الاردن : الشحاذ المستهتر
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يسود الاعتقاد الخاطئ في الاردن , حكومة وشعباً . بان العراقيين ما هم , إلا حثالة من العبيد الاذلاء , ليس مقامهم الاحترام والتقدير , وانما نظرة السيد العالي , الى العبد الذليل , وهذا الاعتقاد السافر , ظل لعقود وحتى الان , في العقلية الاردنية , ولم يتغير قيد أنملة , رغم المتغيرات التي حصلت , لان الاردن يدرك ويفهم بانه , الرابح الاكبر من الازمات , التي تعصف بالعراق , وهو المستفيد الاكبر من كل المساعدات والمنح المالية , والآف من براميل النفط المجانية , هذا الكرم والسخاء العراقي , الذي لا يوجد له مثيل , في كل ارجاء المعمورة . والاردن هو ايضاً صرماية الاموال المنهوبة العراقية , والتي تقدر بارقام خيالية , على شكل ارصدة مالية وعقارات وشركات , ونشاطات تجارية واقتصادية , والتي تشكل عصب وشريان الحياة للاردن . ان هذه النعم والبركات العراقية المتدفقة الى الاردن , وهو الفائز الاول بها , يقابلها الجحود والنكران والاستخفاف والاستهتار , في معاملته مع العراقيين الوافدين اليه , اضافة الى نظرة الاحتقار والحقد والكره للعراقيين جميعاً , رغم انه لولا هذا الدعم المالي الكبير والسخي لاقتصاده ومنافذ حياته من العراق , لكان حاله , حال السمك خارج الماء , لكن اسباب هذه الصلافة المتعالية بعنجهية فارغة ومغرورة , بان الحكومات العراقية المتعاقبة والحالية , تنظر الى الاردن , الابن المدلل , الذي يغرف بالملعقة الذهبية , من المائدة العراقية السخية والمجانية , لذلك مهما قدم الى الاردن من منح مالية , او من الآف البراميل النفطية المجانية , والمساعدات الاقتصادية بلا حدود , وحتى اطنان من الذهب , تظل العقلية الاردنية , تتسم تجاه العراق , بالكره والحقد وروح الانتقام , لكن الاردن يعرف , بان العراق ضعيف وهش وهزيل , من ان يتخذ قرار ضده , حتى لو ذر الرماد في العيون , لان الصراع السياسي والتناحر بين الكتل السياسية المتنفذة , على الغنائم والمناصب , والمستفيد منها الاردن , على شكل اموال تنهب بحجج وذرائع شتى , وحتى لو كانت على شكل شراء اغذية مسمومة , او فاسدة , او فاقدة الصلاحية , وحتى المسرطنة . بهذا الشكل السيئ , تسمح الحكومة وكتلها النيابية , بان يستهتر الاردن بمقدرات العراق , وبانتهاك حرمته وكرامته , والتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية , وذلك بالسماح لزعانف وطحالب تنظيم داعش الارهابي , ان تجتمع في العاصمة الاردنية , وتوجه صواريخها النارية الى داخل العراق , هذا انتهاك صارخ للسيادة الوطنية , وتدخل السافر لسكب الزيت على النار , ولكن حكومة الاردن مطمئنة تمام الاطمئنان , وتنام برغد وبسلام , لانها تعرف حكومة بغداد هزيلة , ويختنق صوتها تجاه الاردن , ولايمكن ان ترفع صوت الاحتجاج , كما هو معروف في العرف الدبلوماسي والقانوني الدولي , الذي ينضم العلاقة بين دول العالم , ولايمكن لحكومة الاردن , ان يراودها ذرة ضئيلة من التفكير , بان العراق سيقلل حجم المساعدات والمنح المالية السخية . لانه ببساطة صرماية الاموال المنهوبة من العراق , المتواجدة في الاردن , على شكل ارصدة مالية وشركات مختلفة وعقارات واسعة , ونشاطات اقتصادية وتجارية متنوعة , مصدرها غير شرعي وغير قانوني , اي من السحت الحرام والنهب والاختلاسات المالية , لذلك هناك شبه اتفاق غير معلن , اوصفقات ومقايضات متبادلة , بالسكوت عن هذه الاموال العراقية المنهوبة , وعدم وضع العراقيل والصعاب في جريانها , مقابل المساعدات والمنح المالية السخية , والآف من براميل النفط المجانية , يقدمها الجانب العراقي , بكل ممنونية الى سيده الاردني . لذلك مهما يصدر من الحكومة العراقية الخجولة , ماهو إلا فقاعات اعلامية للاستهلاك المحلي . لذلك الحكومة الاردنية , لم تشعر باي حرج , حين تقدم الدعم والمساندة الى زعانف داعش , وتتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية في العراق , لان حكومتنا العراقية الهزيلة , مثل بلاع الموس , ليذهب العراق الى الجحيم , طالما ظلت صرمايتها المالية في أمان واستقرار . لو كانت الحكومة العراقية جادة في الحفاظ على مصالح والسيادة الوطنية , لقطعت شريان الحياة المالية عن الاردن . عندها سيصبح الشحاذ المستهتر , الى شحاذ يتوسل الصدقة والعطف والشفقة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat