قيل الكثير عن الخمود الثقافي, وقد خضنا في ذلك مع الاخرين, وبد تأمل آمنت بأن الازمة تحتاج الى تشخيص جديد للكشف عن معالم الواقع بمزيد من الوضوح يمكن معه الاهتداء الى وسائل العلاج بمزيد من الدقة, كيف لا وهناك ظاهرة جلية تشير الى اننا نعيش اعظم عصر ثقافي في تاريخنا كله ! اجل ان عصرنا الحالي هو العصر الذهبي الثقافة بمعنى من المعاني . قارن بينه وبين اي عصر ما على مدى تاريخنا القديم والحديث تجد ان الثقافة كانت وقفا على نسبة ضئيلة من الشعب, على حين ان الغالبية العظمى كانت تغيب في الامية محرومة من اي ثقافة حقيقية . حتى عصر العمالقة المحدثين في مطلع القرن كانت الامية تشكل 90% من الشعب, فانظر ماذا يحدث اليوم في دنيانا الثقافية . فبفضل الاعلام بانماطه المتعددة واساليب التكنولوجيا الحديثة ووصائل الاتصال والتواصل , انفتحت ابواب الثقافة بغير حساب على الملايين من النساء والرجال والاطفال, في الريف والمدن وحتى المواقع النائية, وبلا شروط ! فاستوى في التلقي المتعلم والمثقف والامي, يستقبلون ليل نهار ما شئت من معارف نافعة وتوجيهات مفيدة وانباء عن الوطن الاصغر والوطن الاكبر, وعالم الفضاء الى عالم الذرة والخلايا, والوان لا حصر لها من الدراما والفنون, فاي مصلح في القدم كان يحلم بنشر الثقافة على هذا المدى الخيالي ولو بعد مضي المئات من السنين, وانفاق الملايين من الاموال ؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat