صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

اذا قالت أسرائيل قال محور الشر !
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حدثان ولّدا الرعب في اسرائيل ، وفي باقي دول محور الشر بقيادة امريكا ، بما فيها السعودية وقطر وتركيا .
 الحدث الاول التغيير الذي جرى في مصرلصالح الشعب المصري واستجابة لأرادته ، باسقاط  حكومة الاخوان بقيادة مرسي الذي نفذه الجيش المصري ، وخوف محور الشر الخادم للصهيونية الدولية ، من حصول تغيير في الموقف المصري لصالح محور المقاومة بسبب هذا التغيير.
 والحدث الاخرالانتصارات التي حققها الجيش الوطني السوري على الارض ، هذا الحدثان المهمان دفعا امريكا ومحورها ، للقيام بضربة عسكرية لمساعدة الارهابيين في سوريا لتقوية موقفهم بعد أن ضعفوا واخذوا بالانهيار، بحيث  يكون من نتائج  هذه الضربة العسكرية أن يتمكن المسلحون الارهابيون من اسقاط  النظام خلال فترة زمنية محددة .
 ونحن أذ نعيش هذه الايام أخبارالاستعدادات الاخيرة للعدوان الامريكي الصهيوني  المزمع تنفيذه على سوريا المقاومة ، بحجة مفبركة مفضوحة ، وهي أدعاء أستخدام السلاح الكيمياوي من قبل النظام ، نرى الجنون الذي أصاب محور الشر ، بما في ذلك الثلاثي المشؤوم ( السعودية وقطر وتركيا ) في الحث على العدوان والتشجيع عليه ، أما السعودية فقد تكفلت بدفع نفقات العدوان الذي يقدر بمليارات الدولارات تدفع للخزينة الامريكية .
أرى من الأسباب الرئيسية للهوس الذي اصاب امريكا واسرائيل ، وذيولهم في المنطقة من الحكام العرب ، الانتصارات التي تحققت على الارض للجيش السوري وعجز الارهابيين من تغيير المعادلة السياسية في سوريا لصالح جبهة الاستسلام والتهادن مع اسرائيل ، بعد ان أثبت دعاة الجهاد المتأسلمين عمليا ، أن لا مشكلة عندهم مع اسرائيل ، فجبهة النصرة مثلا هي على أتصال مباشر باسرائيل ، أذ تقدم لهم الدعم والمساندة ، وهم يخدمونها في أبعاد الخطرعنها من خلال أضعاف ومحاربة جبهة المقاومة ، وهذه هي المهمة الرئيسية للمسلحين التكفيريين المدعومين من محور الشر أبعاد الخطر عن اسرائيل ، وهذا ما نشاهده على الارض في سوريا والعراق ولبنان ومصر وفي بلدان اخرى شهدت التغيير في المنطقة ، وهذا واضح ايضا من خلال موقف الداعمين للحركات الجهادية في سوريا ، فالسعودية او قطر او تركيا معروفة علاقاتهم مع اسرائيل ، وهم اصابع اليد الامريكية الصهيونية في منطقتنا العربية والاسلامية ويلحق بهم حكام اخرون . 
في مصر عندما أستلم الاخوان المسلمون السلطة ، أرادوا أن يصبغوا المجتمع المصري بصبغتهم التكفيرية الاقصائية ، وظهر زيف شعاراتهم عندما أصبحوا على المحك ، فهم لعقود من السنين يخدرون الجماهير بشعاراتهم الاسلامية ، لكن ظهر زيفهم وكذبهم عندما مارسوا السلطة بشكل عملي ، أنهم أعداء المسلمين الاخرين واصدقاء لأسرائيل ، وخطاب مرسي الشهير الذي كان القشة التي قصمت ظهر البعير ، عندما دعى الشعب المصري للقتال في سوريا مع صفوف المسلحين الذين اسماهم ( المجاهدين ) ، ودعى الدول العربية الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا ، في حين لم يحرك ساكنا تجاه السفارة الاسرائيلية في مصر ، بل خاطب رئيس وزراء اسرائيل ووصفه بالصديق العزيز ، أهذا هو الاسلام الذي يدعو اليه الاخوان المسلمون ؟
 التقاطع والتناقض بين النظرية والمنهج هو الذي دفع ملايين الشعب المصري لاسقاط مرسي وحزبه المتصالح مع اسرائيل ، انتصر الجيش المصري لأرادة شعبه وغيّر المعادلة لصالح الارادة الشعبية ، سقط  مرسي وحزبه وفي الواقع هم الذين اسقطوا أنفسهم بشكل عملي من خلال شذوذهم عن المبادئ الاسلامية الانسانية  وابتعادهم عن الارادة الشعبية .
اسرائيل أنزعجت بسبب عجز المسلحين عن أسقاط النظام في سوريا ، فطرحت على امريكا ومحورها ( السعودية وقطر وتركيا ) تساندهم دول أخرى صديقة لاسرائيل مشروع الضربة العسكرية تحت لافتة أستخدام الكيمياوي ، وتريد اسرائيل أنجاز  الضربة قبل ظهور نتائج التحقيق ، واذا قالت اسرائيل قال محور الشر ، فتبنت امريكا وذيولها مشروع الضربة أستجابة للرغبة الاسرائيلية . 
اندفعت السعودية وقطر وتركيا في هذا الاتجاه بكل قوة ، اردوغان اصابته صدمتين الاولى التغيير الذي جرى في مصر واسقاط مرسي ، والصدمة الثانية تراجع المسلحين الارهابيين أمام الجيش السوري ، رغم الدعم الكبير المقدم لهم من المحور المعادي للمقاومة ، اما قطر فقد أنزعجت لهاتين الصدمتين ايضا ، أذ راحت فضائيتها التي تدار من قبل الموساد الاسرائيلي بأموال قطرية ، ترّوج للهجوم العسكري الامريكي ، وتتكلم عن الشرعية في مصر وتنشر الاكاذيب والاخبار المفبركة عن الحدثين اللذين أزعجا أمراء قطر .
 موقف السعودية كان متميزا ، فقد تصرفت بجنون بأتجاه تنفيذ الضربة ضد سوريا وعرضت الرشى بالمليارات لشراء المواقف لصالح الضربة العسكرية ، وبخصوص التغيير في مصر فقد كان موقفها صدى للموقف الامريكي ، أمساك للعصا من الوسط دعم التغييرفي مصر لكسبه لصالح المواقف التي تتبناها السعودية ، ومنها موقفها لدعم العدوان على سوريا ، وقد دفعت السعودية الرشوة السياسية للحكومة المصرية لشراء موقفها مسبقا ، لكن أملها خاب عندما أعلنت مصر رفضها للعدوان على سوريا .
 السعودية تلعب دورا قذرا في المنطقة خدمة لاسرائيل وامريكا ، فهي المسؤولة عن نشر الفكر التكفيري ، واشاعة الارهاب الذي حوّل الصراع مع اسرائيل الى صراع بين المسلمين أنفسهم ، وبذلك تقدم خدمة كبيرة للصهيونية ، كما ان السعودية تتبنى العمليات الارهابية في البلدان الاسلامية بشكل رسمي ، وتصرف من أجل ذلك ملايين الدولارات ، وتستعين الحكومة السعودية بجوقة من وعاظ السلاطين المتحجرين الذين ينشرون فتاوى التكفير الوهابية التي تدعو الى القتل المقدس .
 ما يحدث في العراق من قتل لأبناء الشعب العراقي بالجملة السعودية هي المسؤولة عنه ، أضافة الى قطر وتركيا ، وقد ذكر هذه الحقيقة السفير الامريكي السابق في العراق (هيل) في تصريح له في أحدى الصحف الامريكية ، أذ أكد أن للسعودية دورا كبيرا في دعم الارهاب في العراق ، وأقول ليس في العراق فحسب ، بل في جميع الدول التي تشهد ساحاتها أرهابا تكفيريا ، المسؤول عنه محور الشر في المنطقة ( السعودية وقطر وتركيا ) .
تلعب السعودية وقطر وتركيا دورا كبيرا في الحث والتشجيع على العدوان الذي يأتي أستجابة  للرغبة الاسرائيلية ، وقد أكد هذه الحقيقة وزير الخارجية الفرنسي الاسبق (بولاند ديماس) عندما ذكر في احدى القنوات الفرنسية ، أن أسرائيل طلبت منه ان تقوم فرنسا بالمشاركة بعدوان على سوريا قبل سنتين من هذا الوقت ، لأن سوريا مصنفة عدوة لأسرائيل ، لكنه رفض ذلك ، وهذا يعني أن هذا الطلب الاسرائيلي جاء بعد دخول الارهاب المسلح الى سوريا بأشهر قليلة ، وقال ايضا في المقابلة التلفزيونية ، ان رئيس وزراء اسرائيل قال له أن اسرائيل سوف تتكفل بالدول المجاورة لسوريا ، ومن ترفض المشاركة في العدوان على سوريا ستضربها اسرائيل .
  هذه المعطيات تؤكد أن ضرب سوريا مخطط له مسبقا ، وسببه معلوم لأن سوريا تدعم المقاومة ضد اسرائيل ، هذا هو بيت القصيد ، والحكام العرب ما هم الا خدام مطيعين لتنفيذ الرغبات الاسرائيلية ، وما نسمع اليوم من ضجيج من قبل محور الشر بقيادة امريكا حول سوريا ، ما هو الا صدى للرغبة الاسرائيلية في تدمير سوريا لأنها عدوة لاسرائيل ، وتدعم المقاومة ضدها ، وقد جُنّ جنون دول الشر بسبب أمرين او حدثين مهمين ، الاول التغيير الذي حصل في مصر والخوف من تبدل الموقف المصري بعد ذهاب حكومة الاخوان التي تقع ضمن دائرة نفوذ محور الشر والحدث الاخر المهم جدا ، هو الانتصارات التي حققها الجيش السوري على المسلحين المدعومين من محور الشر ، مما ولد اليأس في نفوس دعاة تدمير سوريا واسقاطها بالقوة على يد هؤلاء المسلحين الارهابيين .
  المعطيات الواقعية الايجابية لصالح المقاومة ، هي التي دفعت باتجاه فبركة عملية الاستعمال الكيمياوي ، اذ يصر محور الشرعلى الصاقها بالنظام السوري ، ويرفض حتى الانتظار لحين  ظهور نتائج التحقيق من قبل الوفد الذي ارسلته الامم المتحدة المكلف بمهمة التحقيق ، كما يريد محور الشر تنفيذ الضربة خارج اطار الشرعية الدولية التي لا تجيز العمل العسكري لأي دولة على دولة اخرى خارج اطار مجلس الامن ، والا يعتبر عدوانا على دولة ذات سيادة .
واخيرا انسحبت بريطانيا من اللعبة بسبب رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في العدوان ، رغم الضجيج الذي أثاره رئيس وزرائها للدفع باتجاه العدوان ، وبقيت امريكا بانتظار موافقة الكونجرس ومعها حكومة فرنسا المتحمسة جدا للعدوان  ومعهما السعودية وقطر وتركيا ودول أخرى واقعة ضمن النفوذ الامريكي الصهيوني .
كل هذا يجري لأن اسرائيل تريد ذلك ، واذا قالت اسرائيل قال محور الشر .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/07



كتابة تعليق لموضوع : اذا قالت أسرائيل قال محور الشر !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net