صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح163 سورة الرعد الشريفة
حيدر الحد راوي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ{19}

بينت الاية الكريمة جانبين من الناس , الاول (  أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ ) , فامن بالدعوة , واستجاب لها , وامتثل لاوامرها , (  كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ) , لا يعلم ولم يؤمن بها , ولم يستجب , فكان اعمى البصيرة , (  إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) , ذوو العقول المبرأة عن مشايعة الألف ومعارضة الوهم . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني ".   

وقيل انها نزلت في حمزة وأبي جهل . "تفسير الجلالين للسيوطي". 

 

الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ{20} 

بينت الاية الكريمة صفتين لاصحاب العقول الراجحة , ونستقرأها في موردين : 

1- (  الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ ) : المأخوذ عليهم وهم في عالم الذر أو كل عهد . "تفسير الجلالين للسيوطي". 

ينبغي للعقلاء ان يفوا بكل عهد يقطعوه على انفسهم ( في ما يحل ) . 

2- (  وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ) : ما وثقوه من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد وهو تعميم بعد التخصيص . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني ".   

لا ينبغي للعقلاء ان ينقضوا مواثيقهم , طالما كانت منسجمة مع الشريعة .  

 

وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ{21}

تستمر الاية الكريمة في بيان اولي الالباب في ثلاثة موارد : 

1- ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ) : كصلة الرحم .

2- ( وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) : وعيده جل وعلا للمذنبين والمجرمين . 

3- ( وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) : فيحاسبوا انفسهم قبل ان يحاسبوا .  

 

وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ{22} 

تستمر الاية الكريمة في ذكر مواصفات اولي الالباب وكان في اربعة موارد وخاتمة فيها مدح لهم : 

1- ( وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ ) : على القيام بأوامر الله ومشاق التكاليف وعلى المصائب في النفوس والأموال وعن معاصي الله . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني " , ( ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ ) طلبا لرضاه جل وعلا . 

2- ( وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ ) : اداء الصلاة المفروضة في اوقاتها . 

3- ( وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً ) : ينفقون مما اتاهم الله تعالى سرا وجهرا , لعل الغرض من الانفاق جهرا ليكونوا قدوة لغيرهم , لا رياء . 

4- ( وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) : في النص المبارك قولان : 

أ‌) الاساءة من الغير في حقهم , يقابلونها بالاحسان , { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }المؤمنون96 , { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34 . 

ب‌) مهما كان المؤمن متقيا , متورعا عما حرم الله تعالى , لابد له ان يقترف سيئة , اما جهلا او غفلة او قهرا , فيسارع الى التوبة ويعالج ويعاجل الذنب بالحسنة .

الخاتمة ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ) , عاقبة امرهم في الاخرة , فتكون نعم العاقبة .   

 

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ{23} 

تبين الاية الكريمة ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ) , ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) , العدن هو الاقامة , اي يقيمون فيها , ( وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) , يبين النص المبارك ان من صلح من ابائهم وازواجهم واولادهم سيتبعونهم في تلك الجنات , وان لم يبلغوا ما بلغوا من الفضل , تعظيما لهم , وليسروا بهم , ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ) , هناك عدة اراء حول النص المبارك فنكتفي بذكر اثنين : 

1- ابواب الجنة . 

2- ابواب القصور والغرف المعدة لهم . 

           

سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ{24} 

تضمنت الاية الكريمة قول الملائكة لهم وذلك في موردين : 

1- ( سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ) , صبرتم في الدنيا , فسلمتم من كل سوء في الاخرة .

2- ( فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) : فنعم العاقبة الجنة .         

 

وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ{25}

تنعطف الاية الكريمة لتبين وتسلط الضوء على الطرف المقابل , (  وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ) , تماما عكس الذين ذكرتهم الايات الكريمة السابقة , ثم بينت عاقبتهم ونتيجة امرهم في موردين :     

1- ( أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ ) : الطرد من رحمة الله تعالى , وذلك في الدنيا والاخرة . 

2- ( وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) :  سوء العاقبة في الاخرة .  

 

اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ{26} 

نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 

1- ( اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ ) : يؤكد النص المبارك ان الله تعالى يوسع الرزق لمن يشاء , ويضيقه على من يشاء , امر الرزق عائد له وحده جل وعلا . 

2- ( وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ ) :  تضمن النص المبارك موضوعين : 

أ‌) ( وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) : بما بسط لهم ونالوه فيها .

ب‌) ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ ) : مقارنة بين الدنيا والاخرة .         

 

وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ{27} 

تضمنت الاية الكريمة امرين : 

1- ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ) اقتراحا من مشركي مكة لرسول الله محمد (ص واله), يقترحون ان ينزل الله تعالى عليه اية كعصا موسى (ع) وغيرها . 

2- ( قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ) : ردا على اقتراحهم , من شاء الضلالة اضله الله تعالى , فلا تنفعه عند ذاك الايات الباهرات و الحجج القاطعة , ( وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ) , من طلب الحق والحقيقة , وترك العناد .     

 

الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{28}

تبين الاية الكريمة حال  ( وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ) , (  الَّذِينَ آمَنُواْ ) , حيث انهم امنوا بما جاءهم من عند الله تعالى , (  وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ ) , تسكن قلوبهم الى ذكره جل وعلا , انسا ورجاءا , واعتمادا عليه , (  أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) , بذكر الله تعالى وحده تأنس قلوب المؤمنين .              

 

الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ{29}

نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 

1- ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ) : الايمان بالله تعالى والعمل الصالح , الايمان بحد ذاته نافع , لكنه يفتقر الى العمل الصالح ليكمله , وايضا ان العمل الصالح يؤكد صحة وسلامة الايمان .

2- ( طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) : في ( طُوبَى ) عدة اراء نذكر منها : 

أ‌) شجرة في الجنة . "تفسير الجلالين للسيوطي , تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني ". 

ب‌) من الطيب مصدر كبشرى وزلفى ."تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني ". 

ت‌) عيش طيب . مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ".     

 

كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ{30} 

تبين الاية الكريمة ( كَذَلِكَ ) , كما ارسل الله تعالى رسلا وانبياء قبلك يا محمد (ص واله) ( أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ ) , ارسلك الله تعالى الى هذه الامة , حيث سبقك رسل ارسل كلا منهم  الى امته , ويلاحظ ان كلمة ( أُمَمٌ ) جاءت غير معرفة بـ ( ال ) , قد يدل هذا على هوان شأنهم فبالرغم من كل خصائصهم في العدة والعدد والبنى الجسمانية ( عمالقة وغيرهم ) اهلكهكم الله تعالى لما لم يستجيبوا لرسلهم , كذلك لا يعجز الله تعالى ان يهلك هذه الامة ان لم تستجب لرسوله الكريم محمد (ص واله) , ( لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) , لتقرأ عليهم القرآن , فيطرق مسامعهم , ويلامس مدركاتهم , ( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ ) , يكفرون به جل وعلا , ولا يؤمنون به , ويلاحظ ان النص المبارك اورد اسمه تعالى الشريف ( الرحمن ) دون غيره من الاسماء , لذلك عدة اراء لعل منها :           

1- تفضله وتحننه جل وعلا بالرحمة , قبل العقاب والعذاب . 

2- ( الرحمن ) تشمل رحمته البر والفاجر , المؤمن والكافر . 

عندها يؤكد النص المبارك ان الله تعالى هو المتفضل بالنعمة والرحمة عليهم رغم كفرهم وجحودهم , (  قُلْ هُوَ رَبِّي ) , يتعلق النص المبارك بما قبله , وفيه تعريف الرحمن , اي هو خالقي ومتولي امري , (  لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ) , لا يستحق العبادة غيره جل ثناءه , (  عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ) , عليه اعتمادي , وبه ثقتي جل وعلا , (  وَإِلَيْهِ مَتَابِ ) , اليه مرجعي ومآلي , فيثيبني على ما تحملته وصبرت عليه وجاهدتكم فيه .         

مما يروى ان الاية الكريمة نزلت في صلح الحديبية عندما ارادوا كتابة معاهدة صلح , فقال النبي (ص واله) لعلي (ع) : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم .... , فقال سهيل بن عمرو ومعه المشركون : نحن لا نعرف الرحمن ! بل اكتب ( بسمك اللهم ) كما كانوا يكتبونه بالجاهلية , فقال النبي (ص واله) : اكتب هذا ما اتفق عليه محمد رسول الله ... , فقال المشركون : اذا كنت رسول الله فانه لظلم كبير ان نقاتلك ونمنعك من الحج , ولكن اكتب : هذا ما اتفق عليه محمد بن عبدالله . "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ".   

 

وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ{31}

(  ونزل لما قالوا له إن كنت نبياً فسيِّر عنا جبال مكة ، واجعل لنا فيها أنهاراً وعيوناً لنغرس ونزرع وابعث لنا آباءنا الموتى يكلموننا أنك نبي ) "تفسير الجلالين للسيوطي " , ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ) , نقلت وزعزعت من اماكنها ومقارها , ( أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ ) , تشققت وتصدعت من خشيته جل وعلا , ( أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ) , فيسمعونه , كل ذلك كان تبيانا لعظمة شأن القرآن الكريم وجلالة قدره , ( بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً ) , الامر عائد له جل وعلا , ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ) , ( يَيْأَسِ ) هنا انطوت على معنيين , الاول بمعنى ( يعلم ) وهي لغة قوم من نخع , والثاني بمعنى ( افلم يتبين ) , ( وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ ) , ( وَلاَ يَزَالُ ) , دلت على الاستمرار ,  ولا يزال اهل مكة يصيبهم بما يصنعون من الشرك والكفر والمعاصي ( قَارِعَةٌ ) داهية تقرعهم بصنوف البلاء في نفوسهم واموالهم , ( أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ ) , او قارعة تحل قريبا من اماكن سكناهم , كالسرايا التي يبعثها ( ص واله) , يفزعون منها , فتتغير احوالهم وتختطف مواشيهم , ( حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) , ان الله تعالى لا يخلف وعدا من وعوده , وكان اقربها آن ذاك ( فتح مكة ) .               


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/31



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح163 سورة الرعد الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net