صفحة الكاتب : محمد المبارك

عاشوراء الحسين (ع) قراءة متعددة
محمد المبارك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نهض الإمام الحسين عليه السلام وثار لهدف عظيم وسامي إلا وهو إعلاء الحق وكلمته التي هي كلمة الله تعالى وتخليد الإسلام ليبقى راسخا في هذه الأرض وعلى مر العصور ولهذا الهدف العظيم ولمكانته العظيمة استحق الإمام الحسين عليه السلام أن يكون عظيما وخالدا في الأزمان وعلى الألسن.

يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا)(1).

وقال الإمام الشافعي :-

ذبيح بلا جرم كأن قميصه....... صبيغ بماء الأرجوان خضيب (2).

وقال الشاعر الكبير  أحمد شوقي :- 

في مهرجان الحق ويوم الدم....... مهج من الشهداء لم تتكلم

يبدو على هاتور نور دمائها....... كدم الحسين على هلال محرم(3)

وقال الرئيس الراحل ( حافظ الأسد)( تمر العصور والدهور والإمام الحسين خالدا في ذاكرة الأحرار الذين ينشدون الحرية لشعوبهم)(4).

نعم ، فكثيرا أستقرؤا حريتهم وثورتهم من فكر الإمام الحسين عليه السلام وثورته ، فكيف نقرأ عاشوراء من جوانبها المتعددة؟

فمثلا أذا أردنا أن نقرأها على أنها قضية تاريخية وقد وقعت في زمان معين ولأشخاص معينين ، فهل أقرأها على أنها حدثت بين من يمثل الحق والباطل ، فإذا كانت كذلك فكيف نقول بإن كل منهما مأجور ونترضى عن الطرفين ؟ أليس في ذلك تناقض إلا يحدث ذلك شك وريبة في النفس ؟ ومتى كان من يمثل الباطل مأجورا؟.

وفي الحقيقة أنه لا يمكن أن أجمع في قلبي العدو والصديق ، أن فلسفة الترضي عن المؤمن وغيره والمحق وخلافه لهي فلسفة غير الصادقين.

ثم هل نقرأ عاشوراء على أنها مأساة تستنهض فينا الدمعة والعبرة وتستثير عواطفنا أو أقرأها أنها عِبرة ورسالة تستنهض فينا الجهاد والمطالبة بالحق وإثبات الحقيقة.

نقول أن نهضة الامام الحسين عليه السلام هي رسالة العبرة والعِبرة هي للبكاء على الإمام الحسين ( فمن بكى وأبكى واحدا فله الجنة ، ومن تباكى فله الجنة)(5) والعبرة لاستلهام دروس الكفاح والجهاد في سبيل الله ( أني ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت أريد الإصلاح في أمة جدي)(6).

وهل أستطيع قراءة عاشوراء على أنها صراع بين فئتين على أهداف مختلفة ، فئة همها الكرسي والسلطة وفئة أخرى همها الاصلاح في الامة والنهوض بها إلى بر الأمان في الدنيا والآخرة.

والواقع أن واقعة الطف هي ملحمة تمثل ذلك كله ، تمثل كل قيم ومبادئ الخير تمثل التضحية وتمثل الفداء في سبيل الله.

وواقعة كربلاء هي بكل الابعاد ملحمة دينية وإنسانية عظيمة فالإمام الحسين عليه السلام فيها هو ذلك الإنسان الذي ينشد التكامل الدنيوي والآخروي للمؤمن الذي ضحى من أجله للعيش بكرامة وعزة الاسلام المحمدي الأصيل ، وبهذه التضحية رسم الإمام الحسين عليه السلام الطريق واضحا جليا وبعد تضحيته عليه السلام استرد الإسلام عافيته( إن صح التعبير) ليعود الإسلام عزيزا ومن أجل هذا كانت مقولة ( الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء).

ومن أجل هذا أيضا تربع الإمام الحسين عليه السلام في قلوب المؤمنين لأنه سبب آخر بعد جده صلى الله عليه وآله وسلم لإنقاذهم من الضلالة وهو سبب استمرار سعادتهم بما أعطاهم من دروس وأنار لهم الطريق المستقيم الذي لن يستطيع أحد إطفائه (( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون))(7).

 

1-    النيسابوري، الامام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم – المستدرك على الصحيحين –  دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا- ج 3 ص 195- دار الكتب العلمية – بيروت.

2-   دخيل ، علي محمد علي – أروع ما قيل في الامام الحسين عليه السلام- ص 57- ط،1، 1424هـ - دار المرتضى- بيروت.

3-   زميزم، سعيد رشيد – الإمام الحسين عليه السلام شاغل الدنيا- ص16 – ط،1، 1431هـ ، مؤسسة البلاغ- بيروت.

4-    نفس المصدر ص 64.

5-    المجلسي ، العلامة المولى الشيخ محمد باقر- بحار الأنوار- ج44 ص 288 – ط ، 3، 1403هـ - مؤسسة الوفاء- بيروت.

6-    حيدر، العلامة الشيخ أسد- مع الحسين في نهضته – ص 68- ط، 3، 1399هـ - دار التعارف للمطبوعات – بيروت.

7-   سورة التوبة\ آية : 32

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد المبارك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/22



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء الحسين (ع) قراءة متعددة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net