صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

قراءة في محاولات اسقاط المالكي والازمة السياسية الراهنة
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الصراع السياسي المحتدم اليوم بين الاطراف السياسية في العراق والذي يكاد    يتحول الى ازمة مستعصية تهدد مستقبل العملية السياسية في العراق هذا الصراع بأعتقادنا المتواضع لة قواعد واسس تحكم عملية الصراع ولة جذور انتجت الازمة الاخيرة وسوف تتحكم بمصير الصراع وشكلة النهائي ومايتمخض عن هذا الصراع . وما سوف  يتمظهر من تداعيات مستقبلية لنتيجة الصراع .....

في البداية احب ان اشير الى طبيعة النظام السياسي العراقي الذي تجري في اطارة عملية الصراع من الواضح ان النظام الديمقراطي التوافقي الذي نعيش في اطارة ومايمثلة من تمثيل للمكونات العراقية عبر توزيع الرئاسات الثلاث بين مختلف المكونات الرئيسية في البلاد وكذالك التمثيل المتناسب مع النسبة السكانية في السلطة التنفيذية ووجود اتفاق بين الكتل الرئيسية حول اللجوء الى الوسائل السياسية واعترافها ولو علنيآ بشرعية النظام عبر المشاركة فية واللجوء الى صناديق الاقتراع في هكذا نظام فأن التوازن السياسي يعتبر من اهم اولويات النظام فنظرية التوازن السياسي التي تعتبر متلازمة للنظام التوافقي تعني فيما تعني ان الاطراف الفعالة في المعادلة السياسية تعيش حالة من التوازن السياسي بحيث لاتستطيع قوة بعينها ان تفرض ارادتها على الاخرين ولاتستطيع تبعآ لذالك تهميش الاخرين او الانفراد في امتلاك اوراق اللعبة السياسية بمفردها ولعل هذا  ماجرى في العراق حيث بالرغم من كون الاغلبية كانت للتحالف الوطني 
ذي الغالبية الشيعية لاكن هنالك تقاسم لمناطق النفوذ بين جميع الاطياف قد حدث حيث بعض  المناطق يسيطر عليها التحالف الكردستاني وبعض المناطق تسيطر عليها القائمة العراقية وفي كل منطقة من هذة المناطق هنالك صراع محلي بين القوى المتنافسة على مناطق القوة والنفوذ والموارد حيث تدور اللعبة السياسية على المستوى المناطقي اما على المستوى الفدرالي الاتحادي فقد تم تقاسم الوزارات التنفيذية اضافة الى تشكيلة مجلس النواب الاتحادي حيث تعذر حصول اي طرف  على اغلبية مريحة تمكنة من تمرير المشاريع التي يسعى لها هذا التوازن تم رعايتة  من قبل عدة اطراف دولية واقليمية من الاطراف التي دخلت على خط الانقسام السياسي واعادة تشكيل الدولة العراقية عبر اقامة تحالف مع هذا الطرف او ذاك من الاطراف التي تشترك معها بالرابط الديني المذهبي او القومي او المصالح السياسية او التقارب الفكري  الايديولوجي ومن الواضح ان هذا الدخول الى الساحة العراقية لم يأتي من فراغ كما ان الانقسام السياسي ليس ابن اليوم وهو ليس وليد مرحة مابعد 9\4\2003 بل ان هذا الانقسام يعبر عن مشكلة متلازمة مع نشأة الدولة العراقية فالدولة العراقية التي ولدت في العشرينيات من القرن الماضي لم تستطع خلق روح وطنية عابرة للنقسامات القومية الطائفية الدينية فالدولة التي ولدت كان من اهم  المشاكل التي رافقت نشوءها مايعرف  بمشكلة ولاية الموصل ونعني بولاية الموصل كل منطقة اقليم كردستان مع محافظة الموصل حيث كان سكان هذة المناطق قد توحدو في مؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية وارسلوا وفد للمطالبة بألاستقلال وفي معاهدة سيفر مع الدولة العثمانية وبعدها معاهدة لوزان كانت كردستان جزء من دولة كردية ثم الغي في لوزان ذالك بعدها توحد سكان المنطقة بقيادة الشيخ محمود الحفيد الذي اعلن نفسة زعيمآ اما منطقة الجنوب العراقي ذي الاغلبية الشيعية فلم يشترك سكانة في الاستفتاء الدستوري والاستفتاء على المعاهدة العراقية البرطانية ولم يشارك سكانة في الانتخابات او  الوظائف ولم تشارك باقي المكونات حتى الوطنين من ابناء السنة تم استبعادهم وقد ساد عنصر الظباط المتحالفين مع الملكية وبقايا الجهاز الاداري العثماني في اللعبة السياسية متحكمين ومشكلين الطبقة الحاكمة ومتخذين من شعار قومية الدولة وملكيتها مبرر وشرعية وهم بالنهاية طبقة محدودة العدد وجدت في التحالف مع شيوخ الاقطاع من رؤساء القبائل حاظنة اجتماعية ولعل هذة المعادلة كانت السبب في ازمة الهوية التي عاشها العراق على مدى العقود التالية حيث لم تساعد تركيبة السلطة على ترسيخ نظام وطني ديمقراطي حقيقي يكون ممثلآ لكل الاطياف والمشارب ويستند على روحية من التسامح والديمقراطية بل على العكس زاد الشعور بالتهميش وانعدام المساواة مما ادى الى موجات من العنف الدموي على مدى عقود لم تستطع اي سلطة ان تنعم بأستقرار حقيقي او تنعم بسلام بل ان العهد الملكي وكل العهود الجمهورية قام زعماءة  بأستخدام القوة العسكرية كأداة في  الصراع السياسي الداخلي ................................
اما اليوم فأن التوازن السياسي الذي تأسس فأنة على مايبدوا يتعرض لهزات متتالية بفعل  الازمات ولاكن ممايلاحظ ان نظرية التوازن السياسي المبنية على توازن القوة ومناطق النفوذ بحيث لاتستطيع اي قوة ان تؤثر في القرار بمفردها هذا التوازن يمكن ان يقلب اذا ما تمكنت قوة بعينها او زعيم معين من النجاح في مد نفوذة الشعبي او السياسي  او اذا ما امتلك اي طرف من مصادر القوة اكثر من الاخرين فهنا نكون امام توازن غير مستقر سوف يدفع بعض الاطراف الى محاولة تغير قواعد اللعبة السياسية خصوصآ اذا كانت تلك الاطراف تشعر بعدم الرضا على اسس العملية السياسية وقد دفع بعضها دفعآ الى قبولها والتعامل معها كأمر واقع وليس كأمر مرغوب فية هنا سوف تشعر باقي الاطراف بأنها مدعوة الى الذود عن مناطق نفوذها فبالنهاية نحن نعرف ان كل فئة سياسية تغار من النجاح الذي تحققة قوة منافسة لها واذا كان جزء مهم من شخصية المواطن العراقي هي تقدير الزعيم القوي الذي ينجح بتحقيق انجازات ملموسة فأنة يمكن ان نفهم كيف يفكر كل طرف اليوم بالمناسبة فأن بعض انجازات السيد نوري المالكي قد افلحت في تجسيد صورتة لدى قطاع من الموطنين كزعيم قوي وهذا مادفع بعض الاطراف الى العمل على اعادة رسم التحالفات وهو حق طبيعي لها في اي صراع سياسي فقامت بالتكتل فيما بينها على امل اعادة التوازن المفقود حيث تتجمع الاطراف لغرض اعادة التوازن لعلنا نفهم ان مايحدث اليوم ليس وليد الساعة بل هو يمتد الى ايام  تشكيل الحكومة الاولى ثم كيف برمجت مظاهرات ساحة التحرير بشكل يبرمجها لمهاجمت شخص المالكي مع العلم ان اي مظاهرة في نظام توافقي يجب ان تهاجم ليس شخصآ بعينة بل طبيعة النظام بأسرها لان المسؤولية هي مسؤولية تظامنية بين الجميع ثم كيف عطلت العديد من المشاريع داخل البرلمان لابل شل عمل الدولة واستخدمت بعض اجهزتها للنيل من سمعة كتلة بعينها بأسم القانون .....
اعتبر كل ماقام بة اطراف العملية الساسية مسألة يمكن ان تحدث في ظل حالة صراع سياسي في نظام توافقي في اطار النشأة الاولى بالمقابل فأن دولة القانون لها وسائلها في ادارة الصراع السياسي حيث هي لاتعدم الادوات السياسية واوراق القوة التي تمكنها من المناورة وكسب عنصر الزمن  وادارة اللعب على التناقضات بين الاطراف واتمنا ان يتم التصرف بأن يظهر الطرف القابض على السطة او الذي يشكل جزء منها بروحية الزعيم الوطني الذي يجمع الشمل ويمثل روحية  الزعيم الوطني المنحاز الى الشعب بكل فئاتة هذا الدور دور رجل الوطن الجامع هو المطلوب من اي قيادة تريد ان تكون قائدة للكل لعلنا نعيد انتاج صورة عبد الكريم قاسم او جوزيف تيتو في يوغسلافيا او نلسن ماندلا في جنوب افريقا او غاندي في الهند .....
يلاحظ اليوم بعض الاطراف حاول استخدام سياسة حافة الهاوية في التعامل حيث حاول ان يدفع الامور الى ابعد مدى متصور بأتجاة اقالة الحكومة اننا امام سياسة  قديمة حيث يتم استقراء نقاط ضعف الاخر ثم الضغط على هذا الوتر على الطرف الاخر الى  اقصى حد وهو مايحدث اليوم حيث يتم كسر التحالفات القديمة وتشكيل تحالفات جديدة على امل تكوين اغلبية تتمكن بالنهاية من قلب الطاولة على الحكومة او الحصول على اكبر قدر ممكن من التنازلات واعتقد في هذا الموقف ليس امام رئاسة الحكومة سوى الصمود واللعب على التناقظات الموجودة اساسآ بين الاطراف والدخول في مفاوضات مع الكل وقبلها الدخول في مفاوضات مع كل طرف على حدة فهذة انجح الطرق للتعامل مع حالة كهذة وقد استخدمتها اسرائيل في مفاوضات السلام فبعد مؤتمر مدريد تم تقسيم مسارات التفاوض مسار مع سوريا ومسار مع الاردن ومسار مع منظمة التحرير الفلسطينية ونجحت في كسب الوقت ولعبت على عنصر الزمن في مفاوضات مرثونية 
امتدت لسنوات طويلة نعم فالمفاوضات فن سياسي يعتمد التخطيط الناجح وخلق سترتيجية للوصول الى  اهداف على مراحل والساحة السياسية لدينا مؤهلة لظهور التناقظات بين الاطراف فلكل طرف اجندتة ومناطق نفوذة التي يحرص عليها ويخشى عليها من الصديق قبل العدو وفي هذا الاطار فأن ستراتيجية اعلامية لكسب الرأي العام وتنويرة تعتبر متلازمة حقيقية مع اي عملية تفاوض او عقد اي مؤتمر ليتنور الرأي العام ويلتف حول الموقف الصحيح حيث يجب ربط مايحدث مع مصلحة الشعب وتأثير ذالك على حياة المواطن العادي فمن الشعب بمثقفية بعمالة بفلاحية بطبقتة الوسطى يتم الحصول على القوة الحقيقية التي يعول عليها فعلا وحقآ ........ وشكرآ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/16



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في محاولات اسقاط المالكي والازمة السياسية الراهنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net