صفحة الكاتب : ضياء المحسن

الإنتخابات: مسؤولون فاسدون.. ومواطنون صالحون
ضياء المحسن

أيام قليلة في عمر الزمن، تفصلنا عن الإنتخابات النيابية، وهي الأولى بعد خروج قوات الإحتلال من العراق، و قد يكون لأحدنا عذر في عدم التصويت، في المرتين السابقتين بحجة وجود قوات الإحتلال، وبالتالي فقد تكون آنذاك مسيطرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، على نتائج الإنتخابات، ومجيء أشخاص غير مؤهلين لقيادة البلد، وتسيرهم السفارة الأمريكية في بغداد، ويأتمرون بأمرها، بدون أن يراعوا مصالح الشعب الذي تحدى كل أشكال الإرهاب والتكفير، ليمنح صوته لهم، أملا في قيادة البلد نحو بر الأمان.
في كلمة له، يقول الكاتب والناقد المسرحي الأمريكي، جورج جان ناثان بأن (( من ينتخب المسؤولين الفاسدين، هم المواطنون الصالحون؛ الذين لا يذهبون للإدلاء بأصواتهم)).
الفساد، كلمة خطيرة، فهي تعطي معاني عديدة، والذي يهمنا من الكلمة، ما يتماشى مع ما قاله ذلك الناقد الأمريكي، حيث يفرق بين المسؤول الفاسد والمواطن الصالح، فالفساد الذي يوصم به المسؤول، هو ذلك الفساد الذي يثري من وراءه بدون وجه حق، وإستهانته بمقدرات البلاد والعباد.
قد يكون أخطر فساد، مارسه الكثير من أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، هو عدم جعل مصلحة البلاد أولوية في أجنداتهم اليومية، وفضلوا عليها تنفيذ أجندات خاصة بمصالحهم الشخصية والحزبية، وربما يقول البعض بأن هناك مصالح لناخبيهم، قاموا بتقديمها على مصالح المجموع؛ وهنا لدي نقطة نظام على هذا الكلام غير الدقيق، لأن حتى المصالح التي من المفترض التي يقدمها لناخبيه؛ كانت لذر الرماد على العيون.
أما الصالحون من أبناء بلدنا الذين لم يذهبوا للإدلاء بأصواتهم، في الإنتخابات فقد ساهموا من حيث لا يشعرون، في صعود هذه الفئة، التي كان همها أكبر من هم المواطن، وضاعت سنوات كان الإقتصاد العراقي، وجميع المرافق التي لها مساس مباشر بالمواطن أحق بأن تسخر في تنفيذ الكثير من المشاريع التنموية، هذا إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار، مئات المليارات من الدولارات، التي ذهبت أدراج الرياح، بسبب سؤ التصرف من قبل بعض الذين ليس لهم خبرة في مجال العمل الذي حشر نفسه به، بالإضافة الى عمليات شابها الفساد الإداري والمالي فضاع ( الطاس والحمام) كما يقول المثل العامي.
أما الصالحون من الناخبين، فإنهم هذه المرة ليس لديهم عذر في عدم الذهاب الى صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم، فأنتم الأن لديكم متسع من الحرية في قول ما تريدون بعد خروج قوات الإحتلال، الذي ظللتم تتعكزون عليه في عدم ذهابكم للإنتخابات السابقة.
إننا مدعون جميعا، لقول كلمتنا في من يحق له؛ أن يمثلنا التمثيل الحقيقي في مجلس النواب القادم، ولكن قبل كل شيء، نأمل من الجميع أن يقرأو البرامج للإنتخابية للمرشحين، ويتمعنوا فيها، ليعلموا مدى صدقهم في عرض ما يريده المواطن منهم، بالإضافة الى أن يتعلم الناخب بأن يقرأ ما بين السطور، فليس كل شيء يقوله المرشح، سيكون بإستطاعته تنفيذه، بسبب أن مسؤولية عضو مجلس النواب مسؤولية رقابية على عمل الحكومة، من ثم فهناك وعود من باب الإستهلاك الإنتخابي، وليس لها أرض صلبة في الواقع العملي، أي أنه لا يمكن أن ينفذها


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/09



كتابة تعليق لموضوع : الإنتخابات: مسؤولون فاسدون.. ومواطنون صالحون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net