صفحة الكاتب : عباس العزاوي

الحرية المطلقة ولغة الحمير
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ربما عنوان مقالتي غريب بعض الشئ وخارج عن اللياقة الادبية لاسيما ونحن في حضرة الادب ,لكن للضرورة احكام وقوانين تدفعنا لذلك وايضا لتوضيح الفكرة الحقيقية للمقالة , في الاونة الاخيرة برزت الى السطح في اغلب المواقع العراقية ظاهرة  الشتم واللعن والانتقاص من الاخرين وربما التسقيط في الكثير من الاحيان  في سياق  طرح ومناقشة المشاكل السياسية والاجتماعية للمجتمع العراقي وكلما كانت المقالة اكثر قبحاً واستهتاراً وتجاوزاً على مشاعر العراقيين  كانت فرصتها اكبر في النشر والبقاء لاسابيع او اشهر تتصدر واجهة الصفحات والمواقع وربما يعود السبب في ذلك لافلاس البعض في التعبيرعما في دواخلهم العاطلة بطريقة موضوعية وهادفة ,ومحاولتهم  فرض تصوراتهم المريضة على الاخرين بتلك الطريقة الشاذة.
هذه الظاهرة تفشت بشكل مفرط في الصفحات العراقية  المحترمة وغير المحترمة والتي تهتم بالشأن العراقي ومن مصاديقها على سبيل المثال ورود مفردة "الحمار" بشكل ملفت للنظر وبكثرة ممجوجة واستعمال اسم هذا الحيوان كمفردة مرادفه للشتيمة يراد بها الانتقاص والاساءة الى الاخرين سوى كانوا سياسين او رجال دين او شخصيات اعلامية او ادبية, ربما نستطيع بشكل من الاشكال ايجاد مبرر مقبول لكاتب ناقم من وضع سياسي متعثر او حالة فساد اداري فاضح  يجب التصدي له وبالطريقة التي يراها الكاتب مناسبة وتنسجم في طرحها ومكانته الاعلامية والادبية ومعالجتها بالطرق العقلية الصحيحة, وهذه من المظاهر الصحية في العراق الجديد .
لكن ان يتجاوز الامر الى ابعد من ذلك ويتم تغيير بوصلة تحديد الاخطاء وسير خط النقاش الى  مدارات مغايرة وشخصنة القضية برمتها واطلاق الشتائم المعيبة بحق فلان من الناس او بحق جهة معينة او طائفة او شريحة من المجتمع , فهذا يشير بوضوح الى قصور فكرة الكاتب وافلاسه ,وبذلك يدخل الموضوع في منزلق خطر بعيد عن الهدف الحقيقي للمقالة, ويكون عناصر الطرد فيها اكثر من عناصر الجذب, في الوقت الذي يرفض هذا الكاتب وربما يثور لو ان احد القراء او الكتاب اشار الى تناقضاته واخطاءه في تناول قضية معينة او عدم موضوعيته في الطرح.
عندما يبلغ التطرف عند احد المهووسين بالنقد الى حد الانتقاص من شعب باكمله ووصفه بالحمير! دون ادنى حياء, فان القضية تحتاج لوقفة صريحة وواضحة من الجميع تجاه هذا الكاتب ومقالته القذرة التي تسيئ لشعب عريق ومناضل وصابر مثل الشعب العراقي والغريب في الامر ان هناك بعض المواقع العراقية اعادت نشر المقالة مرة اخرى ولم تسمح بنشر اي تعليق يسيئ للكاتب ولمشاعره الرقيقة !!! فأيّ حرية فكرية مُعاقة هذه التي تجيز لهذا المتطرف والحاقد شتم العراقيين؟ ولاتجيز لاحد حتى التعليق على مقالته!! اواستعمال مفردات اخرى من قبل كاتب آخر اكثر وقاحة وانحطاط... كأجزاء من جسم الانسان ـ الرجل تحديداً ـ كمادة للسخرية السمجة تحت مسمى ومفهوم المقالات الساخرة وهي في حقيقتها مقالات ساذجة وماصخة. ....  وفي موضع اخر يختلق هذا الكاتب قصة افتراضية من خياله المعطوب ليبني عليها احكامه التهكمية والحاقدة, فهل هذا يسمى أدب ساخر؟ ام سوء ادب فاجر!!!
ان هؤلاء "المثقفين" يحاولون جاهدين التشبه ببعض الكتّاب الساخرين في تاريخ الادب العربي والعالمي ويحرصون على الظهور برداء الكاتب الشجاع  في طرح مشاكل مجتمعه, ولكنه ـ وهذه قضية لاافهمها ـ عندما يتحدث عن الشعوب الاخرى فان لغته تتغير ويصاب بحسن الاخلاق والادب!!!  أن السخرية من الواقع واشكالاته ومحاولة معالجة ازماته المستعصية من وجهة نظري تحتاج الى موهبة فائقة وقدرة ادبية عالية واسلوب لغوي رفيع في توجيه النقد الاذع والاشارة الى العلل والمشاكل محل النزاع... لكن بالتاكيد من دون شتم الاخرين بطريقة اولاد الشوارع اواستعمال مفرادت سوقية تُسئ الى الكاتب نفسه قبل خصومه.
الامثلة كثيرة ومتنوعة ولاأجد ضرورة لذكرها, ولااريد نشر قاذوراتهم من جديد لانها  ستكون دعاية مجانية لايستحقونها... فالبعض من الناس يفهم الحرية بشكل غريب ومضحك , يفهمها  كحرية منفلته وبدون حدود ولا أدب ولا اخلاق ولايكترث كثيراً ان تجاوز انوف الاخرين وحرياتهم الشخصية ام لا...... لان (الانا)  لديهم بلغت اعلى درجاتها وطغت على عقولهم واعطبتها بالكامل ولان اغلبهم من الكبار في السن وليس في الادب لايستطيع احد ردعهم بل يجدون من يصفق لهم دائما.
يقول احد هؤلاء الكتاب الذي ابتلانا الله بعلمهم الواسع ووعيهم الخرافي " ان رئيس الحكومة الجديدة لم يقرأ كتاباً واحداُ في حياته باستثناء (الدعاء المستجاب ) ومن هذا نفهم بان هذا الرجل كان مدير عام دار العلم والمعرفة في العالم وليس هناك من قارئ او مثقف يطالع كتاباً  دون ان يمر عليه ـ اي الكاتب ـ  لينصحه ببعض النصائح المهمة او ليعيره من كتبهم المليونية وتدوين اسمه ضمن قوائم المثقفين في سجله العظيم بحجمه وقيمته!!!...  والا كيف يمكن لهذا الفطحل ان يعرف منْ من الناس  قارئ ومثقف وفلته مثله ام لا...؟
المضحك المبكي في مصيبتنا كعراقيين ان كل هذه الاعداد الهائلة من المثقفين والنقاد والمحللين والسياسين والقادة والعلماء واصحاب الشهادات العليا والعباقرة والمنظرين ..... لكن في المقابل حكمنا لمدة  30 سنة رجل لم يكمل المتوسطة وكان يتسكع في ازقة باب الشرجي وشارع الشيخ عمر وكَراجاتها ..... ولم يكن يفهم الا لغة الموت والرصاص !!! فكيف حدث ذلك ؟

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/07



كتابة تعليق لموضوع : الحرية المطلقة ولغة الحمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : احمد شلش من : العراق ، بعنوان : اسطورة الادب الرفيع في 2011/05/27 .

ادعو جميع الاخوة الكتاب والقراء الى قراءة كتاب الدكتور علي الوردي_اسطورة الادب الرفيع_ وذلك ليكونوا كتابا حياديين وموضوعيين






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net