صفحة الكاتب : واثق الجابري

اذا كان الربيع داعشياً فلا غرابة في قطاف الرؤوس؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 غريب ما يحدث لا يمكن تصوره في الخيال، من افعال لا يمكن لعقل انساني قبولها، صارت سعادة وتلذذ عند من لا دماغ ولاضمير ولا عاطفة، وأدمن على الدماء، بأسم الإسلام وكأن أياته اقتصرت على القتال؟!
الإرهاب يتمدد بالفرقة والتنازع والإنكفاء خلف الطوائف، يضرب الشيعة بأسم الدفاع عن السنة والسنة لأنهم لا يبايعونه، والكورد لعدائهم للخلافته المزعومة، والأيزديين بتهمة الكفر والمسيحيين بأسم الإسلام.
كائنات تجّتر كراهية وبغض للحياة، تعيش عالم الإنغلاق والجهل والحقد، وفكر كالنار الهائجة تحرق من حولها، ولا يمكن لأخشابها ان تعود أشجار مثمرة، فذلك القاتل يعترف ويتباهى بجرمة ولا يندى له جبين، لا يسمع إلاّ صوت شيطان يدله للإنحراف الذي يشير لفعله بالحسنات والموت والتشويه حق الضحية؟!
الربيع أمل حياة انتظرته الشعوب العربي التي تعيش نير الدكتاتورية، ما كادت ان تتخلص من إلاّ بمخاض عسير، ولشدة الألم تناولت ادوية بعشوائية، وتلاقفت جنينها أيادي مختلفة بعضها ملوثة، لتحول الربيع الى صيف لاهب وحدائقه حمراء مزروعة بالرؤوس.
الداعشية ليست لحظة استثنائية في تاريخ المنطقة، بعد مسار غير طبيعي وتراكمات مؤوسسات العنف التي أنحرفت بتأويل النصوص والسِيَر، منتجة الإسلام التكفيري والتحجر في فهم الدين، القائم على تشدد المعتقد وتعسف الممارسة.
الداعشية اشتقاق من الفكر الوهابي والقاعدة، بترك الإسلام والتركيز على جانب القتل والتمثيل بالمقتول، وإجبار الناس على الصلاة بطريقتهم، ومنع المرأة قيادة السيارة بعد السماح لها بركوب البعير، إلى هدم القبور والمزارات، ثم التباهي بقطع الرؤوس، وترك مفاهيم الإسلام بالتعاطف والإيثار وإيواء الضيف ومساعدة المحتاج والعفو عند المقدرة وإجارة المستجير، الى فداء النفس لصلاح الأمة في محاربة الكفر.
داعش عصابة مسلحة ثم ظهرت في سوريا، اعلنت دمج نفسها مع العراق وبعد سقوط الموصل أعلنت إمارتها؟!
لم يكن لذلك الفكر السادي استمرار دون توسيع رقعة العمل، ومقومات الإمارة المزعومة إضافة للجرم والترويع، واستخدم الفحش بتصوير الحياة مجرد غرائز جنسية، فلا بد من زج النساء بشكل زيجات او ملك يمين او عبيد جنس؟!
نساء من اصول عربية وافريقية وباكستانية، تركّنَ منازلهن وإلتحقن بداعش، أكثر إنحراف من الرجال وطبيعة النساء العاطفية، يستخدمن التكنلوجيا للترويج عن عمليات قطع الرؤوس للشيعة والكورد والأيزيدين والمسيحين، ملثمات الوجوه تشبيهاً بقبيلة قديمة أسمها الطوارق، يستخدمن اسلحة متطورة.
نساء تركن اطفالهن لغرض النكاح، واللقاء سيكون في الجنة؟! أم ليث بريطانية الأصل وصلت من سوريا الى العراق، وهي الأخطر بتوليها مهمة تجنيد النساء ونصحهن بجهاد النكاح، والتمتع بالسعادة في تقديم كل شيء للمقاتلين بما فيه النفس، وإنجاب ابناء شهداء ومقاتلين بتصورها؟!
أم المقداد اميرة نساء داعش، في العقد الرابع من العمر، مسؤولة عن تجنيد نساء الانبار، ويعتقد انها زوجة( ابو بقر البغدادي)، أما سلمى وزهرة حلاني فهن صوماليتان يعيشان في بريطانيا، يعملان مع التنظيم لإعداد المتفجرات اليدوية، وقد وهبتا نفسيهما لجهاد النكاح، والغرور والطغيان اعطى الإرهاب الجرأة والوقاحة، بإعلان الخلاف وتحدي جميع الطوائف الإسلامية، في مواجهة مفتوحة.
قمة التفاهة والإنحطاط؛ تحول التفكير البشري الى ممارسات متعطشة للدماء والجنس في مأزق عقائدي، حدائق ربيعه تزرع بالرؤوس وتسقى بالدماء.
لم تعد داعش خطراً على العراق أو الشام؛ بل كل إنسان في هذه الأرض سواء كان اندونيسياً، بريطانياً، مكة، المدينة أو في النجف وكربلاء، يضرب بإتجاهين من يختلف معهم ويكفرهم او من يغرر بهم، مقدماً خدمة عظيمة في تشويه صورة الإسلام، وتسويق الإرهاب على انه سمة وصفة إسلامية متأصلة، عبر قراءة خاطئة ومنحرفة للنصوص الدينية من الكتاب والسنة، لا تجيد إلا لغة القتل والدم تفكر بعقل مريض منحرف، لا تستطيع مجابهتها سوى اللحمة الوطنية، وتطهر البلاد من دنس هذه العصابة ورمي خلافتهم المزعومة خارج ارض العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/29



كتابة تعليق لموضوع : اذا كان الربيع داعشياً فلا غرابة في قطاف الرؤوس؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net