صفحة الكاتب : ياسر الكناني

وطن في القلب.. وآخر في الجيب!
ياسر الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 فرق شاسع, بين من يستخدم المنصب لخدمة نفسه, ومن يسخر نفسه لخدمة الناس, وحتى لو كان الهدف, بعض السياسيين, الفوز بتأييد الجماهير, من خلال خدمتهم, فذلك ليس معيبا, لان معايير النجاح للمسؤول, الذي اشتق اسمه او وصفه من المسؤولية المكلف بها, تتحدد بمقدار خدمته لشعبه.
المنافسة لخدمة المواطن, نظام متعارف عليه في حكومات الدول الأوروبية, ذات النظم الانتخابية التي تتحدد بفترة زمنية معينة, اما العالم العربي, الضمير وحده هو الذي يدفع المسؤول لخدمة الناس, فمتى ما أحيل ضميره مبكرا على التقاعد, اصبح مجرد بنك متنقل, يجمع ما يمكن ان يقع تحت يديه.
فلاح السوداني, وزير التجارة السابق في حقبة المالكي الذي اختلس ما يقارب 6 مليارات, دون ان ينال عقابه, خير مثال على, البنوك المتحركة, وخزانات السلطة, فحقيقتهم لا يمكن ان تكون, اكثر من مجرد لصوص ببدلات رسمية.
هناك صنف اخر من المسؤولين, يجسد معنى المسؤولية, بصورة أفعال تحسب له فيما بعد, ويحفظها له الناس والتاريخ.
عبد المهدي الذي يمثل احد المفكرين في المجال الاقتصادي, والسياسي, يمثل صورة مختلفة تماما لكلمة مسؤول, فالمسؤولية من وجهة نظره لا تتحدد بأداء الواجب فقط, بل بعطاء يسبق الاداء, وهذا يحسب للعبادي وتشكيلته الحكومية, يوما ما سيكتب التاريخ هذا ما حدث في حقبة العبادي.
وطن في القلب, وصوت ضمير يعلو, في قلب من يعرف ربه قبل نفسه, تلك رؤية اخرى يجسدها, بعض المسؤولين,  والذي يعد من ابرزهم عبد المهدي الذي اخذ, على عاتقه النهوض بواقع  العراق الاقتصادي, لتكون البداية من الجنوب, والانطلاقة هذه المرة من ذي قار الخير, وشركة النفط المنشودة التي تمثل اول غيث, على ارض لطالما انتظرت طويلا, بعد ان رسم البؤس ملامح المعاناة على وجوه اهلها, وذلك انجاز لوزير النفط يحسب له, ومبادرة تستحق الشكر.
 هنا تتضح ابعاد المقارنات, بين مسؤول يضع نصب عينيه, وطن حلم, ويدرك تماما ما سيترك خلفه من اثار للتاريخ, ومسؤول يفكر في مقدار ما يضع, من دولارات في حسابه, الخاص, فهناك فرق شاسع, بين من يضع وطنه في قلبه, واخر يضعه في جيبه.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/16



كتابة تعليق لموضوع : وطن في القلب.. وآخر في الجيب!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net