صفحة الكاتب : حاتم عباس بصيلة

ثقافة الستر والحياء الجميل
حاتم عباس بصيلة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اغتيلت الثقافة حين اغتيل الحياء لدى البشر وحين انتهى الحياء الجميل انتهت معه اشياء متعددة كالعفة وثقافة الستر والرضا بما هو مقسوم من الرزق الحلال سواء كان مالا او سمعة او مكانة اجتماعية ترفع الانسان الى ذروة انسانيته في التعامل مع ذويه البشر ممن يقدرون القيم الأخلاقية والمعاني السامية في صنع الحضارة والذهاب الى اقصى معانيها بما يعمر الارض ! وثقافة الستر كانت ارقى ما كان لدى انساننا العراقي حين يؤتمن على شيء او تحرك فيه النخوة في الحفاظ على الانسان امانة في عنقه ونرى تراجعا في هذا النوع من الثقافة مرعبا الا ان الأمر لا يعدو ان يكون موجة من الموجات التي تمر بها الشعوب لأننا نؤمن بان الانسان العراقي له من الاصالة ما يسمح له بإعادة تلك الثقافة التي تؤكد اصالة الروح العراقية الفذة في التعامل مع الاحداث والقصص الغريبة التي اثارت المخيلة الى ابعد حدودها .
ان اجمل ما في ثقافة الستر والحياء احترام الانسان العراقي الى النعمة التي هي مقدسة لديه ومازالت ذاكرتي تحتفظ بمشاهد الرجال وهم يذهبون فجرا لممارسة اعمالهم وقد وجدوا قطعة رغيف في الطريق هؤلاء الرجال لا يتركون كسرة الرغيف هذه الا ويحملونها بعد تقبيلها ثم توضع في اي فطر او ثنايا جدار متداع من الجدران ولقد سمعت عن جدي رحمه الله انه شعر برجل حمال لم يشتغل ذلك اليوم فقام بارساله الى البيت بحجة انه نسي شيئا حتى اذا رجع الرجل استغنى عن ذلك الشيء ليرسل مرة اخرى الى جلب شيء آخر وبذلك ساعد الرجل في رزقه دون ان يهينه بل اشعره بقيمة عمله وكان القصد مساعدة رجل لم يشتغل ذلك اليوم !! كما كانت له محلات مؤجرة فكان يوصي احد عماله بان لا يطالب بالإيجار ولكنه يمر بينهم فاذا صاحه احدهم اخذ منه المال واذا لم يناد عليه احد اسقط ما يطلبه مراعاة له لانه لم يتمكن من دفع الايجار بسبب عدم كفاية ما يحصل عليه وكان المؤجر صادقا والمستأجر كذلك عكس ما يحدث هذه الايام من ذبح الفقراء من خلال رفع الاسعار كل عام بل كل شهر في بعض الاحيان وخلاصة القول ان ثقافة الستر والحياء الجميل مطلوبة هذه الايام وهي صورة من صور الحضارة الجديدة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حاتم عباس بصيلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/17



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة الستر والحياء الجميل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net