صفحة الكاتب : ياسين عبد المحسن

اوقفوا هذه التأويلات الباطلة في حق روايات اهل البيت (ع) ولاتوهنوا العزائم بتأويلاتكم الشخصية !!!!
ياسين عبد المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الذي دعاني لكتابة هذا المقال اسباب كثيرة منها ما يقدمه بعض موهني العزائم , من حجج ومزاعم , يثيرون بها الشكوك في نفوس العامة والبسطاء من الناس في عراقنا الحبيب خاصة الى درجة التشكيك في جدوى محاربة وقتال مغول العصر وشذاذ الافاق اقصد داعش واخواتها وحلفائها الظاهرين والباطنين , لعل اقبحها وابعدها عن روح الايمان وعن جوهر التأويل لروايات المعصومين – عليهم السلام-ماذكره لي احد الاساتذة في جامعة الكوفة وهو مؤمن من اقاربي , ان زميلا له بدأ ومنذ احداث الموصل, يعد العدة للهجرة خارج العراق وحين يسأل يجيب جوابا لايليق به كأستاذ في جامعة بحثية او دينية , يقول : سيصلنا جيش السفياني بلا شك استنادا لما يراه هو من بعض المنقولات عنهم عليهم السلام , ولقد ذكرت ذلك في مقالة بعنوان "ايها المتخاذلون اوقفوا هذه المهازل بحق روايات اهل البيت (ع)
والا.....(مقال عاتب جدا ) „“....... استهللته بالقول :
والا هيؤا رقابكم للذبح كالنعاج ,فالنعاج لاتسحق الا الذبح بيد من رفع شعاره بكل صراحة (لقد جئناكم بالذبح ),,,,,,وعندئذ لن تنالكم الا الحسرات الابدية وسيكتب التاريخ تخاذلكم وخذلانكم لاهل بيت رسولكم-ص واله- على رؤوس الاشهاد.....الخ
هنا سأحوال ان اطرح بعض حججي العقلية والنقلية على بطلان ادعاء هؤلاء الموهنين والمرجفين ,وسوء تأويلاتهم لروايات المعصومين عليهم السلام . 
******************************* 
كان (فلوريان ) زميلي الالماني في عمل جمعنا في احدى الشركات , شابا لامعا ذكيا ,لم اره مرة في القطار الا وهو يقرأ كتابا او رواية ,جرى بوما بيننا حوار حول وجود الله فأكد لي انه مؤمن بالله وليس عنده شك في وجوده لكنه غير متدين ولايعترف بالكنيسة ولا بالأديان , شرح لي ان ايمانه بالله قد نبع من خلال قرائاته لكتب مجموعة من المؤلفين والكتاب الألمان العلمانيين المثقفين ,الذين صار وجود الله عندهم اشبه بالعقيدة الفلسفية اقيمت اسسها على اسس علمية وفيزياوية...فرحت كعادة المسلم الذي تتغلب عليه عادة(وما اتعسها وما احمقها من عادة),عادة التعاطف مع كل من يقول لنا انه مؤمن بالله وأن وجود الله صار حقيقة عقلية لامجال للتملص منها الا تصور الكون خلق من العدم والفناء وهذا محال ,اكتشفت فيما بعد ان ايمان(فلوريان) بالله ايمان بائس لايساوي خردلة في ميزان الايمان الحق , فهو ايمان بلا تقوى ولا صلة له بعقيدة اليوم الاخر ,في ظل هذا الايمان يفعل المرء ما يشاء ,ضابطه الوحيد ان لايتجاوز على قانون الدولة او اعراف المجتمع الذي يعيش فيه ,في ظل هذا الايمان لامانع ان يكون المرء براكماتيا , اذا كان ذلك يحقق له المتعة واللذة الشخصية اذا لم تتعارض مع الاخرين .سخر فلوريان مرة مني لاني قلت "ان شاء الله " سألته الست تقول انك مؤمن بالله فلم تسخر ,قال ماعلاقة ذلك بايماني بالله ؟قلت كيف قال :وهل تتصور ان الله الذي اؤمن به يتدخل في خصوصياتي او يقف في طريقي ان اردت فعل شيء ما اليوم او غدا ….ومن خلال حوار جرى بيننا حول هذه النقطة عرفت حقيقة ايمان هذا الشاب ,هو يعتقد بوجود الاله الذي خلق كل شيء بموجب القوانين الطبيعية والكونية الرائعة الدقيقة المنضبطة حد الابهار ...الخ لكن هذا الاله بعد ان انجز كل هذا ,فهو لايتدخل في الخلق ,هو متفرج فقط ….اكد لي فلوريان ان هذا هو ايمان اكثر العلماء الذين يقتدي بهم من الالمان او الاوربيين الذين يؤمنون بالله , انه ايمان بالحتمية الميكانيكية التى يتحرك الكون بموجبها دون حاجة الى تدخل الاله ,قلت :هذا اغرب ايمان اسمع به , ماذا يفعل الاله اذن , وضع (فلوريان)احدى يديه على الاخرى فوق صدره ليمثل لي شخصا يراقب , يتفرج على حدث ما , دون ان ينبس بكلمة او يغفو له جفن ….واردف لم يتدخل الاله اذا كان كل شيء يسير منضبطا بنظام دقيق لايخرج عن تقديره الاولي الذي قدره هو بداية ؟؟؟ ….في عين اللحظة ادركت عظمة التفسير الذي قدمه الامام الصادق (ع) لتلميذ له سأله عن معنى الاية "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ….“ وادركت عمق ادراك اهل البيت (ع) للقران باطنا وظاهرا محكما ومتشابها , فهم حقا الراسخون في العلم لا ينازعهم في ذلك الا دعي كاذب , فخلافا للتفاسير( الظاهرية) المتداولة في ايامه (ع) قال الامام انه تعالى قصد اليهود الذين قالوا ان الله قد خط بالقلم كل شيء وان كل شيء, بل كل حدث يجري كما خطط له بداية , بلا تدخل منه تعالى ,فصار كأنه (حاشاه) مغلول الايدي وبهذا فان دوره في الاحداث سواء الكونية او التاريخية او الاجتماعية لايتعدى دور المراقب المتفرج ….الله اكبر ….نفس الصورة التى رسمها لي (فلوريان) عن الاله الذي يؤمن به , نفس الايمان بالحتمية الميكانيكية او التاريخية في صيرورة الاحداث .....فكيف وصلت الصورة ذاتها الى علماء ومفكري اوربا الذين اقتدى بهم (فلوريان ) وبنى ايمانه بالهه على اساسها ؟؟؟؟؟ اعتقد انكم لاشك تعرفون !!! 
يكفينا هنا للرد على هؤلاءالذين سماهم تعالى بأعدائه ,وغيرهم ممن يريد ان يسلب الله تعالى حرية التدخل والتصرف في الصيرورة الكونية و التاريخية كيفما يشاء , ان نأتي لهم بشاهد فيزيائي يعرفونه جيدا يفند ادعاءاتهم , وهو قانون ( الأنتروبياEntropy ), ولمن يريد التوسع في معنى الانتروبيا ليرجع الى مقال لي سابق بعنون (ان في ذلك لعبرة لمن يخشى ), سأنقل منه تفسير مختصر لمدلول هذا القانون الذي يقول لنا "انه ما من نظام حراري او طبيعي ا و بيولوجي مغلق الا ويحمل عناصر فناءه في داخله..او بكلمات اخرى فان مانراه من نظام يبدو امامنا ثابتا مستقرا الى الابد انما يحمل عناصر الانتروبيا او الفناء في داخله ذلك لأن ثمةصيرورة في داخل النظام نفسه تعمل بطريقة خفية تؤدي إلى زيادة "الانتروبيا "، مع الزمن أي إلى زيادة الفوضى وإلى زيادة عدم القدرة على الاستفادة من الطاقة لذلك يعرف القانون الثاني للديناميكا الحرارية ايضا بانه قانون زيادة الانتروبيا....الخ وفق ذلك فان اي نظام كان, لابد ان يؤول الى الفوضى والاضطراب والفساد اي زيادة الانتروبيا مع الزمن ,في هذه الحالة يؤدي القول بعدم تدخل الخالق او المصمم او المبرمج للكون واحداثه ,الى الانهيار التام للنظام الطبيعي او الكوني او التاريخي , ولعل هذا واحد من معاني ( القيوم) من اسمائه تعالى ,فالقيوم ليس مراقبا متفرجا مغلول الايدي كما زعم اعداء الله بل فاعل مؤثر في كل لحظة يمنع النظام الكوني من الزوال "” ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا ...””.......ولولا قيمومته تعالى لما بقى هؤلاء الحمقى لحظة من زمن , ليقولوا على الله ما قالوا .
وعلى ذكر اعداء الله سألعن في هذه الحظة (صداما) ومن تبعه الى يوم الدين ,فقد ذكرني الحديث عن قانون الانتروبيا , حادثة مرت حينما كنت طالبا في كلية الهندسة , كان استاذ الميكانيكا يشرح لنا القانون الثاني في الثرموداينامك الذي خرجت منه فكرة الانتروبيا ثم عطف على الحديث عن المضامين الفلسفية التى طرحها هذا القانون الهام ,كنا نستمع وكان زميلنا(س.ب) الذي رزق الشهادة فيما بعد على يد جلاوزة صدام مستغرقا في التفكير وهو يستمع , بعد المحاضرة قال لنا المرحوم : اتعرفون ان وجود القائم المهدي -عج- وظهوره , يصبح ضرورة مؤكدة وفق فكرة الانتروبيا ,بل يمكن اثبات ظهوره استنادا الى هذا القانون الهام , فحين تختل كل موازين العدل وتمتلأ الارض ظلما وفسادا فهذا يعنى قمة الانتروبيا للنظام الاجتماعي العالمي اي ان الفوضى قد بلغت اوجها بما يهدد انقراض وانتكاس الجنس البشري بلا رجعة ,لابد اذن ان يهيء الله تعالى من يصلح الامور ويكون قائما على الاصلاح ليعيد الامور الى نصابها ….اي نوع من الرجال اعدمت يا صدام , لعنت ابد الابدين , فما قاله الشهيد كان برهانا لم يسمع به اي منا بهذا المنطق العلمي العميق .
 
**********************
اضافة لما ذكرنا ,هناك نقاط كثيرة يمكن طرحها لتفنيد ونقض تفسيرات هؤلاء الموهنين للعزائم الذين يعينون اعداء الله على اوليائه من حيث لايعلمون او يعلمون , فيصنعون منهم سوبرمانات لاتقهر او اقدارا لاترد, لكني سأركز على اهمها :
-من تراث اهل البيت (ع) نذكر ان امير المؤمنين علي (ع) قد قال "لولا اية من كتاب الله لأخبرتكم بما هو كائن وما سيكون الى يوم القيامة ,قيل ماهي يا امير المؤمنين قال"قوله تعالى يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب "“ وهذا القول يعني ان ما قد يذكر من روايات ( ان صح سندها ومتنها ) ليست كلها من الحتم اللازم انما هو ترجيح لحدث على اخر , يتدخل الله تعالى في تغييره انى شاء بحسب تصرف المعنيين به في ذلك الزمان وردود افعالهم , والا فليقل لي احدهم ماذا يعني قوله تعالى "“ قالوا اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون "““ وضع الف خط تحت قوله تعالى " فينظر كيف تعملون "“ هاهنا -لمن لايعرف – ديناميكيةتأخذ فعل العبد الاختياري , ليقابلها رد فعل منه تعالى بناءا عليه قد تتحقق فيه الرواية او لاتتحقق قد تتقدم وقد تتأخر, وليست القضية ستاتيكية ساكنة هامدة او قدر لازم يجعل الامر والمأمور تحت سيطرة الجبرية التى لا هروب منها ….....يستثنى من ذلك طبعا, الاساسيات المنطقية ,التى هي من صميم السنن والقوانين الالهية التى لاتتبدل , كقيامه -ع- فهو قطعي الدلالة, كما بينا عند التعرض لقانون الانتروبيا انف الذكر ,لان حال الدنيا ووصولها الى اقصى درجات الظلم والجور والفساد, مرصود في علم الله تعالى ,وهنا لابد من تدخل العدل الالهي في الوقت الذي يقدره تعالى والا انهار امر الدنيا وعمت الفوضى والظلم وهذا لايجوز عليه تعالى, لان اقامة العدل ومنع الفوضى من سنن قيمومته تعالى , حتى لو ظننا انها تأخرت .
- في قصة يونس -ع- مع قومه مثالا رائعا تركه لنا القران لنعتبر به , وحجة نستعين بها على من اختلط عليه الامر فظن , ان كل رواية وردت حتمية الحدوث ,دون ان يلقي باله الى ديناميكية الفعل ورد الفعل بينه تعالى وبين عباده مما شرحناه لقوله تعالى " فينظر كيف تعملون "وكذلك قوله تعالى "يمحو مايشاء ويثبت....الاية , اليس اخباره تعالى لنبيه يونس -ع- ان العذاب كما تقول الاخبار , سيأتي بعد ثلاث ايام ؟ اليس هذا بمثابة الرواية التى ظن , حتى يونس -ع- انها لازمة وحتمية فماذا حدث بعد ذلك وهل وقع العذاب الموعود بعد الوقت المضروب ولماذا ؟؟ اظنكم تعرفون الجواب ان شاء الله تعالى !!!
-اريد ان نسأل البعض ممن يتلاعب برواياتهم -ع- ولا ينتبه الى ان كلامهم فيه محكم ومتشابه (قيام القائم -عج- في رأينا من المحكم في رواياتهم -ع- وغيره قد يقع فيه التشابه وهو كثير ) نريد ان نسأل هؤلاء كيف تنظرون الى ماورد في الأثر " ان الدعاء يدفع القضاء" فلو ان مريضا , اخبره الاطباء انه ميت حتما بعد 6 شهور بناءا على معطياتهم العلمية وتحليلاتهم المختبرية , هل ترون انه يموت حتما في الوقت المضروب وان لا فائدة من دعائه مهما دعا ؟؟؟؟ كيف تفسرون ذلك ان قلتم : لا قد لايموت , بل قد يمد الله في اجله ماشاء !!!
كلمة اخيرة ….. اليس في وجود ليلة مباركة كليلة القدر ,لاتأتي الا في السنة مرة واحدة تفنيدا لمزاعم الذين يقولون بالحتمية على الله تعالى وان كل ماتم تقديره منذ الازل ( على المستوى الكوني)او النشأة الاولى( على المستوى الشخصي ) ثابت لايتغير , او ممن يعكسون هذا المعنى بلا تدقيق على المواقف الحياتية الاخرى او الروايات التي يفسرونها ... فلم تقدر الامور وتفرق وفق ديناميكية متغيرة ( على الاقل سنوية في هذا المثال المخصوص) كما نفهم من فضائل هذه الليلة المباركة ؟؟؟.لماذا يتنافس المؤمنون في تحصيل ليلة القدر واداء اعمالها , اليس لانه قد رسخ في اذهانهم ان الله تعالى سيقدر لهم امور مستحدثة ,تعتمد في معضمها على اعمالهم وتصرفاتهم الاختيارية !!!!
بناءا عليه اتمنى عليكم -ايها المرجفون- ان توقفوا تأويلاتكم الباطلة التي توهن العزائم وتبعث على اليأس !!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسين عبد المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/28



كتابة تعليق لموضوع : اوقفوا هذه التأويلات الباطلة في حق روايات اهل البيت (ع) ولاتوهنوا العزائم بتأويلاتكم الشخصية !!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net