صفحة الكاتب : بشرى الهلالي

كنت أكذب
بشرى الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  كمعظم من نشأوا في مجتمعنا، تعلمت الكذب منذ صغري لأني لم أكن أفهم الفرق بينه وبين الصدق، لكني تعرفت عليه أكثر كلما كبرت، ومع ذلك لم أتساءل لم نكذب؟ لم أكن أظن إن كلمة (بابا غير موجود) هي كذبة يطلب مني الوالد قولها لصديق له يطرق الباب ولا يريد مقابلته، ولم أعرف إنه كان علي إخبار والدتي عندما أكسر شيئا في البيت عوضا عن التهرب من قول الحقيقة أو إلقاء التهمة على أحد إخوتي. ولم أفهم لم كنت أتواطأ و ألتزم الصمت عندما أصغي لأمي وهي تتحدث مع جارة أو قريبة عن أشياء لم تحدث أو حدث عكسها لتعتذر عن موقف ما، لم أكن أظن إن كل هذا كذبا وإن كان (أبيضا) كما يسمونه. في سن مبكرة جدا، على ماأتذكر، كنت في الرابعة عشر من عمري عندما تعرضت لموقف محرج مع إحدى صديقاتي، حيث كذبت عليها بشأن أمر ما وصدقتني. وفي يوم ما، بعد شهرين تقريبا، إنكشف أمري أمامها بالصدفة إثناء مرافقة صديقة ثالثة لنا كانت تعرف الحقيقة وتحدثت عن الموضوع دون قصد. مازلت رغم مرور كل تلك السنوات أتذكر نظرة الصديقة التي كذبت عليها وملامح وجهها وهي تسأل: لماذا؟ لحظتها وددت لو إنشقت الأرض لتبتلعني فقد يكون أرحم من خسارتي لهذه الصديقة التي أحبها وأحترم رجاحة عقلها خصوصا وإنها كانت تكبرني بسنتين وتكن لي الكثير من الاحترام. لم تكن تلك مجرد حادثة عابرة بل درسا لم أنساه أبدا تعلمت منه إن الكذب عار وضعف وجبن وإن الصدق هو من يجعلني أرفع رأسي بين الناس دون خوف أو خجل، بالرغم من إن الصدق يحتاج الى شجاعة كبيرة قد لاتكون ضرورية في الكذب. فإمتهان الكذب قد يجعلنا نربح الكثير من الناس والاشياء وربما حتى الحب، فحلاوة اللسان تسحر معظم البشر، فقليل منهم يهتم بحلاوة القلب ونقاءه، لكن عظمة الصدق، وإن تضطرنا أحيانا لخسارة الكثير إلا إن فيها من الكبرياء والنقاء مايجعلنا نعشق أنفسنا ونحترمها، لن أكذب ليس خوفا أو شعارا بل كي لاأضطر أن أطأطأ رأسي خجلا أمام إنسان.. أي إنسان...
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/21



كتابة تعليق لموضوع : كنت أكذب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net