المرجعيةُ الدينيةُ العُليا: على الساسة أن يوحّدوا الخطاب ويتراصّوا ويتجاوزوا الخلافات ويحاولوا أن ينفتحوا فيما بينهم معزّزين ذلك بالثقة بعيداً عن سوء الظنّ، فهم مسؤولون مسؤوليةً مباشرةً عن خروج العراق من هذه الأزمة..

دعت المرجعية الدينية العليا الى النهوض بواقع البلد واستثمار ثرواته وتوفير الحياة الكريمة وتشريع القوانين معتبرة ان هذه الامور هي من بعض مهام السياسيين بلا استثناء، وبينت أنه على الساسة ان يوحدوا الخطاب والرؤيا ويتراصوا في خندق واحد ويتجاوزا الخلافات البسيطة.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية اليوم الجمعة 5/رجب /1436هـ الموافق 24/4/2015 م ما نصه "ان المشهد الامني الذي يمر به البلد والتحديات الكبيرة والجهد الذي بذلته القوات الامنية والمتطوعون والعشائر الغيورة يستدعي من الاخوة الساسة ان يستفيدوا من ذلك من اجل تجاوز الازمة فان الدماء عندما تمتزج من اجل غاية نبيلة ووطنية واخلاقية ودينية ويشترك فيها جميع المكونات بل وتتهدد جميع المكونات " مبينا "ان هذه الدماء لها حق على كل متصدٍ لخدمة هذا البلد اذ لا يوجد اثمن ما يقدم له من الدم."
ودعا الصافي من خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف السياسيين ان يوحدوا الخطاب والرؤية ويتراصوا في خندق واحد ويتجاوزوا الخلافات البسيطة ويحاولوا ان ينفتحوا فيما بينهم ويتكاشفوا ويتحاوروا معززين ذلك بالثقة المتبادلة بعيداً عن سوء الظن والتشكيك بكل شيء.،.مشيرا انه ليس من المعقول ان يبقى البلد هكذا بين صراعات سياسية ومشاكل اقتصادية وتنموية وتأخر في اغلب العمليات الاصلاحية وبقاء التهديدات الامنية على ابوابنا بل في داخل مدننا ونزوح عشرات الالاف من العوائل في اكثر من مدينة.. ولعل أي مراقب للاحداث ولأحداث العراق سيحمل المسؤولين السياسين جميعاً ما يحدث فيه فرغم كل التاثيرات الخارجية القريبة او البعيدة او الداخلية تبقى المسؤولية على عاتق الساسة العراقيين فهم الذين يمكن ان يشخصوا ما ينفع البلد او يضره"
واضاف ممثل المرجعية العليا "اننا نرى ضرورة ان يبدأ الاخوة في ايجاد حلول جذرية ونهائية لأغلب المشاكل التي من شأنها ان تعقّد المشهد الأمني او السياسي او الاقتصادي لو بقيت معلقة.. مع اننا في نفس الوقت ندعوا الى التخلي عن روح الخصومة والعداوة والاستفزاز فيما بينهم والتحلي بروح التسامح والمحبة واللين والمرونة.،موضحا ان مراجعة دقيقة لجميع المواقف التي مرّت بنا وتحليلها ومن أي جهة كانت امر لابد منه لتمييز الصحيح عن السقيم بل مراجعة المواقف الخارجية وهل كانت تدخلات مضرّة بالبلد او انها نصائح نافعة او لا.. وهل كانت هذه التدخلات تدعم جهة دون اخرى وما الغاية منها وما الذي جناه البلد جراء ذلك ؟!
وتابع السيد احمد الصافي في خطبته التي حضرتها وكالة نون الخبرية "ان السياسي الناجح هو الذي يجمع ابناء شعبه على محبة بلدهم والدفاع عنه.. ان السياسي الناجح هو الذي يبذل كل طاقاته من اجل اسعاد شعبه وتحسين المستوى المعيشي لهم.. ان السياسي الناجح هو الذي يحافظ على هوية بلده ولا يميز بين ابناءه ويتعامل مع المشاكل بروح المسؤولية والابوة "
ونوه ممثل المرجع السيستاني اننا نؤمن بقدرة المسؤولين على تجاوز الازمة لمعرفتنا ببلدنا وطاقاتنا ونؤمن بشجاعة ابناء هذا البلد الذين لهم تاريخ مشرف في الحفاظ على حياضه سواء في الماضي ام الحاضر الذي نعيشه ونؤمن بكرم ابنائه ازاء المشاكل الانسانية التي يواجهها البعض،مبينا اننا عندما ندعو الناس لمساعدة بعضهم البعض في المشاكل التي تحتاج الى دعم كدعم النازحين مثلاً فهو من باب التأكيد اذ ان كرم ابناء شعبنا محرز والاهتمام ببعضهم امر مفروض عنه وكم لهذا الشعب الكريم من وقفات فالاندفاع العفوي لمساعدة بعضهم مع غض النظر عن خلفيتهم المذهبية او الدينية او العرقية او القومية امر يستدعي الإكبار والاجلال..وعندما ندعو المسؤولين السياسيين فان هناك مسؤولية تقع على عاتقهم هي اكبر من ذلك فإن امن البلاد والعباد والنهوض بواقع البلد واستثمار ثرواته وطاقاته وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه وتوفير اجواء المودة والمحبة وحل المشاكل بالحوار البنّاء والسعي للحفاظ على وحدة البلد وتوحيد صفوف ابناءه وعدم الانشغال بالمسائل الجانبية واذكاء روح المواطنة بين ابنائه وتشريع القوانين اللازمة ومراقبة تنفيذها وغير ذلك فإن هذا من بعض مهام السياسيين بلا استثناء"
واضاف "ان الساسة مسؤولون مسؤولية مباشرة عن خروج العراق من هذه الازمة ولا يعفى احد منهم من ذلك.. نرجو الله تعالى ان يتكاتف الاخوة ويوحدوا رؤيتهم ويسعوا دائماً من اجل النهوض بهذا البلد للخروج من هذه الازمات"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/24



كتابة تعليق لموضوع : المرجعيةُ الدينيةُ العُليا: على الساسة أن يوحّدوا الخطاب ويتراصّوا ويتجاوزوا الخلافات ويحاولوا أن ينفتحوا فيما بينهم معزّزين ذلك بالثقة بعيداً عن سوء الظنّ، فهم مسؤولون مسؤوليةً مباشرةً عن خروج العراق من هذه الأزمة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net