حكاية كلب باسط ذراعيه بالوصيد!!!
الشيخ قيصر التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في قديم الزمان وفي مدينة قم المقدسة بالتحديد! كنت أسمع حديثا يدور في أروقة الحوزة العلمية ويتناقله طلبة العلم حول شخص معمم يدعي العلم والعرفان أثار الجدل كثيرا.. حيث كانوا يصفونه بالضلال والانحراف في العقيدة والأفكار، وقد اشتهر عنه أيضا كونه يلتقي بصاحب الزمان، وأن له كرامات كثيرة وعلوما كان يتلقاها عن أهل البيت، وخصوصا عن السيدة الزهراء سلام الله عليها.. ثم إنه وبعد متابعتي البسيطة حول الموضوع علمت بأن هذا الشخص هو الشيخ (أبو هدى الغزي)..

وسمعت أيضا بأن له حسينية داخل المدينة، فقررت الذهاب إليها لأشاهد هذا الشيخ المثير للجدل عن قرب وبصورة مباشرة.. وكان ذلك في ليلة السابع من المحرم.. وحينما سمعته يتحدث لم يكن حديثه على المنبر يتميز بشيء جديد! ولم يتضمن أي معلومة غريبة.. ولكن هناك ما لفت نظري وأثار استغرابي! وهو بعض المشاهد والمظاهر الغريبة التي احتواها مجلس العزاء... حيث كان هناك كرسي في وسط الحسينية تقريبا ويقابل المنبر تماما، موشح بقطعة قماش سوداء، وقد كتب فوق ذلك الكرسي بخط جميل وواضح على قطعة سوداء من الخشب قوله تعالى: (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) فأثارت استغرابي، وتساءلت في نفسي عن دور هذا الكرسي في هذا الموضع بالتحديد!! كان المكان يشعرني بالتوتر! وكنت أيضا أشعر بالأجواء المشحونة والمتشنجة كثيرا آنذاك.. لأن الحكومة الإيرانية كانت تتابع الموضوع بجدية وحذر لما تثيره هذه الشخصية من الجدل واللغط في أوساط الجالية العربية!! في هذه الأثناء وبعد أن تمت قراءة زيارة عاشوراء! تحرك الناس وقاموا من أماكنهم وهم ينظرون بشوق من جهة الباب!

أمعنت النظر وإذا بشيخ شاب مملوء مربوع الجسم مكفهر الوجه يرتدي عمامة كبيرة ملفتة للنظر! وذو لحية سوداء طويلة جدا كثة دكناء كأنها مستطيلة الشكل! جاء الشيخ مسرعا في موكبه باتجاه باب الحسينية! يسير خلفه مجموعة من السادة والمشايخ المعممين.. فاستغربت كثيرا حينما شاهدتهم وهم يحملون حذاءه من خلفه بأدب واحترام وخضوع ويضعونه في الكيشوانية! ليدخل بعدها الشيخ المعظم ويجلس على ذلك الكرسي الأسود! تعلو رأسه تلك الآية المباركة! حينها عرفت بأنه هو المقصود بالكلب الباسط ذراعيه بالوصيد!!! جلس ساكتا حزينا وهو ينظر إلينا بشزر ويحدق النظر في وجوه الحاضرين.. وكان الجميع مطرقا إلى الأرض... لم تمض اللحظات حتى قام وارتقى المنبر محفوفا بالصلوات! وقد انطفأت بقيامه الأضواء لتزداد الأجواء حزنا وهيبة للمتحدث.. كان يصرخ ويبكي ويصيح بصوت عال حينما يتحدث! وأخذ يضرب على رأسه ويكثر من صرخة(يا زهراء)!! والحاضرون يصيحون كما يصيح ويصرخون كما يصرخ!! نزل سماحة الشيخ العارف الكامل الواصل من منبره والناس تتبرك ببدنه الشريف وثيابه المقدسة!! خرج بسرعة فائقة لتبدأ بعدها مراسم اللطمية! وكانت هي أيضا بهيئة ملفتة تختلف عن المألوف.. لكنني تركت المكان وأنا مستغرب كثيرا مما رأيت..


بعد مرور أيام قلائل أخبرت باعتقال الشيخ (الغزي) وانتشر حينها تسجيل مصور يظهر فيه الغزي شاحب اللون حليق اللحية خليع العمامة وهو يعلن التوبة والندامة، ويعدد في التسجيل مجموعة من انحرافاته العقائدية والفكرية..

 وتعرفت في هذه الفترة على بعض تلامذته وكانوا يلعنونه لعن عاد وثمود ويأسفون على الوقت الذي أهدروه وأضاعوه معه!!

 
غاب الشيخ عن الأنظار مدة طويلة.. ولم أعرف عنه شيئا سوى أنه قد تم تسفيره خارج إيران.. ثم وبعد برهة من الزمن ونسيان للحادثة تفاجئت لأشاهد شخصا على قناة المودة يتحدث بثقة عالية حول علوم وأحاديث أهل البيت، يشبه في شكله ومحياه ومنطقه ذلك الشيخ! لكنه بدى نحيف البدن وأفندي الملبس وأشيب الشعر واسمه(عبد الحليم الغزي)! لم أعتن كثيرا بالموضوع حتى بدأ الناس يسألونني عنه! فتابعته وتأكدت بأنه هو نفس ذلك الشيخ... وكان جوابي لكل من يسألني بأن كلامه في القناة لازال ضمن الموازين العلمية.. ولكنه كان في قديم الأيام شخصية مثيرة للجدل فاحذروه... لم تمض مدة طويلة حتى عاد ذلك الشيخ ليكون في مثل هذه الأيام مثارا للجدل مرة أخرى!! يسفه آراء العلماء والفقهاء!! ويتبجح بالعلم والمعرفة كثيرا وبصورة مقرفة ومليقة! وهو يوحي لمستمعيه بأنه العالم بكل شيء! وأن سائر علماء الشيعة المعاصرين جهلة ضالون عن بكرة أبيهم.. وكأنه يحمل في نفسه ثأرا قديما ويبحث عن كرامة العلم التي أهدرها بنفسه في مدينة قم المقدسة!!

وفي نهاية المطاف أقول: أحبتي الكرام ينبغي علينا أخذ الحيطة والحذر من هكذا شخصيات مشبوهة ومثيرة للجدل!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ قيصر التميمي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/06



كتابة تعليق لموضوع : حكاية كلب باسط ذراعيه بالوصيد!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد علي ، في 2016/07/10 .

خارج الموضوع 






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net