صفحة الكاتب : واثق الجابري

دروس يوم الشهيد
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما زال مشروع الدولة يصارع لحظات الولادة المؤلمة العسيرة , والبعض لا يملك الأنتماء لمشروع العراق الجديد, ، الدولة أطار قانوني للوطن وهناك من لم يستوعب مفهوم الوطن لحد الأن والأقسى هنالك من لا يؤمن بمفهومه ؟! 
تكمن مأساتنا حين يطالبون بدولة فيما لم يتفقوا بعد على مفهوم الوطن وما لهم وعليهم من حقوق وواجبات, وتوحيد الفهم للوطن يتوحد الفهم للدولة وكيفية بناء مؤسساتها , العراق لا يفسر مفهومه كل على مزاجه السياسي ومصالحه الخاصة ليضيع وسط هذا التناقض في التحليلات والتفسيرات , الأوطان لا تبنى بقوة الاّ من قوة شعوبها و أفكار قادتها وكم من دولة كبيرة بمواردها ضعيفة بخدمة شعبها , فكيف لنا ان نكمل بناء الدولة و لم نكمل بناء الوطن ؟ 
شهيد المحراب مشروع دولة وثورة ونهضة أفنى عمره لتحقيقها , حمل سيف الدفاع عن الشعب ووحدته دفع الغالي والنفيس من أجل الحرية وسيادة القانون ليحكم الشعب بنفسه , أستشهد الحكيم من حيث بدأ ووصل الى حيث يريد , لرسم خارطة دستور المساواة والعدالة الأجتماعية , سنوات من الجهاد والأغتراب للأطاحة بالدكتاتورية والأستبداد والتفرد والفساد والطائفية , شهيد المحراب وعزيز العراق نهضا بأرادة صلبة لأهداف سامية للمصالح العليا على الذاتية , لا يختلف إثنان في ال الحكيم وتاريخهم بل اختلفوا في تطبيق فكرهم , الحكيم تفجر جسداً وفجر طاقات وفكراً ومنهجاً لبناء المشتركات الوطنية وجمع الفرقاء , وفي كل عام حينما نعيش ذكراه يجتمع كل السياسين في العراق دون خلاف على مبادئه وفي بيته ويشعرون انهم امام رجل يقودهم لوطنهم , فتغادر خطبهم الكلمات المتشائمة ويشعرون ان الأمل ولا يملكون الأرادة للحلول , يكشفون التقصير بعيد عن الأختلاف ونقاط الضعف, فكر واسع ورؤية لقائد عملاق بنقاء في الأخلاص , ليكون فعلاً وقولاً دستور لهم .
بعد عشرة سنوات من استشهاد السيد الحكيم لازال الأرهاب يعصف بالعراقيين و الأصوات تدافع عن الجلادين ورايات الشر ترفع , لا زال الفقراء والأيتام والمحرومين لا أحد يدافع عنه وينصفهم , إنتشر الفساد وإتسعت أفواه الحيتان , بعد كل هذه التضحيات وقوافل الشهداء لا زال مشروع الحكيم يتقلب بين ساسة المصالح والمنافع وتسلب حقوق المواطن في صنع القرار , وطبقات سياسية تناست الماضي وأنكرت الجميل وتنظر بالاستعلاء والطبقية للمواطن , كسرت الشراكة الوطنية وتاريخ مشترك من الجهاد والمقابر الجماعية , رسالة لم يستوعبها الساسة من التاريخ ومن جلوسهم وكلماتهم في بيت الحكيم , حفل تأبيني يسر الجميع لظاهره وهو المكان الوحيد الذي يجمع الفرقاء وكل المكونات بمختلف أفكارها وتقاربها وأختلافها , ومثلما إنتقيت أجمل الكلمات وهو يقفون ويستذكرون قائد كبير , العراق ليس بحاجة لكلمات فقط وإنما تطبيق ذلك المشروع الذي قاتل لأجله شهيد المحراب وعزيز العراق , ان يدركوا بيت الحكيم هو ملتقى لجمع الفرقاء ومن هنا تبدأ الحلول و الحوار الوطني , من بيت الحكيم تنبذ الطائفية و الكراهية والفتنة والحناجر المسعورة والأعلام السوداء وثقافة التكفير والتفرد وتقسيم الوطن والأعلام المزيف , مدرسة كبيرة مفتوحة الأبواب تركها شهيد المحراب ووضع كل اسسها بدمه وتضحيات عائلته والشهداء معه , للوحدة الوطنية والسياسة الوسطية والأعتدال, ذكرى التأبين تدعونا للقول للسياسين ليجمعكم الحوار ومصلحة شعبكم ووطنكم بعيد عن المصالح الفئوية والأبتعاد عن الخنادق المتقاتلة وأعطاء الحقوق بالانصاف وإيقاف نزف الدماء بالأجتماع للحوار على منهج وطاولة الحكيم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/14



كتابة تعليق لموضوع : دروس يوم الشهيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net