صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

الجيش العراقي .. هل يقف مكتوفا ازاء تحرشات البيشمرگة ؟
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تقول الأمثال من شب على شيء شاب عليه وكاكة مسعود- وهذه حقيقة وليست ادعاء - شب في ظروف كانت الحركة الكردية في أحضان دول إقليمية وأجنبية وفي مقدمتها الدولة الصهيونية وربما كانت هذه  الظروف الصعبة مبررة لهذا التعاطي غير الوطني .
وعندما نتأمل اليوم الشاب مسعود برزاني الذي أصبح رئيسا للإقليم ومسؤولا عن حياة ملايين الأكراد بل عن مستقبل 30 مليون عراقي تتعرض حياتهم ومستقبل بلادهم نتيجة لأي تطرف طائش يصدر من الحكومة المركزية أو الإقليم .
  وتجمع كل الآراء المتابعة لمشهد الصراع ما بين الحكومة وكاكة مسعود وبحيادية تامة وبأحكام الدستور العراقي نفسه يعتقدون بان مسعود وبلهجته المتعالية وتصريحاته الاستفزازية وإجراءاته الأمنية والعسكرية  والإعلامية تؤكد وبما لا يقبل الشك إن الرجل يشتري الحرب ويتاجر بها ، وهذا الأمر ليس رغبة شخصية معبرة عن عقد داخلية شب عليها وإنما تنفيذا لأجندات واستراتيجيات معلومة وتمويلات معروفة لتنفيذ طبخة قطرية سعودية إماراتية تركية إسرائيلية وحتى أمريكية لتدمير العراق وتحويله إلى دويلات وكانتونات تتقاتل فيما بينها على أمل إن يتحقق حلم مسعود بإقامة إمبراطورية مها باد البرزانية الصهيونية المتحدة .
  كاكة مسعود الذي استولى على تجهيزات ثلاثة فيالق عسكرية من الجيش العراقي السابق وهي الفيلق الأول والثاني والخامس وبضمنها أسلحة كيماوية وتجهيزات ومعدات سرقت من المحافظات ومن العاصمة بغداد ذاتها جعلته يشعر بان توفر هذه الأسلحة وصفقات سرية أخرى ستخلق من ( البيش مركة ) قوى عظمى لإسقاط حكومة المالكي ولهذا نراه يستعرض في كركوك والدوز تشكيلات (البيش كيلو) وهو يعلم بان الجيش العراقي برغم فترة إعادة تكوينه قادر على إن يجعل هذه (البيش) في خبر كان بمجرد تحركات بسيطة في هذه القوات النظامية التي ستجد بان ملايين العراقيين وبمن فيهم الأكراد يطاردون فلول مسعود والذي يهيئ له زميله المجرم الهارب طارق الهاشمي ملاذا مجاورا له وحين ذاك لا تنفعه السعودية وقطر وربيبهم الصهيوني .لقد كانت أمام مسعود فرصة تاريخية لان يكون بطلا عراقيا في الاعمار والسلام والمساهمة في صناعة دولة عراقية قوية ومرفهة تكون فيها قوات (البيش مركة) شريكا حقيقيا للجيش العراقي للدفاع عن حدوده خاصة ضد الأطماع التركية وسياساتها التوسعية والتي أصبح بارزاني يباركها بدون حياء أو خجل ، وصدق من قال بان هذا الأسد المكشر عن أنيابه على أبناء جلدته من العراقيين هو اضعف من الأرانب أمام القوات التركية الاوردكانية وهي تدمر القرى الكردية وتحرق ممتلكاتهم وتشردهم من قراهم ، وهو في الحقيقة اجبن من ذلك إذا ما أراد الجيش العراقي الذي مازال حتى الآن يضبط النفس ويكظم الغيض .
فمجرد إن تحركت بعض آليات الجيش العراقي من قيادة عمليات دجلة البطلة باتجاه حمرين خرج المدعو جبار ياور بما يسمى الأمين العام لوزارة  (البيش مركة) وهو يطلب النجدة من الأصدقاء الأمريكان وأبناء العمومة في إسرائيل، وما ندري ما الذي كان سيفعله لو ان الجيش أراد إن يصل إلى مصيف صلاح الدين ( عوجة البرزاني ) ويقتحم تلك القلاع التي شيدت على حساب جياع ومحرومي كردستان حينها سوف لن يجد مسعود من يستنجده على ذات الطريقة التي فعلها واستنجد عام 1996 بصدام حسين في حربه المعلنة على جلال طالباني وعلى إخوته الأكراد. لكن الحمقى فقط هم الذين لا يأخذون العبر من دروس التاريخ ولا يدركون بان هذه العنجهية هي انتحار ومحاولة لإحياء المقابر الجماعية والماسي الكارثية التي تسبب بها بارزاني الأول والنظام السابق .
firashamdani@yahoo.com
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/29



كتابة تعليق لموضوع : الجيش العراقي .. هل يقف مكتوفا ازاء تحرشات البيشمرگة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net