وقسموا العراق الى حصص وغنائم ومراكز نفوذ , واستغلوا بضمير ميت مناصبهم المسؤولة للنهب والاحتيال , واصبح العراق تحت رايتهم مقسم ومفكك الى ثلاث دول  قائمة بنفسها بشكل فعلي , انهم يتحملون المسؤولية والفشل الذريع , في القيادة والوطنية , وعليهم الاعتراف بهذا الفشل , اذا عندهم  ذرة من الشهامة والكرامة والرجولة والاخلاق . وامامهم المثال الساطع من بريطانيا , حين اعترف قادة الاحزاب التي خسرت الانتخابات , بفشلهم وقدموا استقالاتهم وابتعدوا عن القيادة بشرف واخلاق الرجال الشجعان , وليس باخلاق الجبناء  وابناء آوى . الذين يتمسكون بالمنصب حتى لو كان على حجارة او اطلال مهدمة بالخراب , وحتى لو ان مناصبهم تجلب الخراب والدمار والمجازر والحرائق ، انهم بحق يمثلون  اخلاق الطغاة ,  وعقلية زعماء  عصابات المافيا , لان القيادة والمسؤولية والوطنية , يعني قمة الشرف والاخلاق والحرص على مصالح العراق وسيادته ووحدته , وليس تحويل العراق الى طابو شرعي لهم , والمواطن مطية لمغامراتهم الطائشة , وجعلوا العراق تنعق به غربان الشؤوم , ان العراق مهدد بالتقسيم والتمزق بسبب هؤلاء حثالات زمن الاستحمار , ولكن متى يستيقظ الشعب النائم على روث البقر ؟ وهل يستطيع ان يضع هذه الازبال في مكانها الصحيح والمناسب ؟؟؟ !!! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/10



كتابة تعليق لموضوع : نفاق التباكي على وحدة العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net