صفحة الكاتب : نزار حيدر

ما بَعْدَ الكِذْبَةِ!
نزار حيدر

 من السّهل جداً ان تنشر كذبة [خبر، صورة مفبركة، مقطع فيديو تضليلي] ولكن من الصّعب جداً ان تمحو اثرها في الساحة.
 والغريب في الامر انّنا نتسرّع ونتسابق ونتباهى في نشر الكذبة، فقد نتناقلها أياماً وليالي من دون ان نعير للتنويه والتنبيه والتحذير والتكذيب الذي قد يصلنا من اقرب الناس إلينا، اي اهتمام، فنواصل نشرها وتوزيعها عناداً ومكابرة، ولكنّنا عندما نكتشف الحقيقة، في نهاية المطاف، ونقتنع ونسلّم بانها بالفعل كانت كذبة انطلت علينا وساهمنا في نشرها إمّا غفلةً او جهلاً او عناداً، لم نبادر الى الاعتذار مثلاً او التنويه ابداً، ولهذا السّبب تضخّمت عندنا ظاهرة (تراكم الاكاذيب) والاغرب في الامر، من دون ان تؤثّر قيد انملة على وثوقيّة المصدر واعتباره وصدقيّته! وكأننا استمرأنا الاكاذيب وبتنا نتعايش مع حملات التّضليل كما نتعايش مع الهواء والماء مثلاً!.
 قد أسامحك اذا نشرت كذبة، ولكنني لن أسامحك ابداً اذا اكتشفتها ولم تعتذر عنها او تنوّه اليها او تنبّه عليها، فالنشر قد يكون من باب الغفلة او الاستعجال، اما سكوتك عنها بعد ان تكتشف الحقيقة، فهذا يعني انك تعمّدت التضليل وهذه جريمة لا أسامحك عليها ابداً.
 فليبادر كلّ واحدٍ منّا الى التّنويه، على الأقل، عن الكذبة التي ينشرها ثم يكتشف حقيقتها، امّا اذا اعتذر منها فذلك هو خير الناس، وهو دليل احترامه لعقله وللاخرين.
 اننا الان نمرّ في مرحلةٍ خطيرةٍ جداً، فالعراق الذي يسير باتجاه النصر المؤزر على الارهاب بسواعد القوات المسلحة وقوات البيشمركة وابطال الحشد الشعبي والعشائر الغيورة، تجمّعت في سماء (شرم الشيخ) غيوم فتنة عمياء يقودها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، والذي لم يتقدم بمبادرة كلّ عمره الا وجاءت نتائجها ضد مصالح الشعوب وتطلعاتها وآمالها!.
 امام كلّ هذا، تشخص أمامنا كعراقيين مسؤولية حماية منجزاتنا في الحرب على الارهاب، فبالنسبة لنا الان (العراق اولاً) فاذا خطّط الآخرون كيف يستدرجوننا الى مشاكلهم وأزماتهم، فعلينا ان نتعامل بذكاء وحكمة ووطنية عالية من اجل ان يفشل الجميع في استدراجنا، ولنضع التاريخ القريب نصب اعيننا فلا ننسى ولا نتناسى ولا نغفل ولا نتعامل بسذاجة، فعندما قاد الطاغية الذليل صدام حسين العراقيين لخوض حروبه العبثيّة، الداخلية منها ومع الجيران والمجتمع الدولي، كل المنطقة أدارت ظهرها لنا، وعندما انتفض العراقيون ضد النظام الديكتاتوري كلهم نفضوا ايديهم، وعندما سقط الصنم كلّهم بعثوا جراثيمهم ودوابّهم لقتلنا وتدميرنا، فلا تحدثني الان بغير منطق الروح الوطنية.
 دعونا من الشّعارات التافهة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وحدثني فقط عن العراق لنراكم الإنجازات والانتصارات حتى تحرير اخر شبر منه من أيدي الارهابيين.
 لننشغل جميعاً بالتنظير والتفكير والبحث في كيفية حماية العراق وتعزيز انتصاراته.
 لقد اخطأ بعض زعماء (المكون السني) عندما ذهبوا بها عريضة وهم يصفون العدوان على اليمن بانه بشائر خير ستصيب العراق قريبا! فأين تذهبون أيها الطائفيّون؟ الى اين تسيرون؟ لو كان في نظام القبيلة ذرّة خير لكم لحرر اعراضكم في الموصل من انتهاك الارهابيين! ولوقف بوجه مجازرهم ضد الارض والعِرض والنفس والرّوح والثقافة والحضارة والتاريخ!.
 ان اغبى الاغبياء في العالم هو الذي ينتظر من نظام القبيلة خيراً! فمتى لمستم منه ذلك لتنتظروه اليوم او حتى تتوقعوه منه؟!.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/30



كتابة تعليق لموضوع : ما بَعْدَ الكِذْبَةِ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net