صفحة الكاتب : صالح المحنه

ماذا يعني صمود آمرلي؟
صالح المحنه
ناحية آمرلي المدينة التركمانية التي قدمت صورةً  ناصعة بيضاء لطهارة العراقي النجيب الغيور على عرضه وأرضه ، صورة أذهلت العالم وأنسته الإلتفات الى معاناتها الإنسانية من جوع ونقص في الماء والدواء وكل مايتصل بحياتهم اليومية ! إنشغل الإعلام العالمي بسرّ صمود بضعة آلاف بوجه أعتى وأقبح خلق الله ولمدة تجاوزت الشهرين ! فيما لم تصمد أمامهم مدنٌ تجاوز عدد سكانها المليوني نسمة... مُحاطة بالجيوش والسلاح ! الأمر الذي أثار دهشة وإعجاب المراقبين والمتابعين للشأن العراقي الذي عرف عنه تهاوي مدنه وقراه الشمالية  الواحدة تلوَ الأخرى أمام مجاميع عصابات داعش ! ترى ماذا يعني هذا الصمود وهذه الشجاعة والتحدي عند إهل هذه المدينة الصغيرة ؟ مالسرّالذي دفعَ رجالها ونساءها وأطفالها أن يتخذوا قرار الصمود وأن لايهنوا ولايذلّوا أمام جرذان داعش الأغراب ومعهم الخونة من عشائر القرى المحيطة بهم الذين عملوا قوادين للشيشاني والباكستاني والافغاني وغيرهم من أعراب منافقين على أبناء وطنهم ! كيف قرروا أن يتصدوا بكل بسالة وإصرار حتى ينالوا النصر أو الموت بعزٍّ !؟ لا يمكن  لشعب صغير أن يتخذ هكذا قرار وبالإجماع أمام كل إشاعات التحدي والتخويف والترويع التي يبثها تنظيم داعش والمتعاونون معه لولا طهارة سريرته وصدق عقيدته وخلوّ مدينته من الخونة  ...وهذا هو سرّ بقاءهم مرابطين صامدين ! فالخيانةُ هي التي تقود العدو الى دخول البلاد بسهولة وإذلال إهلها ..ولقد شاهدنا كيف دخلوا مدينة الموصل الكبيرة بسهولة ويسر ؟ فمن اعطاهم مفاتحها ؟ ومن كان دليل الأفغاني والشيشاني الى بيوت الشيعة والمسيحيين وغيرهم من الأقليات لولا الخونة ؟ سرّ خراب البلاد وقتل العباد هم الخونة ! بالأمس قتلت إسرائيل ثلاثة قادة ميدانيين من حماس الفلسطينية وكان إستهدافهم بصواريخ مبرمجة وفق إحداثيات دقيقة حصلت عليها من فلسطينيين يعملون لصالحها ! إستبدلت رؤوس صواريخها الألكترونية برؤوس فلسطينية خائنة فأصابت أهدافها بدقّة ! وقد قامت حماس بإعدام أكثر من عشرين فلسطينيا ثبتت خيانتهم لصالح إسرائيل وهذه ليست المرّة الأولى التي يتم فيها إعدام جواسيس فلسطينيين يعملون لصالح إسرائيل ..بل سبقتها مرات عديدة ! ولاندري ماهو سر هذه الخيانة المتأصّلة في العربان المتأسلمين حصرّيا؟ في الوقت الذي لم نسمع ولم نرَ إسرائيليا واحدا عمل ضد  بلاده ! في تسعينات القرن الماضي إعترفت بريطانيا بفشل أجهزتها المخابراتية أن تخترق الجيش الجمهوري الإرلندي وأن تشتري ذمّة رجلٍ واحد في هذا الجيش يعمل لصالحهم ! وكذلك إسرائيل فشلت أيضا أن تخترق صفوف حزب الله اللبناني وأن تجد لها خائنا واحدا كما هو حاصل بين صفوف المقاومة الفلسطينية ! والسبب هو صدق الإيمان بالمباديء وسلامة العقيدة ...هكذا هي آمرلي لم تستطع فلول داعش من إختراقها وزرع فيها الخونة والجواسيس الذين يثبطون عزائم الناس ويخوّفونهم بداعش وبطشها ، طهارة نفوس أهل هذه المدينة الصغيرة بحجمها ..الكبيرة بصمودها.. وإيمانها الراسخ بعقيدتها.. هي التي أعطتهم هذا الإصرار وهذا الصمود والتحدي والمقاومة بوجه أعداء الإنسانية ... شكرا للصابرين أبناء آمرلي الصامدين بوجه الخونة والمرتزقة والتكفيريين .ونطالب الحكومة العراقية وكل الجهات المسؤولة أن تسارع بنجدتهم ودعمهم بالرجال والسلاح وان لا تسمح للمجرمين بالوصول إليهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/25



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يعني صمود آمرلي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net