صفحة الكاتب : مجاهد منعثر منشد

منظومة الاخلاق مقترح في انتخاب المدراء .
مجاهد منعثر منشد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال تعالى وإنك لعلىخلق عظيم .1.  
 
وقال رسوله الكريم محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) :ـ إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق.  
 
 ومن الاشعار المنسوبه  الى  الامام علي (عليه السلام )  
 
إنَّ الَمكَارمَ أخْلاقٌ مُطَهَرَةٌ
          فآلدِّيْنُ أَوَّلُـها وَالعَقْلُ ثَانِيْهَا 
وَالعِلمُ ثالِثُهَا والحِلمُ رَابعُهَا
       والجُودُ خامِسُها والفَضلُ سادِيها 
وَالبرُ سَابعُا واَلصَبْرُ ثامنُهَا 
         والشُكْرُ تاسِــعُهَا واللينُ باقيها . 
 
وقال أحد الحكماء: الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت. 
 
وأفضل قَسْم الله للمرء عقله.... فليس من الخيرات شيء يقاربه. 
 
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله... فقد كملت أخلاقه ومآربه. 
 
يعيش الفتى في الناس بالعقل انّه.. على العقل يجري علمه وتجاربه 2. 
 
الخلق هو (الخليقة)الطبيعة و السجية. والجمع أخلاق . الخلق : بضم اللام وسكونها وهو الدين والطبع والسجية وحقيقته.. 
 
اي صورة الانسان الباطنية فقد قال تعالى :ـ (وما له في الآخرة من خلاق ) فيقول بعض المفسرين في الاية الكريمة عن الخلاق : النصيب من الخير 0 
 
  فعن الامام  الصادق (عليه السلام)  قال : إنَّ الخُلُق منيحة يمنحها اللَّه - عزَّوجلَّ - خَلْقه : فمنه سجيّة، ومنه نيّة. فقلت : فأ يّتهما أفضل ؟ فقال : صاحب السجيّة، هو مجبول لا يستطيع غيره. وصاحب النيّة يصبر على الطاعة تصبّراً، فهو أفضلهما. 
 
الاخلاق نضوج عقلي متكامل والكمال لله تعالى ..ومن يمتلك الاخلاق يدخل في قلوب الناس بشكل مباشر .والاخلاق كرم وفن في التعامل مع الناس . 
 
وان الدنيا بدون الاخلاق ليس لها مفهوما ..وكذلك الدين لايكون له معنى بدون الأخلاق الفاضلة . و إن أخلاق كل إنسان تابعة لروحه وبدنه، والإنسان إنما استحق لقب الإنسان بما يحمله من خلق يعبر به عن إنسانيته وإذا تجرد عن الأخلاق فهو حيوان كاسر ليس إلا. 
 
 ونكتفي بذكر بعض الاحاديث الواردة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) كدلالة وبرهان عن موضوع الاخلاق ثم ندخل في اصل الغرض ,فقد قال (صلى الله عليه واله وسلم ) :ـ 
 
ـ. عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه. 
 
ـ  ما من شي أثقل في الميزان من حسن الخلق. 
 
ـ حسن الخلق نصف الدين. 
 
ـ إن العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم. 
 
ـ حسن الخلق يزيد في الرزق. 
 
والانسان يظهر معدنه من خلال استلام المنصب او عندما يكون على المحك في موضوع معين .ومن خلال المقابلات تظهر الافرازات التي يحملها شخص ذلك الانسان . 
 
والبعض من المدراء مبتلى بافرازات الأنانية وحبّ الجاه والسلطة ترافقها حالات الغرور والتكبر..في حين ان المدير الناجح هو من يتماشى مع الاخرين ولديه تقاليد الفلسفة الأخلاقية مع إظهار الترابط المتبادل بينها ..وأن ينجح في التأثير على السلوك، فإنه يتعين عليه أن يعالج المسائل الملموسة والواقعية المتعلقة بالعمل . 
 
و سبب ضعف الادارة هو انهيار منظومة الاخلاق والقيم والمثل.. ,فتراه يعيش في عالم مادي يلغي الكيان الفكري والانساني للاخرين ..ويعاملهم كالات. وهؤلاء كل همهم وتفكيرهم المصلحة الشخصية والهيمنة الفردية في المؤسسات لذلك يفتقدون لقانون الاسس السلوكية المستنبط من تقاليد الفلسفة الاخلاقية . 
 
  يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته.. لتطلب الربح مما فيه خُسرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ..فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ. 
 
والمدراء السلبيون يصنفهم اهل الاختصاص بالشكل التالي :ـ 
 
1.    مدير ضعيف  |يتدرج عن طريق العلاقات والقوة ..ضعيف الشخصية ينسحب من المواجهات وهو نموذج كلاسيكي .لايساند احد .ويتجنب المخاطر ..وغامض 
 
2.    مدير متردد 
 
3.    مدير قوي مستبد 
 
4.    مدير قزم استحواذي .. عديم الثقة بالاخرين لا يهتم لما تقدمه له من تفاصيل .. أو كم من المرات تقوم بتكرار العمل الذي طلب منك، فهو يبقى بنظره غير مكتمل وغير صحيح. 
 
5.    مدير شرير متحجر القلب يُسر لرؤيتك في مواقف حرجة.ولديه جواسيس عليك وعلى غيرك .. ينسى كيف تؤثر تصرفاته على شعورك. 
 
6.    مدير سياسي  يدافع عنك فقط في المواضيع التي تخدم فكرته السياسية. لا يفكر مرتين قبل أن يستخدمك كبش الفداء لدعم أهدافه المهنية. 
 
7.    مدير الأبيض والأسودلا يفهم المشكلة..بسبب تدني قدراته العقلية. ولا يفهم النص، ولا الأمور الدقيقة، ولا الأفكار من المستوى العالي. 
 
8.    المدير الخفي لا يمتلك دليلاً حول حجم أو خطوات العمل الذي تقوم به.... مدير غير ماهر. 
 
 فبعض المدراء يحس بأنّه أرفع شأناً من الباقين، له الكلام الأول والأخير وإن كان أقل فهماً ودرايةً،ويسمى مثل هذا الشخص بالراغب للوصول لأعلى المراتب أو محب الجاه. هذه الرذيلة هي مصدر لكثير من المفاسد والفردية، فهي تبعد الإنسان عن الخَلق والخالق، ويعتبر هذا المدير غير صادق او ليس من الصادقين ... فقد جاء في الحديث: «آخرُ مـا يَخرُجُ مِنْ قُلوبِ الصِّدِّيقِينَ حُبُّ الجـاهِ». 
 
 والبعض من المدراء يستخدمون سياسة الباب المفتوح للمواطن او الموظف ...ولكن ماهي النتائج ؟ 
 
يجلس المدير على كرسي وطاولة عرضها 3 امتار ..وارقى الاثاث يحيطه ,فياتي المواطن او الموظف لحاجه عند المديريعني حصلت المقابلة .. 
 
ويسلم الزائرين ( المواطن او الموظف ) على السيد المدير ...,فيكون اول الرد للسلام ملاحظة وجود عظم في بلعوم السيد المدير حيث ينتظر الزائر اخراج المعضلة من فمهي وهي رد السلام .واما ان تخرج متقطعه او لاتخرج اصلا بكلمة (ماذا عندك ؟) وسؤاله يبين انه قد بلع او بصق العظم . 
 
ولاتوجد كلمة طيبة كصدقه ليدفع الله تعالى البلاء عنه ...وهي كلمة استريح على احد الكراسي من الاثاث المشترى بملايين الدنانير . 
 
وقد جاء في الحديث عن المعروف ثلاث خصال: تعجيله, وتيسيره, وستره, فمن أخلَّ بواحدة فقد بخَسَ المعروف حقه. 
 
والسؤال لمن هذا الاثاث في غرفتك ؟؟؟ 
 
 وربما الجواب للمسؤولين الاعلى الذين يزورونه في الشهر مره او لاياتون اصلا .او للاصدقاء خارج العمل او للاقرباء . 
 
ونتائج المقابله ستكون حالة احباط ,فهؤلاء لا يتصفون باخلاق عالية ولا يتصرفون بالقيم وهم يفعلون عكس ما يقولون لذا يجب فضحهم . 
 
منظومة الاخلاق والقيم والمثل هي موضع احترام من قبل الجميع ,فهي جاذبية مغناطيسية تدفع الناس لتحقيق افضل عمل عن طريق روح التعاون على شكل الفريق الواحد من اجل الوصول للهدف المشترك (خدمة المجتمع ). 
 
هموم رجال في أمور كثيرة.. وهمي في الدنيا صديقٌ مساعدُ
نكون كروح بين جسمين قُسِّمت.. فجسماهما جسمان والروح واحدُ
ومـــا المرء إلا بإخـوانه.. كما تقبض الكف بالمعصمِ
ولا خير في الكفّ مقطوعةً.. ولا خير في الساعد الأجذمِ. 
 
وصفة الانا وحب الجاه لها صلة وثيقة مع الرياء والتكبر والعُجب وغالباً ما يُشتبه بينها وبين مثيلاتها. فحب الجاه تجعل الشخص منبوذاً اجتماعياً، ويعيش العزلة القاتلة.. 
 
ونقرأ في حديث  عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال: «حُبُّ الجـاهِ وَالمـالِ يُنبِتانِ النِّفاقَ فِي القَلبِ كَمـا يُنبِتُ الماءُ البَقلَ. 3. 
 
و حديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) أيضاً: «إِيّاكُم وَهَؤلاءِ الرُّؤساءِ الَّذِينَ يَتَرَأسُونَ فَواللهِ مـا خَفَقْتِ النِّعالُ خَلفَ رَجُل إلاّ هَلَكَ وأَهلَكَ.. 4. 
 
 وان المدراء المحبين للجاه والمقام يتم تشخيصهم بسهولة عن طريق حركاتهم وكلماتهم وسلوكهم،ولذلك فإنّ بعض كبار علماء الأخلاق، ادرجوا عنوان الرياء وحب الجاه سويةً في كتبهم5.. 
 
وبهذا جاءت الآية الشريفة: (يُحِبُّونَ أَن يُحمَدُوا بِمـا لَم يَفعَلُوا)6.  . 
 
محبو الجاه يتوقعون أن يُمدحوا دائماً، ولا يرغبون بالنقد والتأنيب وينتظرون الاحترام. 
 
ومن قدّم إليهم صنوف المدح وآيات الاحترام والتبجيل فهو إنسان شريف ويعترف بالجميل، ومن لم يكن كذلك فهو لئيم وناكر للجميل، ولذلك فإن مثل هؤلاء الأشخاص غالباً ما يكونون منبوذين ومكروهين، ورجوع بعض المحتاجين إليهم هو من باب الإجبار وعدم الحيلة. 
 
مثل هؤلاء الأفراد يعرفون بسرعة، وجاء في حديث عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إنَّ شِرارَكُم مَن أَحبَّ أن يُوطّأ عَقِبَهُ»7. 
 
  ومن الأسباب الاُخرى لحبّ الجاه هو «حبّ الذات» المفرط عند الإنسان، حيث يتحرّك الإنسان لارضاء هذا الدافع المترسخ في أعماق النفس بكل وسيلة تمكنه من تحصيل ذلك الغرض، ومنها المقام والمنزلة في واقع المجتمع .وهناك دوافع اُخرى لهذه الحالة النفسية مثل الشعور بالحقارة والدونية، فالأشخاص الذين ذاقوا مرارة الحقارة وعاشوا الإهانة من الآخرين لأي سبب كان فإنّهم يسعون وعن طريق حبّ الجاه والأماني الكاذبة لتعويض ذلك النقص.وكذلك الحسد والحقد والانتقام يمكنها أن تكون من الأسباب وعلل حبّ الجاه، فإنّ من يعيش الحسد تجاه الآخر يتحرّك من موقع طلب الرياسة والمنزلة الاجتماعية ليكون الآخر في موقع أسفل منه في دائرة العلاقات الاجتماعية ويستغل الفرصة لتنفيذ ما في قلبه من الحسد والحقد والانتقام. 
 
فالعادات الرذيله هذه التي تجر الانسان الى الرياء الذي هو من اخطر الذنوب حيث تبعد حاملها عن الخالق والمخلوق , فيهرب منه الصديق ويبتعد عنه الناس ..وهذه الصفات لدى بعض المدراء لابد من القضاء عليها ,فقبل أن اضع المقترح لنقرأ هذه الابيات من الامام المعصوم (عليه السلام ) 
 
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت.... أن السعادة فيها ترك ما فيها. 
 
لادار للمرء بعد الموت يسكنها..... الا التي كان قبل الموت بانيها. 
 
فان بناها بخير طاب مسكنه.... وان بناها بشر خاب بانيها. 
 
أموالنا لذوي الميراث نجمعها.... ودورنا لخراب الدهر نبنيها. 
 
أين الملوك التي كانت مسلطنة.... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها. 
 
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت... أمست خرابا وأفنى الموت أهليها. 
 
لتركنن الى الدنيا وما فيها.... فالموت لاشك يفنينا ويفنيها... 
 
لكل نفس وأن كانت على وجل... من المنية أمال تقويها. 
 
المرء يبسطها والدهر يقبضها... والنفس تنشرها والموت يطويها.. 
 
واخيرا اوجه دعوة ومقترح الى البرلمانيين العراقيين واعضاء مجالس المحافظات (الحكومات التشريعية )كافة بأن يكون قانون ثابت او يضاف الى الدستور مادة تنص على انتخاب المدراء في المؤسسات الحكومية  المدنية من اصغر دائرة الى اكبر دائرة  من قبل الموظفين العاملين في تلك الدائرة من خلال ترشيح اسماء المرشحين للاداره .وتحديد مدة ادارته كاربع سنوات او اقل .وذلك للحد من الفساد الاداري والاخلاقي لبعض المدراء .وذلك نوع من انواع بناء المؤسسات بشكل ديمقراطي بعيد عن المحاصصات وفق منظومة الاخلاق والقيم والمثل التي يقيمها المواطنين من خلال اداء المدراء .فالكفاءة والاختصاص حسب الشهادة بدون الاخلاق لاتكون لها قيمة بسبب نقص العقل في انعدام الاخلاق وهذا يجري الى الهلاك والهدم .والافرازات الذميمة المذكورة اعلاه 8. 
 
المصادر 
 
1.    القلم|4. 
 
2.    ديوان الإمام علي : ص 37. 
 
3.    المحجة البيضاء، ج 6، ص 112. 
 
4.    اصول الكافي، ج 3، ص 297، ح 2. 
 
5.    المحجة البيضاء، ج 6، ص 106. 
 
6.    آل عمران| 188. 
 
7.    اصول الكافي، ج 2، ص 299، ح 8. 
 
8.    نسخة من الموضوع الى المرجعيات الدينية العليا في النجف الاشرف .وكافة الوسائل الاعلامية .والاحزاب والكتل السياسية في البرلمان وخارج البرلمان 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجاهد منعثر منشد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/03



كتابة تعليق لموضوع : منظومة الاخلاق مقترح في انتخاب المدراء .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net