صفحة الكاتب : علاء كرم الله

الأكراد متى يعلنون دولتهم؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لربما لا يتفاجأ الكثير من العراقيين أذا أعلن الأكراد أنفصالهم عن جسد الدولة العراقية! بل ربما سيكون ذلك مدعاة فرح لهم!!!! بما في ذلك بعض الزعامات والقيادات الحزبية والسياسية!. لأن الأكراد وبصراحة فقدوا حب العراقيين وتعاطفهم من بعد السقوط بسبب من الكثير من الممارسات والسياسات غير المسؤولة  التي أنتهجتها القيادة الكوردية في تعاملها مع الحكومة الأتحادية في (بغداد) منذ سقوط النظام السابق وخاصة في السنتين الأخيرتين!. والكل يعرف أن المنطقة الشمالية (أقليم كوردستان) كانت قد انفصلت عن جسد الدولة العراقية منذ عام 1991 (بعد غزو العراق للكويت)بعد أن أصبحت تحت الحماية الأمريكية! وما عودتهم الى جسد الدولة العراقية والأمة العراقية بعد السقوط ألا لأخذ المزيد من المكاسب (توسيع خارطة كوردستان ولأخذ المزيد من المناطق المتنازع عليها وأهمها كركوك التي يعتبرونها قدس الأقداس!!)، وهذا ما تحقق لهم في الدستور المثير للجدل وكأن  الكثير من فقراته كتبت لتحقيق طموح الأكراد دون غيرهم!!. وما موضوع الفدرالية كنظام حكم بالعراق أقره الدستور العراقي ألا خدعة كبيرة قبلها الساسة العراقيين بفهم او بدون فهم !! وما هي في حقيقتها ألاّ  لتحقيق طموح الأكراد وأنفصالهم !! ومن ثم لتفتيت العراق فيما بعد!!؟ حسب المخطط الجهنمي المرسوم لتمزيق  العراق من قبل أمريكا وباقي دول الغرب والذي يصب في صالح تأمين أسرائيل لمئات السنين القادمة!!. أن جميع  العراقيين على أختلاف مستوياتهم الفكرية والأجتماعية لمسوا وبشكل واضح كيفية  تعامل الزعامات الكوردية في الأقليم مع الحكومة المركزية (الأتحادية) في بغداد، حتى بات الجميع يشعرون وكأن الأكراد يعيشون في دولة وليس بأقليم تابع الى العراق !؟!. فقد تدخل الأكراد كثيرا بالشأن العراقي! ولم يعملوا من خلال وجودهم في الحكومة العراقية والبرلمان العراقي ألا لمصلحة الأقليم أولا أو أخيرا!! وأرجو أن لا يفهم من كلامي هذا بأنه يحمل الكره والضغينة على الأخوة الأكراد لاسامح الله! بقدر ما هي الحقيقة المرة التي لم نكن نريدها و نتصورها في يوم ما! ولكن هذه هي السياسة وهذه لغة المصالح لا تعرف أي شيء ولا تقيم أعتبارا لأي شيء!!؟. وبقدر تدخلهم هذا بالقرار الحكومي والبرلماني بعد أن لعبوا دور(قبة الميزان وصانعي الملوك في تشكيل الحكومات العراقية من بعد السقوط ، فهم بالمقابل  لم يسمحوا للحكومة العراقية أن تتدخل بالشأن الكردي مطلقا!!، في أغرب حالة لم تشهدها أية أنظمة حكم فدرالية بالعالم!!).ويرى الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين بأن هذا البروز القوي والصاعد واللافت  للأكراد ليس وراءه الدعم الأمريكي والغربي حسب بل الأهم من ذلك وراءه اللوبي الصهيوني وأسرائيل!! لا سيما (وأن التاريخ القريب منذ ستينات القرن الماضي ولحين انتهاء الحركة الكردية أثرتوقيع  معاهدة الجزائر عام1975 بين العراق وأيران  يحدثنا عن العلاقة الوطيدة والقوية التي تربط الأكراد مع أسرائيل!! حيث كان الكثير من العسكريين الأسرائيليين يعملون بصفة مستشارين للبيشمركة في قتالهم ضد الجيش العراقي!). لقد فرض الأكراد كتابة لغتهم في كل المخاطبات الرسمية للدولة العراقية وفي كل شيء! في حين لم يشاهد الزائر الى أقليم كوردستان أي يافطة مكتوبة باللغة العربية! وكل مخاطبات دوائرهم تكون باللغة الكردية والأنكليزية  ولا وجود لحرف عربي فيها!!!. أن علاقة الحكومة (الأتحادية) في بغداد مع الأقليم يشوبها الكثير من التوتر والتشنج وخاصة في السنتين الأخيرتين، منذ أحتضان الأقليم ل (طارق الهاشمي) نائب رئيس الجمهورية السابق الذي هرب من بغداد على خلفية صدورقرارات من القضاء العراقي بأعدامه بعد أدانته  بضلوعه مع حماياته بارتكاب الكثيرمن العمليات الأرهابية ضد الشعب العراقي!!. ومن الطبيعي ليس من مصلحة الأكراد وجود علاقات طيبة وهادئة مع الحكومة الأتحادية  يحكمها الدستور والمنطق والعقل لأن هذا لا يحقق لهم أحلامهم بالأنفصال!!، فلا بد من أثارة المشاكل والأزمات حتى يصبح الأنفصال أمر نهائي لعدم وجود أي توافقات!!. فالأكراد مارسوا الضرب تحت الحزام وأستفزاز الحكومة المركزية الأتحادية في بغداد بجملة من الأمور وخاصة في موضوع (النفط)!! وذلك بأبرامهم العديد من الأتفاقيات النفطية مع الشركات العالمية  دون علم الحكومة الأتحادية وبتحدي واضح!!، وكذلك دون أيداعها أموال النفط المصدر من قبلهم لدى الحكومة الأتحادية وحسب ما ينصه الدستور والمنطق والعقل!.وقد لعبت تركيا دورا مؤثرا في تأزيم العلاقة بين أقليم كوردستان والحكومة الأتحادية  في بغداد بخصوص موضوع تصدير النفط العراقي!. فقد نقلت وسائل الأعلام تصريح لوزير الطاقة التركي (تانزيلدز) في شهر نيسان الماضي قوله (ان تركيا مستعدة للمساعدة في تصديرنفط أقليم كوردستان الى الأسواق العالمية فور أمتلاء صهاريج التخزين في ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط!). وقد أظهر (تايتل الأخبار في فضائية الحرة عراق) يوم الخميس الموافق 15/5/2014 بأن شحنات من النفط الكردي قد وصلت الى أسرائيل!!!!!.ولا بد من الأشارة هنا بأن  تركيا كان لها دورا كبيرا في أثارة النعرات الطائفية في العراق عبر اكثر من تصريح جاء على لسان رئيس الحكومة ( أردوغان)و وزير خارجيته، حالها بذلك حال ايران – السعودية – قطر – وباقي دول الخليج الذين تدخلوا بالشان العراقي طائفيا وما زالوا لحد الآن ومنذ سقوط النظام السابق، لمنع العراق من محاولة النهوض مجددا وألهائه بالمشاكل والأزمات والحروب الداخلية (جبهة الأنبار والفلوجة)!. نحن لسنا مع طرف ضد طرف ولا مع هذا الزعيم السياسي وضد ذاك ، نحن وقلناها مرارا  مع مصلحة العراق نحن مع من يحمي العراق من التفتت و يقف ضد مؤامرة تقسيمه فالحقيقة هي التي تفرض نفسها وتجبرنا أن نقول بأن المالكي تصدى بقوة لتحجيم دور ونفوذ الأكراد المتعاظم ولكن رفاقه في التحالف الوطني كانوا هم أول خاذليه! أضافة الى غرمائه السياسيين التقليديين المعروفين على الساحة العراقية!!. ولا أعتقد أن العلاقة  بين الأكراد والحكومة الأتحادية سوف تشهد بعض التحسن وخاصة  في حال فوز المالكي برئاسة ثالثة حيث يتمسك الأكراد على مواقفهم المتعنتة والمعروفة من قبل الجميع فهم يريدون تصدير النفط لصالحهم ويستقدموا الشركات العالمية حسب ما يرون دون أخذ موافقة أو حتى أخبار الحكومة الأتحادية!، وكذلك ان تكون رواتب البشمركة على ميزانية وزارة الدفاع الأتحادية ، وفوق ذلك يأخذوا حصتهم 17% من الموازنة!! ، ومع ذلك لا يوردون  فلسا واحد للخزينة الأتحادية من بيع النفط من الأقليم!!!. هذه مواقف الأكراد بخصوص موضوع النفط وأعتقد أن صورة الأبتزاز وأفتعال الأزمات  واضحة جدا!، وأعتقد وكما ذكرت آنفا بأن الأكراد من خلال هذه المواقف وغيرها من المواقف يصرون على تصعيد المواقف وخلق الأزمات وعرقلة أية أتفاقات يمكن الوصول أليها!!، ليعلنوا فيما بعد أنفصالهم عن العراق وأقامة دولتهم  بأعتبار عن التعايش مع الحكومة الأتحادية تحت ظل الفدرالية أصبح أمرا مستحيلا!!. بعد كل هذا نعود الى صلب موضوعنا وهو متى سيعلن الأكراد دولتهم؟! وهل هيأوا  كافة مستلزمات هذا الأنفصال؟ . لقد أجاب (نشيروان  مصطفى) زعيم كتلة التغيير(كوران) على  سؤالنا بالقول: بأن مسعود برزاني  سيعلن أقامة الدولة الكوردية بعد عامين من الآن!! بعد أن يستكمل كافة الستحضارات لذلك!!!(نقلا عن صحيفة الأتحاد الأماراتية). وهنا تطرح الكثير من الأسئلة نفسها: في حال اعلان نتائج الأنتخابات الأخيرة التي جرت في 30/ نيسان الماضي وأستطاع المالكي الفوز بولاية ثالثة! فهل سيسمح المالكي للأكراد بالأنفصال عن جسد الدولة العراقية؟ لا سيما وأن أنفصال الأكراد عن العراق في ولاية المالكي ستكون نقطة سوداء كبيرة في تاريخه السياسي ان حدث ذلك؟!، ما هو مصير كركوك القنبلة الموقوتة المزروعة في مشهد العراق الجيوسياسي! منذ تقسيم بريطانيا للدولة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1917 !!! ولحد الآن حيث يطلق عليها الأكراد (قدس الأقداس)؟! وهل ستسمح امريكا  وباقي دول الغرب معها بأنفصال الأكراد وأعلان دولتهم بسبب ضغوطات اللوبي الصهيوني على الأدارة الأمريكية!!؟، وهل سيكون أنفصال الأكراد بداية لتقسيم العراق وتجزأته حسب ما مخطط له من من قبل الأدارة الأمريكية (مشروع برنارد لويس، مشروع يايدن). وهنا لا بد من التذكير بأن (بريجنسكي) مستشار الأمن القومي أبان فترة الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر) عام 1982 قال:( أعتقد بأننا سنقسم العراق عام 2002 !!!!). لم يخطأ توقع (بريجنسكي) وتخطيط الأدارة الأمريكية بذلك! فقد تم فعلا  الأجهار بتقسيم العراق بعد أحتلاله عام 2003 !!!! . ولا نقول سوى ان للعراق رب يحميه من كل هذه المكائد وللنتظر قادم الأيام!.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/19



كتابة تعليق لموضوع : الأكراد متى يعلنون دولتهم؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 6)


• (1) - كتب : جعفر صادق جاسم ، في 2014/05/30 .

مشكور










• (2) - كتب : كاظم ، في 2014/05/21 .

ولكن العراق ما زال موحدا ولو شكليا وهذا يعني ان كل ما جرى لم يفضي الى الانفصال ولا اظنه سيفضي اليه الا بعد ان يضمن الاكراد ضم كركوك وهذا لن يكون وما اخشى واخاف ان ياتي اليوم الذي تقوم بها حرب تاكل كل ما تحقق من تطور في الشمال وسيعود ولكن بثمن انساني رهيب اتوقع هذا فبعد الارهاب سيكون الشمال عو الهدف هناك معوقات التسليح ولكن مع وضع روسيا الحالي ممكن للحكومة ان تحصل على اسلحة مهمة وحاسمة في حال تلكأ الامريكان . والعراق بلد واحد ومن لا يريد ان يكون عراقيا فليخرج ليس شعارات ولكن ضمير كل عراقي يقول هذا


• (3) - كتب : سمير عبد الرضا ، في 2014/05/20 .

حبيبي يبرك فيك وعاشت ايدك غلى الموضوع مشكور

• (4) - كتب : اسامه الشيخلي ، في 2014/05/20 .

مشكور استاذ علاء والله يبارك فيك

• (5) - كتب : محمد ابراهيم ، في 2014/05/20 .

مشكورررررررر

• (6) - كتب : نبيل محمود ، في 2014/05/20 .

السلام عليكم اود القول باءن الاكراد يريدون ويتنمنون الفرصه لاهلام الدوله الكرديه وفي ضوء ذالك يقومون الاكراد بعدد من الاساليب لاستفزاز الحكومه المركزية المهم انه في حال انفصال الاكراد واعلان دولتهم المستقله واستلام المالكي الوالاية الثالثه ستكون نقطه سوداء في تاريخ حكم المالكي ,,,,,,,,,,,اما كركوك وما ادراك ما كركوك ستكون العقبه بين الحكومه والاقليم والله يستر من تالية ,,,,,,,,,,,نساءل الباري والحكيم والكريم ان يمن على هذا البلد بالامن والايمان امييييييييييين اخوك ابو اوس




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net