صفحة الكاتب : اصف اللعيبي

العراقي والمعلم
اصف اللعيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كم يشجوني وربما يُطربني - ومعلوم ان الطرب قد يلازم الحزن - ذكر بلدي ومواقف شعبي اذكر حنوهم في وقت مظلوميتهم واتذكر كرمهم في وقت عوزهم الابتسامة تعلو وجوههم التي انهكها تعب السنين وويلات المتسلطين على رقابهم
 
فقد الطفل اباه
 
فقدت الزوجة زوجها
 
وثُكلت الام بولدها وفجع الاب بابنه والاخ باخيه كل ذلك من فعل الظلمة الذين اورثوها لواحد اجتمع فيه كل سوء وخبث استفاد من سابقيه واجتهد في ظلمه حتى اظلّم الافق في اعين هؤلاء المساكين مزق جمعهم وشتت شملهم فصاروا بين سجن وتغريب وشهدت الارض على جماعات منهم اُطمرت في باطنها
 
كان الخارج يحن على اهله متنفسا بعض نسائم حرية وكان الداخل بقلبه الذي يعتصره الالم يترقب خبرا من ابنه هناك لعله يطمئن عليه وتلت الايام المظلمة ليال سوداء قالحة والحال هو الحال وما ربما يزيد الالم وينكأ الجراح مانمى الى سمعه ان ابنه المغترب اخذ يلومه وربما يؤنبه بل ويتهمه ولا زال .....
 
تمثل العراقي قول الشاعر الا ايها الليل الطويل الا انجلي بصبح وما الاصباح منك بامثل
 
كان ذلك يعبر عن اعماق نفسه ولكن الله سبحانه لايُهمل وإن كان يمهل وقد حكم على الظالم بالزوال
 
وراح الامل يدب في نفوس الشعب المظلوم املا في انجلاء ليله وانكشاف غمه
 
ولكن فرحته شابها شئ من التوجس وشعر بان الامر يبدو غريبا ومبعثرا بين خارج لايعمل الا لمصلحته وووافد يحمل فكرا مختلفا وان كان هو ابن هذا الشعب لكنه يرى نفسه - واهما- بمرتبة اعلى وليس هذا فحسب بل انه كان ينادي رافعا شعارات رنانه ولكن واقع حاله خواء هو لم يفهم اللعبة او يفهم ولكنه لايطابق عمله مايرفع من شعار هذا يريد ان يجمع بقايا قوت لجائع هذا الفتات الذي يسيل له لعاب العالم هذا الذي يمكن ان يشبع شعبا لو اعطي بعضا منه
 
فتشكلت احزاب وقوى كل اراد ان يأخذ له مكانا هنا او هناك
 
وصار واقع الحال لما وجد الفراغ هنا لم يُتح المجال للعراقي في الداخل بل هو اعتمد على ابنه الذي جاءه بعد طول غياب وكيف لا وهو ابنه وهو الذي قضى شطرا من عمره يقارع الظالم وشطر عمره الاخر هناك حاملا الراية والشعار بالرغم من تغير حاله الى شئ من رخاء ولكن تبين انه انساه حاله بل وشعاره
 
كيف لا يكتفي بابنه القادم وهو الذي تفتح ذهنه وتوسع افقه ومر ودرس تجارب الشعوب ورأى الحكومات كيف تعمل لتجلب الخير لاهلها كيف وهو المثقف الذي يجيد التنظير ويُحسن الكلام ليس هو وحده المتوهم في ذلك كله بل ابنه ايضا يرى نفسه واهما انه اهل لذلك بل توهم ان اباه واخاه وصديقه لايفهم شيئا وليس همه الا ان فتات خبز يسد به رمقه ويشبع به جوع اطفاله ... ويااسفى على هذا الفكر
 
سرعان ماتبين للشعب ان هذا القادم بشتى انواعه ليس هو الامل المنشود وانهم كانوا في احلك الظروف وسواد الايام يستندون الى ركن وثيق الى عمد جربوه مرارا وتكرارا انهم على يقين انه لم ولن يخذلهم في هذه الايام كما كان لهم منارا في ايامهم السابقة فان ذكر اسمه كان يشعرهم بالامان ويضفي عليهم شيئا من الاطمئنان
 
كيف لا وهو من درس علوم اجداده فتمثلت في نفسه وانعكست على عمله فقد فهم منهجهم فهم دراية وعمل بعيدا عن الاهواء والملابسات الخارجية حتى صدق عليه ماروي عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام
 
\"وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنك في برنسه ، وقام
 
الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل
 
زمانه ، مستوحشا من أوثق إخوانه ، فشد الله من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه .\"
 
فهو العراقي الوحيد الذي ليس له اي مطمع في العراق ولاينتظر فائدة بل حتى الجنسية لم يطلبها وربما رفضها اذ ان المواطن يُعرف بمواقفه الوطنية لا بورقة مختومة واي مواطنة في عراقنا دونه وهو الذي زرع في نفوسنا حب العراق وسقاه بنمير حكمته بعد طول الجدب والقحول فإن عد امثاله من اباء الوطن فخر للوطن ومواطنيه
 
اي اب يحرص على دينهم الذي جعلون بين يديه وهو الامين الذي لايخون
 
واي اب يحرص على دنيا ابنائه دون ان يرجو لنفسه شيئا منها
 
اي اب ينام الناس جميعهم حتى الساسة وهو متربص بحركات عدوهم فان رأى منه ما يستشعر منه الخطر انبرى وقلب عليه الامور
 
وتمثل ذلك في عدة مواقف
 
من اهمها رسمه الطريق الصحيح لابنائه ليسلكوه باختيارهم من شاء منهم ان يسير سيصل ومن اختار الوقوف فهو خياره وهو من يتحمل تبعاته وعواقبه ولايلومن الا نفسه
 
اراد ان يرسم لهم طريق الحرية وان يبعد عقولهم من عبودية التبعية حتى لمثله فاصر على ان يشارك كل عراقي في الانتخاب ليشعرهم ببلدهم وان وجودهم وقرارهم وعملهم مؤثر في تقدمه وازدهاره وليسوا ادواة وامعة
 
واصر على ان لايشخص لهم من ينتخبوه ليتعلموا كيف يختارون مَن يأتمنونه على مالهم وارضهم ليتعلموا كيف يتحملون المسؤولية حتى ان نتيجة حصادهم تكون على شاكلة مازرعوه
 
وأي بناء للشخصية هذا حتى وان وجده الكثير صعبا حيث لم يعتادوه الا ان ذلك سرعان مايزول مع الاعتياد وسيجدون حلاوة ذلك وسيجنون ثماره آخر الطريق وسيعلم الجميع حينها ان هذا المعلِّم هبة من السماء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اصف اللعيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/28



كتابة تعليق لموضوع : العراقي والمعلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net