صفحة الكاتب : محمد الحسن

حب في الخضراء..!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
على موعدٍ مع الحب..لم يكتوِ بناره سابقاً؛ فالعشق "حرام", وتاه الرجال في البحث عن شهوات العقيدة, كما تاه عبدة العجل, عبدوه أيضاً..وكيف يعشق الإله؟!
حفيدة عشتار, البابلية, لا تفقه في أمور الغرام؛ لكنها تعرف كيف تخون زوجها!..لم يمت الزوج -كما أُشيع- هماً على خيانتها, فالحرة لا تخون, ومن يصدّق إنها خانت؟ ومع شقيق الزوج..!
لا يهم تعدد الأزواج, أو الزيجات, كل شيء مباح في (المملكة الخضراء)..سيما إنّ شهرزاد منتصبة على الضفة الأخرى, وتعرف كيف تُطيل الحديث, رغم إنعدام الفضائيات في عصر شهريار.
 كيف يخون الخائنون؟ من يخون شعب, يسهل عليه خيانة شخص..حكايات بغداد كثيرة, ومتسعة, وكل من يحكمها يغرقها بوحلٍ من الطين المعجون بالدماء..قيل إن هولاكو صيّر النهر كالحبر, وأتهم أبن العلقمي بالخيانة العظمى, ولا زالت سياطهم تتلوى على ظهره, أليس لبغداد رب يحميها؟ هل خان الكعبة أبي رغال؟ وهل حقاً يجهلها أبرهة؟..لماذا لم يوبّخ التاريخ فساد الجاهلية وإنشغالهم بالوأد, وجبن الحكومة العباسية المنبطحة تحت أقدام المغول؟!
المؤامرة فن العرب, وقدرتهم على تبرير الهزيمة, وطالما بقيّ في الخضراء الحب عامراً؛ فما يحدث خلف أسوارها, كذب, وشعوذة, ومؤامرة..كل شيء جائز في زمن الخيانة, فنحن من يموت كأضاحي النيل, ولنا في كل شارع الف نيل!..في منطقة الزعيم لا مكان لجوعٍ أو برد, وللخيانة مفهوم مختلف يجعلها بطولة..وخارجها يواجه الناس قدرهم مصحوباً بـ(68) مفخخة يومياً موزعة بعناية..!
بغايا الليل تبحث عن رغيفِ خبزٍ تحشو به معدتها في برد الشتاء, وبغايا الخضراء تبحث عن الحب في أحضان رجال السلطة..تلك تبيع شرفها لسداد رمقها, وهذه لا شرف لها إلا على أسرّة الزعماء..في كل زمنٍ جلباب, فالدين حكراً للملوك, لاضير إن تحجّبت أو أسفرت عن شعرها؛ المهم الوفاء لربِ الحصن الصاخب.
ألهة العراق, يتكاثرون, ولن تثتى الوسادة للجميع..سرجون لقيط, وصدام لقيط ومأبون أيضاً..وما هذا إلا رجسٌ غطَّ في وحل نجاسة السلطة..لن يموت الشعب, وسيرحل عن أريكة الحب الجاحدون..!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/16



كتابة تعليق لموضوع : حب في الخضراء..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net