صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

مسكين ابو شهاب
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   قلة هم اولئك الصادقون المتصالحون مع ذواتهم من الذين لا يطيقون تبديل ملامحهم بالمساحيق والاصباغ البراقة عندما يظهرون امام الاخرين . و اعني بالظهور هنا هذا النشاط الدؤوب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوكا وتويترا . اعرف نفسي تماما بانني لست واحدا من هؤلاء القلة ولا اظنني ساكون يوما ما لعدم وجود الملكة ، لكنني اشعر بوطأة هذا الجلد الغريب الذي البسته مضطرا لاظهر امام الاخرين كانسان نموذجي لا ينافسني في الكرم الا حاتم وفي البلاغة الا قس بن ساعدة الايادي وفي الجمال حتى يوسف وفي الحكمة الا لقمان وكانني قد حويت المجد من اطرافه فلم ادع مزيدا لمستزيد . اتساءل ، ماذا سيحدث بنا لو سقطت عن وجوهنا واجسادنا هذه المساحيق البراقة والجلود المزركشة وظهرنا على حقيقتنا "بغير الحقيقة لم تطبع" كما يقول عبقري الشعر الجواهري . العالم الافتراضي قدم فرصة نموذجية لشرائح "مسحوقة" من البشر ليظهروا وكان الابداع يبدأ بهم وينتهي اليهم ، في فرصة لم تكن متوفرة لهم قبل هذه الثورة الاتصالاتية المذهلة التي اوجدت لنا هذا العالم الافتراضي الواسع . الامام علي عليه افضل الصلاة والسلام قال قبل ولادة الفيسبوك باربعة عشر قرنا ان " المرء مخبوء بين اصغريه قلبه ولسانه " وهذا المرء مهما اوتي من طاقة خارقة في الخداع سينكشف امره على الملأ عاجلا في اول اختبار حقيقي يتعرض له . اما اليوم ففي عالمنا الافتراضي المخادع لا تستغرب ان يدردش معك امي فيظهر لك من خلف حجاب الالكترونات وهو يحمل عظمة المتنبي ، ولا تتفاجأ ان تستلم ابيات شعرية في الحكمة او العرفان الالهي من آخر يتخفى "من خلف ستار" وهو لا يميز بين طه ياسين رمضان وطه حسين . نعمة "الكوبي بيست " التي وفرها عملاق البرمجيات بيل غيتس ومنافسوه "جسرت" الهوة بين من افنى عمره يحفظ امهات القصائد وآخر لا يعي حتى المعنى العام لما ينقله للاخرين عبر التوأمين السياميين "كوبي - بيست" . فهل ستستغرب – والحال هذه - لو قرأت هذا الهراء :
هجرت بعض أحبتي طوعا لأنني 
رأيت قلوبهم تهوى فراقي...
نعم اشتاق، ولكن وضعت
كرامتي فوق اشتياقي... 
أرغب في وصلهم دوما ولكن!
طريق الذل لا تهواه ساقي
   مسكين احمد شوقي ... لو كان يدري بان شعره يروى بهذه الطريقة الكافرة لاطبق جفنيه قبل ان ينظم ذلك الشعر الجميل الذي بوأه امارة الشعر ...  مسكين "ابو شهاب"  لم يدر ان اصدقاء الفيسبوك سيتآمرون على تراثه الثر عن قصد ودون قصد ، قصورا وتقصيرا ... مسكين صاحب نهج البردة وولد الهدى وسلوا قلبي !!! لم تشفع له تلك القوافي المخلدات الزاهيات المطالع .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/27



كتابة تعليق لموضوع : مسكين ابو شهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net