القبول الوطني في نظر المرجعية الدينية

لقد كانت فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي فاصل بين مرحلتين مهمتين من تاريخ العراق أتجاه المرجعية الدينية، هما : مرحلة ما قبل صدور الفتوى، حيث كان العالم جله يتابع كل ما يصدر في خطب الصحن الحسيني من ممثل السيد السيستاني، ليحلل ويقرأ ماهي توجيهات المرجعية العليا للشعب العراقي بخصوص الأنتخابات ؟ وتفاجى كيف عارضت الأكثرية تلك التوجيهات ووقفت ضدها ؟ أما الثانية هي : مرحلة بعد صدور الفتوى، حيث أنقلبت الأكثرية من معارضة لتوجيهات المرجعية العليا الى مؤيدة للفتوى، لأنها أنقذت العراق من كارثة حقيقية.

وهنا نجد أن قراءة المؤسسة الدينية الشيعية للأحداث وخاصة السياسية، كانت قراءة دقيقة وموضوعية، وأن تأكيد خطبة الجمعة على (المقبولية الوطنية) يضاح لأن يعي الكل بأن الوطن للجميع، وأن أي أنقسام أو أصطدام بين أبناءه، يؤدي الى دماره بكامله، لذا فأن قبول الجميع بما هو مصلحة للوطن، يكون وقفة موحدة لابناءه بوجه أعداءه من دعاة الأرهاب وجرائمه اللانسانية.

ومن هذا المنطلق ترى المرجعية العليا، تؤكد على حفظ لحمة الوطن ويأتي ذلك من خلال قبول الجميع بالجميع شركاء معا، وأن الجميع لا يعني الدواعش من عرب الجنسية أو من هم عملاء للخارج، أنما هناك قبائل عراقية أصيلة، وأتجاهات سياسية وأجتماعية وطنية، وهذا لا يعني أنبطاح أو تنازل، بقدر ماهو عامل مساعد لحماية العراق، وصيانة وطنه والدفاع عن أبناءه، وحفظ ثرواته، وأن الاحتقان الطائفي، وأثارة الفتن والنعرات بين أبناء الوطن، كان نتيجتها أستسلام قوات الجيش لعصابات داعش، وسقوط مناطق أخرى بيد العصابات الأجرامية، التي تمثل البعث والحركات المتمردة.
وبذلك فأن القبول أو المقبولية الوطنية هو الحل الأسلم لتجاوز أنهيار الوطن وهتك مقدساته وحرماته على من يريد النيل منه من الداخل أو الخارج.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/06



كتابة تعليق لموضوع : القبول الوطني في نظر المرجعية الدينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net