صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

اساليب داعش في تدمير الشباب المتحمس
الشيخ جميل مانع البزوني


        لقد تعدى الظلم الذي لحق بهذا البلد كل الحدود المتوقعة بل ان بعض مفاصل هذا الظلم كانت غير مسبوقة ولهذا لا زال الكثير من الناس تحت تاثير الصدمة التي وقعت عليهم بسبب هذه الحوادث المؤسفة .

      ومن الغريب ان تجد تنظيما بهذا المستوى من العنف يحظى بقبول واضح بين بعض فئات المجتمع الانساني بالرغم من كون الاثار التي بانت جلية من اعماله اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان هذا التنظيق لن يكتب له البقاء ابدا وذلك لان البقاء مشروط باقامة العدل في الحكم بين الناس وهذا الامر ليس موجودا في قاموس هذا التنظيم الارهابي.

      وقد نسال عن الوسائل التي يعمل هذا التنظيم من خلالها على نشر افكاره للحصول على قبول بين الناس في كل العالم .

     والجواب طويل ومؤلم احيانا وذلك لان الفئات التي اصبح التنظيم يعول عليها كثيرا هي فئات تنتمي لبعض المجتمعات الغربية في الاعم الاغلب وهذا امر غريب اذا لم يعرف السبب وراء ازدياد القبول المذكور .

     وعند الوقوف على تاريخ ظهور هذا النوع من التنظيمات يبدو واضحا لنا ان الجانب الاكثر اشتراكا بين المجتمعات التي قبلت هذا التنظيم هي حالة الانحدار الخلقي بين ابنائه وهذا الامر يدعو للتامل فيه كثيرا .

    ويعتبر هذا الامر مؤشر خطير على نوعية المجتمع الذي يحتظن هذا التنظيم ,اما بالنسبة الى التفسير عن سبب ذلك فهو بصورة مختصرة وواضحة نتيجة طبيعية لهذا المستوى من الاخلاق المتدنية في المجتمع فان الانسان العادي اذا عرض عليه الدين سوف يفكر كثيرا بالقيود التي تقف خلف تدينه والتزامه اما اذا قيل للانسان ان طريق نجاتك لا يتعدى ان تقوم ببعض الاعمال التي توصلك الى الجنة فهذا سيكون امنية كل انسان يشعر بالعجز عن تدارك ما فاته من سنوات عمره السابقة ولذا تجد ان البحث عن الموت هي السمة الغالبة في تفكير هؤلاء الشباب .

اما الوسائل المتبعة في قبول هذه النماذج والاستفادة منها فهي كثيرة .

منها: تصوير الحياة التي يستحق الانسان ان يعيش من اجلها على شكل عمل واحد او اكثر يمكن الانسان من ان يصل الى هدفه من خلال قتل نفسه في عدد من الاشخاص الذين يحكم عليهم بالموت بسبب معتقداتهم وهذا اسلوب ناجح جدا يستقطب الكثير من الشباب الذي يفكر كيف يتجاوز كم السيئات التي وقع فيها ويجد في هذا العمل حلا مناسبا جدا وخلاصا من الام شعوره بالذنب .

ومنها: تصوير الناس الاخرين المخالفين للتنظيم بصورة الفاقد للحرمة وعدم استحقاق البقاء نتيجة اعتقاده ما يخاف الشريعة التي يقررها التنظيم وهذا ايضا استقطب كثيرا من الشباب الذين شعروا ان مجرد انتماءهم لهذا التنظيم اعطاهم قيمة تفوق قيمة اي انسان اخر ولذلك فهم يستحقون الحياة لا يستحق البقاء ولا يستتاب.

ومنها : الاعتماد على بعض المنشورات التي تصدر في بعض دول الخليج ومنها كتب بعض علماء السعودية وبعض الكتب المنحولة وقد تم العثور على عدد من الكتب التي تنشر الكراهية لبقية المسلمين توزع بين افراد هذه التنظيمات نقل ذلك بعض الاشخاص الذي دخلوا الى بعض البيوت التي كانت تحت سلطة هذه التنظيمات فوجدوا فيها عددا كبيرا من الكتب المحرضة على العنف ومنها الكتب التي تؤلف خصيصا من اجل تشويه سمعة الاخرين من المخالفين من اجل تبرير قتلهم والقضاء عليهم .

ومنها : الاعتماد على بعض وسائل الاعلام الماجورة التي تعمل ليل نهار في تاجيج الطائفية بين المسلمين وهي قنوات في العادة تمول من قبل بعض دول الخليج التي اصبح بعض تجارها يعملون في تمويل هذه التنظيمات من قبل المال السياسي وغيره .

ومنها :اعطاء الشباب المتحمس صورة خاطئة عن الدين تبرر فيها عمليات القتل والتمثيل من خلال نقل بعض الافكار التي وقعت في التاريخ الاسلامي وجعلها قضايا اساسية ومسلمة مع ان اكثر هذه الامور هي مرفوضة حتى عند المدارس الاسلامية المخالفة وقد ساعد عدم وجود حصانة علمية لدى الشباب في الدول المختلفة على ان يقبلوا بمثل هذه الافكار دون ان يتاملوا فيها خصوصا وهي تناغم بعض اهوائهم العابرة في التسلط والحصول على التقدير الاجتماعي .

كما ان شبكة المعلومات تذخر بالمنشورات التي كتبت من قبل جهات كثير تعمل هذه الجهات على تجنيد الشباب في هذه التنظيمات من خلال الرؤية القاتمة للفكر الاسلامي الذي تنتجه مثل هذه الاقلام الحاقدة .

وهذه التنظيمات تزداد يوما بعد اخر خطورة لان جهات التواصل صارت واسعة الانتشار وبالتالي صار الوصول الى الانسان البسيط سهلا حتى لو كان في اكثر الدول استقرارا ولذلك نجد كيف ان الدول الغربية اليوم تشعر بالخطر المحدق ببلدانها نتيجة عدم حصانة ابنائها ضد هذه الافكار الخطيرة .   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/16



كتابة تعليق لموضوع : اساليب داعش في تدمير الشباب المتحمس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net