لماذا خسر حزب الفضيلة الانتخابات المقبلة؟!
مرتضى اليوسف



يعرّف حزب الفضيلة الإسلامي بأنه حزب سياسي إلا أن زعيمه رجل دين (يصلي ويصوم) وهو آية الله محمد موسى اليعقوبي الذي يقال إنه أحد طلاب السيد محمد صادق الصدر وهذا يعني انه يمثل إلى حد ما فرعا من التيار الصدري.

ومع أن رأي حزب الفضيلة يختلف تماما عن نظريات السيد مقتدى الصدر الذي ودع الحياة السياسية، إلا انه لا يعد حزبا محليا بل له امتدادت تعبر الحدود، ولقد راهن البعض على عروبته فكانوا على خطأ.. وبين يوم وآخر تظهر حقيقة خلطة الدين بالسياسة.

تحاول الأحزاب الدينية التشبث بنظريات لا أساس لها وبخاصة تلك المتقادمة منها، حيث لا جديد فيها فهي لا تبني بل تهدم، ومشروع قانون الجعفرية المثير للجدل ما هو خير مثال، وكأن العراق خلا فجأة من الأزمات في سعي لكسب الأصوات الانتخابية.. ولا اعرف هل نفدت الأفكار الأخرى كتوزيع البطانيات على سبيل المثال!.

عندما يحاول شخص ما إخضاع الآخرين على القبول بنظريته فهذه مشكلة كبيرة في بلد من المفترض أن يعيش تحت ظل الشورى والمشورة.

مشكلتنا كعراقيين هي انه لا يزال فينا ذلك النفس القبلي واقصد الطبقية.. السادة الأمراء والشيوخ وهؤلاء أصلهم سادة الخ.. نحن لدينا تقديس كبير لهؤلاء لا شعوريا حتى وان اخطأوا، وجزء كبير من أزماتنا نتحملها نحن بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وفي تصريح مثير للسخرية، أن وزير العدل حسن الشمري المروج الأكبر للمشروع إن لم يكن صاحبه يدعو إلى احترام هوية ومعتقد أبناء المذهب الشيعي وإقرار القانون الجعفري، كما يحترم الآخرون هوياتهم ومعتقداتهم! وكأن المذهب الشيعي حصر بهذا القانون واختزل به!، طيب ماهو رأيك أيها الشمري عندما تتعالى مستقبلا مطالبات بالقانون الحنفي أو الشافعي وأخرى بالمسيحي؟ اقسم ستكون أول الرافضين والثائرين ضدهم.. اقسم لك.

رغم اعتراض كبار المراجع الشيعة لكن حزب الفضيلة يصر على تشريع قانون كهذا، الذي يُبيح زواج القاصرات والقاصرين فالبلوغ حسب المادة الـ16 التي تنص على أن البالغ أكمل تسع سنوات هلالية للإناث وأكمل 15 سنة هلالية عند الذكور أو تحقق احد العلامات البدنية المعتمدة لدى فقهاء المسلمين في إثبات بلوغ الذكر.

ويُشرع القانون في الوصية الشهادة مسلمين أو مسلم ويمين أو مسلم ومسلمتين أو أربع مسلمات دون الحاجة لإثباتات رسمية وهذا ينفي الفائدة من الكاتب العدل!، وأنا لا اسمي الشخص الذي يتقدم لقاصرة بعمر تسع سنوات بالزواج لكونه لا يتعدى ممارسة الجنس معها!.

الانتخابات المقبلة رغم عدم تفاؤلي بها كثيرا لكن سيكون فيها خاسرون كثيرون ومنهم حزب الفضيلة الذي انشغل بقانون لا يسمن ولا يغني من جوع! قانون يغازل العبودية ويكرس الطائفية، قانون يقدم المذهب على الشريعة.. قانون يمهد لاستيراد ما هو اخطر بالنسبة للعراق!.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى اليوسف

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/04



كتابة تعليق لموضوع : لماذا خسر حزب الفضيلة الانتخابات المقبلة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net