صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

إجراءات وزارة الثقافة غارقة بالتنكر لبعض الصحفيين الفقراء
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن نبأ المنحة السنوية المخصصة للصحفيين والإعلاميين والأدباء والفنانين وغيرهم إن أفرحت قطاعا منهم لعوزه وتعاسته وحرمانه وعيشته القاسية , فإنها في الوقت نفسه أدمت القلوب الجريحة والنفوس المكلومة والعوائل الفقيرة , حيث تنكرت وزارة الثقافة لمجموعة من الصحفيين الفقراء الذين وهبوا حياتهم من اجل الوطن الكبير وعملوا في اخطر منطقة غير مبالين بالموت والقتل والخطف ودوي الانفجارات . نعم كانوا وما زالوا  يعملون في بغداد والمحافظات وفي جميع الميادين والساحات وغيرهم متربع ومتنعم في حصنه المنيع أو يتبطر في عواصم الدول الأوربية والعربية . ومن مهازل الزمن والقدر أن نجد أسماء المتنعمين والمتربعين والمتبطرين والفايخين شملتهم منحة وزارة الثقافة وظهرت أسمائهم , وأسماء بعض البؤساء والفقراء من الصحفيين العراقيين قد حذفتها وزارة الثقافة وتركتهم وعوائلهم يفترسهم الألم والقهر والجوع والحرمان والفقر , في حين أن الآخرين يرفدون بالغنائم ويتنعمون بالنعم والرواتب الضخمة ويتبطرون على زمانهم وغارقون في الأحلام والأماني والامتيازات والمكاسب التي ليس لها حدود وبالرغم من كل ما تقدم شملتهم المنحة السنوية ( مليون دينار ) ..! فهل من العدل والإنصاف يا وزارة ثقافتنا الرشيدة هذا التجاهل المقيت لقوافل الصحفيين الفقراء ..؟ فما هي المقاصد المريبة وراء حذف الأسماء التي رفعتها نقابة الصحفيين العراقيين إليكم مؤخرا..؟ وما هي أسباب حذفها ..؟ وأسماء من حلت محلهم ..؟  وما هذا التنكر إلى العوائل الفقيرة التي حرمتموها من المنحة الموعودة ..؟  ولماذا تجاهلت وضيعت وبددت وزارة الثقافة هذا الحق المشروع لبعض العاملين في  السلطة الرابعة التي تمتاز بحضور متميز في كل العالم , والتي تعتبر صاحبة الجلالة في البلدان المتطورة والواعية , والتي لا تغمط الحقوق المشروعة , ولا تتجاهل المطالب الملحة .
 فمن يصدق وفي العالم كله أن وزارة قد منحت ثقة وتأييد الصحافة والإعلام  تقف موقفا مشينا لهذه الشريحة المضحية التي قدمت الكثير الأكثر من المعاناة والتضحيات الجمة والضخمة , فأية نقابة صحفيين في العالم كله وعلى امتداد التاريخ قدمت قوافل من الشهداء المتألقين الرائعين المنتجين الذين تركوا بصمات خالدة على صفحات التاريخ لن تنسى , وأي تضحية في الكون كله توازي تضحية الصحفيين العراقيين الذين قدموا أكثر من 350 شهيدا خالدا وعشرات الصحفيين الذين أصابهم العوق والعاهات الجسمية . فيامن بأيدكم زمام الأمور – وزارة الثقافة - لماذا لا تقيمون الذي يستحق أعلى التقييم وأسمى الثناء . أن الصحفيين العراقيين قد قدموا للعراق الكثير من الانجازات والعطاءات والدعم المتواصل والنشاط الإعلامي المعاضد للعملية السياسية , وفتحوا قارات من الطروحات النافعة , وطرحوا أفكارا وأراء عملاقة ومفيدة وبدون ثمن وبدون أدنى مقابل , وان عوائلهم الفقيرة لن تمتلك ما يستحق الذكر , ولن يكافأوا مجتمعين بعشر من معشار ما كوفئ به واحد منكم أيها المتربعون على كراسي وزارة الثقافة , فماذا قدمتم من حصاد يذكر..؟ وماذا خلقتم من انجاز لهذا الشعب الذي منحكم ثقته وتأييده غير حفنة من الوعود والعهود التي لن تجد أي صدى لها بين أبناء الشعب الذي ابتلي بكم وجربكم فوجد بعضكم أصفارا على الشمال !! الكل يتساءل لماذا حجمتم عن إنصاف مجموعة من الصحفيين الفقراء  ..؟ وما مدعاة هذا التنكر والجحود لهذه الشريحة المقاتلة بالكلمة والقلم ..؟ ما سبب هذا العداء والجفاء لهذه الكوكبة المتألقة في عراق ضاعت به الكفاءات والنزاهة والتقييم الصحيح ..؟ ماذا دهاكم ..؟ وماذا أصابكم ..؟ فهل حذف بعض الأسماء أو استبدالها ينطوي على تقيم وتثمين لدور الصحفيين يا وزارة ثقافتنا  ..؟ وهل هذا الإجراء ينم عن التزام بتنفيذ حقوق الإعلاميين الذين بدمائهم بقي ويبقى العراق شامخا عاليا محصنا ..؟ وهل تعلم وزارة الثقافة أن الصحفيين العراقيين الشرفاء والفقراء هم رصيد الأمة المدخر , وإنهم فرسان المنازلات والبطولات , وأئمة الخلود والتخليد , فهل أن إجراءكم بحذف أسماء بعضهم من منحة المليون دينار يمكن السكوت عليه ..؟ . ولماذا وضعتم نقابة الصحفيين العراقيين ونقيبها المثابر اللامي في موقف لا يحسد عليه ..؟  إن من ينسى الصحفي العراقي الشريف والفقير أو يتناساه ولا ينهال عليه باليمني والرعاية والعطاء فانه لا يمت للوطن بصلة , ولا يلتزم بأدنى الواجبات التي ينهض بها اتجاه العاملين المخلدين وعوائلهم التي تعاني شغف العيش وتعاسة الحياة , وليسمع من له إذنان سامعتان لا يوجد تنكر وإنكار أسوء من التنكر للصحفيين العاملين داخل العراق ولعوائلهم التي تعيش بتعاسة وتجاهل من بيده مقاليد الأمور .. فيا من بيدهم الأمر – وزارة الثقافة -  إذا لم تكونوا مسؤولين عن الصحفيين والإعلاميين فعلى من تحرصون .؟ وعلى من تثنون وتطرون..؟ ومن اجل من تجاهدون وتعملون ..؟ فيا وزارة الثقافة .. من أولى وأحق بالرعاية والعناية والاحتضان غير عوائل الصحفيين والإعلاميين والفنانين والكتاب والأدباء الذين حالاتهم وظروفهم تستدر كل الحب والعطف والتعاطف والتفاني من اجل خلق حياة حرة كريمة لهم وضمان لمستقبلهم المجهول في هذا الطوفان من الإهمال والنسيان .
إن من أسعدته فرحة المنحة فلا ينسى حقوق زملائه الشرفاء والفقراء , فإذا كنا نحب أنفسنا وعوائلنا فالواجب الوطني والديني والإنساني يفرض علينا أن نحب عوائل زملاءنا الشرفاء أكثر وأكثر وان نكون لهم مظلة ووقاية من كل ضيق وقهر وفقر وضياع .. إنني ألح وبصوت جهير أن تشمل المنحة الصحفيين الفقراء والعاملين داخل الوطن أولاً , لأنهم بلا شك صحفيون شرفاء يقاومون إعصار المطبلين والمزورين والمشعوذين والمتاجرين والوصوليين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , وان الصحفيين المرتزقة والمشعوذين والمتاجرين  في الدرجة المتدنية والأدنى من الصحفيين والإعلاميين العاملين في قلب العاصمة الملتهبة بغداد , لأنهم  الأقرب للموت والانفجارات والتصفيات وقد يخسروا حياتهم في أية لحظة من اجل أن  يهبوا للآخرين الحياة , فهل يكون جزاء الصحفي الفقير الشريف القريب من خط النار هو الإجراءات الغارقة في التنكر والإنكار لتضحياته ولمواقفه العملاقة المخلدة ..؟ وللأسف فإننا نجد ضمن قوائم الذين شملتهم المنحة أسماء مرتزقة الصحافة  والذين نزلوا بقيمة المهنة إلى الحضيض وغضت وزارة الثقافة بصرها عن أسمائهم ومواقفهم المعادية , وكانت مفتوحة العيون على أسماء الفقراء والشرفاء من الصحفيين فحذفتها . فالواجب يحتم وعلى الجميع أن يطالبوا بحقوق زملائهم الذين حذفت أسمائهم وزارة الثقافة من المنحة السنوية  وان نسعى بأصواتنا وأقلامنا من اجل انتشالهم مما يعانون ويكابدون وهذه مهمة كل صحفي قبل غيره من المواطنين , لأنهم زملاء المهنة وأصحاب الدرب الطويل .. ثقتي كبيرة في انتصار الخير على الشر ولو طال الزمن .
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/14



كتابة تعليق لموضوع : إجراءات وزارة الثقافة غارقة بالتنكر لبعض الصحفيين الفقراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net