صفحة الكاتب : واثق الجابري

الهجرة أمل الشباب
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحرية تولد من رحم المعاناة وتاريخ الأمم يسجل بأيادي الشباب , الدين الاسلامي بدأ بأشخاص محدودين من الشباب خاصة علي بن ابي طالب وعمار بن ياسر ,وبأفعالهم وأقولهم خط طريق الأمة , الفقر والجوع والحرمان وجيوش العاطلين وفقدان السكن , تلتهم شريحة واسعة بسبب المطامع السياسية وعدم اعطاء الشباب الفرصة المناسبة , وفقدان الأدارك لطاقة الشعوب الكامنة بالشباب , و وإن تعافي الشعوب بتعافي شبابها . خريجون يبحثون عن وظائف وإن وجدت بغير اختصاص واخرون يبحثون عن عمل في مساطر ( العمالة ) او التكسي , يقضون العمل الليل بالنهار في الجمعة والأعياد والعطل الرسمية , وشباب أخرون يطلبون الهجرة وهي املهم وتساعدهم المنظمات الدولية والمافيات ودول تحاول ان تفرغ العراق من الشباب , بعضهم يتوقع نسبة الخطورة تتجاوز 70% ولكنه لا يتردد , وأخرون في سجون البيوت والمقاهي ومتابعة المواقع الأجتماعية لتردي الواقع الامني , لتأخذ بهم الى ثقافات الإنحراف , وشباب الكليات يقضون العطلة الربيعية بالبحث عن العمل ومواجهة المفخخات . الرعب ينتاب الجميع والقوى السياسية مبتعدة عن الشباب , لضعف التمثيل النيابي وأستخدامهم ورقة أنتخابية وقت الانتخابات , حيث يشكل الشباب العراقي نسبة تتجاو 60% من المجتمع يشارك في الاقتراع ما يقارب منهم 70% اي إن نسبة المقترعين الشباب من الكلي يتجاوز 85% , السؤال هل وجد الشباب في وطنهم الحلم المنشود والمدينة الفاضلة , وهل هذا الحلم يتحقق حينما يجوبون الأبراج العالية والشوارع النظيفة, وتبادل الاحترام بين المجتمع, في بلدان لا يعرفون لغاتها وثقافتهاوأساليب العيش فيها وقوانينها , وفي قرارة إنفسهم إنهم مواطنون من الدرجة الثانية او إن ما يقدموه كمن يلقي خيره في البحر , العراق لايزال بلدهم غير مشجع لأحتضان أبنائه وهذا ما يضطرهم للهجرة , حين ذلك يجدون ان اصحاب الشهادات يحصلون على الدعم والرعاية والتقدير لم يعطيها لهم بلدهم , وفي احد البلدان ما يقارب 100 طبيب من مختلف الاختصاصات بينما يتعاقد العراق مع أطباء التخدير والممرضات من الهند , والأخرون يجبرون لمواجهة شغف العيش وأحتياج عوائلهم هنا في العراق الى العمل في أعمال مهينة متدنية كمسح الاحذية وغسل الصحون والعمل في البارات , بل ربما يعمل فيها من يحملون الشهادات حينما لا يجدون الفرصة , ودول أخرى لا تعطي العراقي الحيز من التعليم وبعضها تبقيه لاجيء . شباب تركوا تاريخهم وحضارتهم وإمكانيات بلدهم , الشباب العراقي شباب فاقد الأمل بالسمتقبل , مشكلتان رئيسيتان تواجهان الشباب العراقي :
1- الهجرة خارج البلاد , وهنا هجرة العقول وطاقات البلد وشبابه ومستقبل أجياله , وفقدانهم للأهتمام بهم كطبقة يبنى عليها مستقبل الأمة وترسم بها خارطة طريق مستقبل الاجيال , الذي يحافظ على مواريثها , ويكتشف حجم التناقض بيبن وطنه وجذوره المتعلقة به , وبين شعوره بالأنتماء الى هذا الوطن , حينما لا يجد نفسه عنصر فاعل فيه ولا يملك عمل او سكن و وفاقد للأمن ويعتقد ان حياته مهددة بالهلاك .
2- اهتمام طيف واسع من الشباب وإنشغالهم وقضاء معظم اوقاتهم للجلوس في المقاهي ومتابعة المواقع الالكترونية , ولكن هذا الوقت لا يستثمر بالشكل الايجابي , حيث في المقاهي يتعلم العادات السيئة والاخلاق المتدنية , وأنتشار الجحريمة وتعاطي المخدرات , بينما لا يذهب الى المواقع التعليمية وتتلاقفهم مواقع اللهو والأفكار المسمومة .
علاج مشكلة الشباب لا يمكن ان تكون بمشكلة اكبر وهي إهمال هذه الشريحة الواسعة والفاعلة من المجتمع , والحركات الشبابية حركات متجددة اصلاحية تساعد بناء المجتعات , والاستفادة من طاقات الشباب وكفاءاتم يعيد لهم الشعور بالإنتماء الى تاريخ وحضارة وملاحم وطن , وبذلك يكون للشباب دور هام في النهوض ومحاربة الأرهاب والفساد وًأفات المجتمع الخطيرة , التي بدات تلتهم الشباب اولاً , والدولة مسؤولة عن احتضان شبابها وتبني قدراتهم , وحنين الشباب مهما تباعدت المسافات يأن على الوطن الجريح ويتمنى ان يعيش في احضانه ويشعر بالكرامة فيه

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/21



كتابة تعليق لموضوع : الهجرة أمل الشباب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net