صفحة الكاتب : نزار حيدر

رأيٌ في حملة (النازحون مسؤوليتنا)
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أطلقت شبكة الاعلام العراقي، الاسبوع الماضي، الحملة الوطنية لإغاثة النازحين، تحت شعار (النازحون مسؤوليتنا).
   الزميل عدنان ابو زيد، نشر ريبورتاجا عن الحملة المذكورة في صحيفة (الصباح) البغدادية والمركز الخبري للشبكة، تضمن مشاركتي التالية:      
   ان إغاثة الملهوف مسؤولية إنسانية ودينية ووطنية، لا تنحصر بمؤسسات الدولة فقط، وإنما بكل واحد من المواطنين، ومن كلٍّ حسب قدرته واستطاعته، فالنازحون الذي تعرضوا للظلم والاضطهاد والتهجير وخسارة أموالهم المنقولة وغير المنقولة على يد العصابات الإرهابية التي عاثت في الارض فسادا، فاهلكت الحرث والنسل، ودمرت التاريخ والحضارة والمدنية، يستحقون وقفة وطنية لاغاثتهم ورعايتهم ومداراتهم من قبل كل العراقيين، حكومة وشعبا ومؤسسات مجتمع مدني وبكل العناوين الوطنية الاخرى، بغض النظر عن دينهم ومذهبهم واثنيتهم، فالارهاب لم يميّز في جرائمه بين مواطن وآخر ولا بين منطقة واخرى، فكيف يجيز البعض لأنفسهم التمييز بين النازحين على اساس الهوية؟ فالتمييز في هذه الحالة يُعد جريمة لا تقل خطورتها عن جريمة الإرهاب نفسه الذي تسبب بمعاناة هؤلاء النازحين، الذين اقتلعهم الارهابيون من ارضهم ظلما وعدوانا.
   أهيب بكل مواطن عراقي ان يساهم في هذه الحملة الوطنية لإغاثة النازحين المظلومين، وبذل كل الجهد الممكن من اجل تقديم يد العون لهم، ليشعروا بان العراقيين لازالوا اهل نخوة وحمية، وان مثل توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر والحمى، على حد قول رسول الله (ص).
   لتكن هذه الحملة فرصة ذهبية لكل العراقيين من اجل تكريس مبدأ التكافل الاجتماعي بأبهى صوره، ففي الحديث الشريف عن رسول الله (ص) {ارحم من في الارض يرحمك من في السماء} وهل هناك اليوم في العراق اكثر من النازحين يحتاجون الى وقفة رحمة وتواد؟.
   ان على كل العراقيين توظيف الظرف العصيب الذي تمر به البلاد على يد عصابات الارهابيين للعمل على تكريس وتعميق ظاهرة التعاون والتآلف والتوادد بين أبناء المجتمع، فالارهاب وعصاباته زائلة من العراق باذن الله، فالحذر الحذر من ان يبقى اي شيء من آثاره، خاصة الاثار الاجتماعية التي يستهدفها الإرهاب بجرائمه، كتمزيق المجتمع من خلال اثارة النعرات الدينية والمذهبية والإثنية والمناطقية وغيرها، والتي لا يقل خطرها عن الإرهاب نفسه.
   لتكن حملة إغاثة النازحين فرصة لإعادة اللحمة الى المجتمع العراقي، ولاظهار التلاحم والتعايش المجتمعي، واحترامنا للتنوع المنصهر في الوطن الواحد، خاصة مع شعبنا المسيحي، ليشعر بانه جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن ومن هذا الشعب، ومن هذا التاريخ والحضارة والمدنية التي ساهم في صناعتها جنبا الى جنب بقية أبناء هذا الوطن، ولنثبت للعالم بان العراقيين لا يتنكرون لأي دور ساهم في صناعة تاريخهم ومن ايٍ كان، بغض النظر عن الانتماء، فالانتماء للوطن هو القاسم المشترك بين كل العراقيين، فهو الجامع المانع الأكبر والاوسع والأعمق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/02



كتابة تعليق لموضوع : رأيٌ في حملة (النازحون مسؤوليتنا)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net