صفحة الكاتب : محمد السمناوي

آداب الزيارة
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

قبل البدأ في آداب الزيارة علينا ان نعي ان الزيارة تقع على أقسام تارة تكون الزيارة تجارية وهي ان يسافر المرئ من بلد الى آخر من اجل التجارة وكسب المال ، وأخرى تكون زيارة سياسية وعلاقة مع دول الجوار والمنطقة من اجل مصالح مشتركة ، واحيانا تكون الزيارة والسفر هي السياحة والاطلاع على معالم البلد الذي يزوره ، الزيارة التي نتكلم عنها تختلف عن هذه الأقسام ولا علاقة 
لها بالزيارة لمرقد الامام الحسين عليه السلام حيث انها من الزيارات العقدية ومعنى الزيارة العقائدية هي حضور الزائر عند المزور عليه السلام، وقد ورد في العديد من الروايات ان للزائر منزلة عظيمة عند الله تعالى من قبيل ان الله تعالى ينظر الى زوار قبر الأمام الحسين عليه السلام قبل ان ينظر الى حجاج بيت الحرام ، وان الله تعالى يتجلى لزوار قبر الحسين عليه السلام بتجلي العطف والرحمة والمغفرة لا العظمة والجبروت كما في قصة موسى عليه السلام حينما سقط صعقا كما في قوله تعالى :  وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ . الأعراف 143.
وقد ورد أيضاً ان من أراد ان يصافح الانبياء من ادم الى الخاتم عليهم السلام فعليه بشد الرحال لزيارة ضريح سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء الحماسة والعرفان .
نحن الان مقبلون على هذه الزيارة المباركة علينا ان نتعامل معها بوعي وفهم وعمق حتى على صعيد الألفاظ والمعاني لان روح الزيارة بصورة عامة في معانيها وليس في ألفاظها.
وان الحضور في مدينة كربلاء يتطلب منا ان نبتعد عن جميع المحذورات بل والمحرمات وهذا مانشاهده مع شديد الأسف في مثل هذه المناسبة والمفروض ان يتفرغ الى الدعاء والتضرح والخشوع لا الى نشر التميع وسماع الغناء الذي يزينه الشيطان انه هو حلال سماع هذه الأغاني المطعمة بكلمات فيها  ذكر اهل البيت عليه السلام.
ومن كان على هذه الشاكلة وكان ناويا يحيى هذه المناسبة بهذه الطريقة المحرمة من الحضور والاختلاط المحرم وترويج السماع الى هذه المقاطع الصوتية الغنائية فان مثل هذا السفر يصدق عليه سفر معصية وعليه يجب الإتيان بالصلاة تماماً وليس قصرا لانه سفر معصية . 
  بل عليه ان يعمل بهذه الليلة بماورد في أحاديث اهل البيت عليهم السلام من قبيل الغسل  قبل الخروج لسفر الزيارة.
وأن يتجنب في الطريق التكلم باللغو والخصام والجدال.
و أن يغتسل لزيارة الأئمة (عليهم السلام) وأن يدعو بالمأثورة من دعواته،وان يكون طاهرا من الحدث الأكبر والأصغر،ومرتديا ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء ويترك الألبسة التي فيها صور الفنانين والمطربين والرياضيين سيما لاعبين كرة القدم ،وأن يقصِّر خطاه إذا خرج إلى الروضة المقدسة وأن يسير وعليه السكينة والوقار وأن يكون خاضعاً خاشعاً وأن يطأطئ رأسه فلا يلتفت إلى الأعلى ولا إلى جوانبه،وأن يشغل لسانه وهو يمضي إلى الحرم المطهر بالتكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد ويعطر فاه بالصلاة على محمد وآله (عليهم السلام).
و أن يقف على باب الحرم الشريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرقة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنور وجلاله، وأنه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه كما يشهد على ذلك كله عندما يقرأ الاستئذان، والتدبر في لطفهم وحبهم لشيعتهم وزائريهم والتأمل في فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لايحصى من تعاليمهم وفيما صدر عنه نفسه من الأذى لهم أو لخاصتهم وأحبابهم وهو في المال أذى راجع إليهم (عليهم السلام) فلو التفت إلى نفسه التفات تفكير وتدقيق لتوقفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه وهذا هو لبُّ آداب الزيارة كلها، وينبغي لنا هنا أن نورد أبيات السخاوي والحديث الذي رواه العلامة المجلسي (رض) في البحار نقلا عن كتاب (عيون المعجزات).
أما أبيات السخاوي وهي ما ينبغي أن يتمثل به في تلك الحالة فهي:
قالُوا غَداً نَأْتِي دِيارَ الحِمى وَيَنْزِلُ الرَّكْبُ بِمَغْناهُمُ:::فكُلُّ مَنْ كانَ مُطيعاً لَهُم‌ أَصْبَحَ مَسْرُوراً بِلُقْياهُمُ:::قُلْتُ فَلِي ذَنْبٌ فَما حِيلَتِي بِأَيّ وَجْهٍ أَتَلَقَّاهُمُ:::قالُوا أَلَيْسَ العَفْوُ مِنْ شَأْنِهِم لاسِيَّما عَمَّنْ تَرَجَّاهُمُ:::فَجِئْتُهُمْ أَسْعى إِلى بابِهِم.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/13



كتابة تعليق لموضوع : آداب الزيارة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net