صفحة الكاتب : القاضي منير حداد

العالم اجمل من دون طغاة
القاضي منير حداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اشرق صباح نزول المُحرِمين من جبل عرفات، على عالم بلا صدام حسين، فادرك سكان المعمورة قاطبة، ان الكون ارهف جمالا وارق حاشية من دون طغاة.
كان الاول في سلسلة الطغاة العرب، الذين تهاووا، حلقات تلاحقت وما زال السربس يطوي... الصحيفة حتى الختام.
اعدم صدام حسين صباح عيد الاضحى، اعدمته، ولست نادما.. شرف انقاذ البشرية، من الديكتاتوريات المعاصرة، ابتدأ بصدام، وهو شرف مَنّ الله به على شخصي المتواضع.
يعترض البعض على تنفيذ الاعدام صباح العيد، ناسين ان كل لحظة تمر، تداهم التجربة السياسية الجديدة في العراق؛ فوجوده يشكل املا للبعثية، بالعودة الى قمع الناس.. وإضطهادهم، اقتداءً بما حصل في 17 تموز 1968 يوم استعادوا السلطة بعد خمس سنوات من فقدانها في العام 1963.
هذا الامل ظل يراود البعثية والقاعدة، طيلة وجود صدام.. حيا في السجن، ما جعلهم يتمادون في الجور على الشعب واقلاق الحكومة، وهو الاسلوب الوحيد الذي يجيدونه في الوصول الى مبتغياتهم؛ اذ كانوا سيواصلون الحاق الاذى بالشعب العراقي.. تفجيرات ارهابية متنوعة الاساليب، حتى يعيدون عجيزة صاحبهم الى خشب الكرسي ويعيدون صولجان الرعب الى كفه الراعدة شرا مستطيرا، وما كانت جهود الامان لتفلح، لو لم يقطع البعثيون.. وتبعا لهم تنظيم (القاعدة) المكفول تمويله من صدام حسين.. الامل من عودته للحكم.
علا مَ يعترضون؟ هل ثمة ذرة خير مرتجاة من صدام كي يمنحوه تجربة مضافة.. (اوفر كيم) او (كيم اوفر) كما يسميها الاولاد!؟
فليستحِ المعترضون من زهرة شباب الشهداء الذين سفح دماءهم داخل المعتقلات وعلى جبهات حروبه الهوجاء، فليستحوا من شعب الكويت الشقيق، الذي غزاه في ليلة لا صباح لها، وليستحوا من جوع الحصار وفقره الذي ارمض حلمة ثدي الام في فم الجنين؛ فجف ومات في المهد..
هل يستحق الذي ضيع شعبا واضاع ثروات على نزواته، ان نرحمه وهو لم يرحم احدا؟ يكفي ان اعدامه تم دستوريا، في حين حكم خمسا وثلاثين سنة بمزاجه من دون دستور (تحشيشاته) كانت هي القانون، وكلما طابت له فكرة، نفذها بسحق الابرياء.
اذا لم يكفِ كيمياوي حلبجة وقمع الانتفاضة وابادة اهل الدجيل وسواها من (فاينات) لاعدامه صبيحة العيد، فان ما كانوا يدبرونه من خطط مدروسة لتهريبه من السجن كمثل ايهم السامرائي وزير الكهرباء الاسبق وآخرين،تلزمنا الاسراع باعدامه، فلو فر من السجن، سيظل العراق عالقا بين استمرار التحرر وبين خطر الطاغية العائد...
تخيلوا كم انسانا ستخور قواهم ظنا منهم بان تجربة الانتفاضة الشعبانية ستتكرر حين ظنوه سقط وتصرفوا على هذا الاساس لكنه عاد ونكل بهم تنكيلا لم تشهد مآسي التاريخ نظيرا لبشاعته. هل سينام عراقي مطمئنا لو ان صدام افلت من السجن؟ وهل سيوالون الوطن وهم يترقبون لصدام عودة؟
اعدام صدام حسم الامرين.. بالضد والـ (مع) فموالوه قطعوا الامل واستكانوا الى الخنوع؛ خضوعا ملزما بالامر الواقع، ومبغضوه وعامة الشعب تأكدوا من ان لا عودة لصدام ونظامه، وكم كانت ستتأكد قدرته على العودة لو فلت من السجن؟ اقترابا من استعادة السلطة.
اعدامه حسم الاحتمالات وتوجه الجميع للحوار في كيفية طي صفحة المرحلة.. وكفى بالله شهيدا على انني لم اعدمه لما اذاقنيه من ضيم باعتقالي واعدام اخوتي واعمامي، انما اعدمته بالقانون الذي اجاز القصاص الرباني بمن آذى كامل الوان طيف شعبه وشعوب الجوار.
فلا عيد اشرق ضوءاً من عالم بلا طغاة ايها المعترضون على عيد الشهداء وضحايا الحروب والحصار، باعدام الطاغية المقبور صدام حسين.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


القاضي منير حداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/25



كتابة تعليق لموضوع : العالم اجمل من دون طغاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سيد عدنان آل أحمد الحسني ، في 2012/10/26 .

لله درك أستاذنا الفاضل منير حداد , جزاك الله عن الاسلام والمسلمين والمظلومين خير الجزاء , نعم لقد كان لك هذا الشرف الرفيع , لقد كان عيد الاضحى ذاك أحلى عيد في حياتي وفي حياة الناس الطبيعين لا ذاك الصنف من أذيال الطغاة في الشعوب العربية , وخير دليل على ما أدعي من تباكي العرب الشعاراتيين أنظروا ما يكتبون بذكرى نفوق طاغيتهم اللعين .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net