صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

تساؤلات مواطن
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن كل متابع يكتشف ببساطة اهتمام الدول المتحضرة والغنية بالمواطن وحقوقه .  وذلك باعتبار حقوقه خط احمر لا يمكن تجاوزها و غض النظر عنها و مصادرتها من قبل الدولة أو الحكومة أو البرلمان .
ومن جانب أخر نرى المواطن في تلك الدول يتفاعل مع هذا الجانب بشكل ايجابي ولأنه يأخذ حقوقه بشكل كامل فيوجب على نفسه وضميره أداء واجبهما على النحو الأحسن والأفضل والأكمل  مما يجعل من سلوكه وتصرفاته دافعا لاستكمال مواطنته على نحو ايجابي . وكذلك يعتبرون مسالة المحاسبة والقانون مسالة تشمل الجميع المواطن والمسؤول على حد سواء من دون تميز أو تفكيك ومثال على ذلك نرى الموظف أو العامل في مصنع و أي مؤسسة إنتاجية توفر له عدة وسائل كباص النقل من البيت إلى العمل أو بيت مؤثث يتناسب وأفراد العائلة ,  وخط ( خدمات ) لإيصال أولاده لمدارسهم  وكذلك عملية التعويض للحوادث الغير مترقبة التي يصاب بها في عمله أو خارجة والذي يسميه البعض ( التامين على الحياة ) وان تلك الدول تعتمد على قانون الضرائب والرسوم الكمر كية وضرائب الموانئ والطائرات و القطارات والمترو هذه ثروة تجمعها الدولة وتسخرها لخدمة الشريحة المسحوقة إن وجدت أو  البسيطة أو الوسط حيث تبني لهم مؤسسات خدمية كالمدارس ومراكز العلاج الأولية  والمستشفيات وأماكن للراحة والنزهة  كمدن الألعاب والاستراحات وغيرها بل وصل الحرص في بعض الدول أن تستخدم البلدية عجلة تحمل في مقدمتها آلة ( المغناطيس) لكي تجمع المسامير والأشياء الحادة من الطريق لكي لأتصاب إطارات سيارات المواطنين والموظفين والعمال بالعطب ( بنجر ) بعد هذه المقدمة والتي تبدو طويلة ..  (  إليكم التساؤلات ) 
 
 * هل الدولة أو القائمين عليها أو أعضاء البرلمان  يحلمون للمواطن مثلما يحلمون لأنفسهم بحياة كريمة بعيدا عن المنغصات والتجاوزات باعتبار المواطن أو الإنسان ثروة وطنية ثمينة ..؟
 * هل البرلمان وأعضائه والحكومة أيضا يحركهم الدافع الوطني لتبوء هذه المناصب أم الرواتب الضخمة والامتيازات الهوليودية التي يعشعشون فيها ..؟
 * هل يحاول هؤلاء السياسيون تعطيل أجندة الأعمار والبناء أرضاء لمساومات خارجية وداخلية عنكبوتية الشكل والمعنى على حساب راحة وحياة الأسرة العراقية التي عانت الكثير وتعاني ألان نتيجة الإرباك السياسي وخلط الأوراق لتضبيب الجو عن الاختلاسات والسرقات والنهب لثروة العراق ..؟
 * هل فكر المسؤول في الدولة أو السياسي بالتنازل عن منصبه وامتيازاته وفضل الاعتراف بعجزه عن أداء مهماته الوطنية التي اقسم عليها عند توليه المنصب..؟
  وكم من تلك المهمات وضعت على ارض الواقع أو غيبة إلى الأبد في دهاليز اللجان والنقاشات ..؟
 * هل المسؤول يستعجل الوقت لحل الأزمات المتتالية التي تنخر وتتعب حياة المواطن العراقي  ..؟ أم يستعجل الزمن لانتهاء ولا يته الوزارية أو الحكومية أو البرلمانية ليلتحق بثرواته ومشاريعه التي بناها وأسسها من ثروة ودماء هذا الشعب وتضحيات أبناءه ..؟
 * وكم من المسؤولين الحكوميين والسياسيين تعيش عوائلهم في الدول المستقرة والهادئة والمتنعمة ..  كلندن , ولبنان , وإيران , ودبي , وباريس , وامريكا ,  و.. و.. الخ ..؟  بينما هم هنا يعيشون حياة مزدوجة . واحدة يعيشها كمسؤول يحمل الجنسية العراقية والأخرى كرجل ثري يحمل الجنسية الثانية على الجانب الأخر.!
 * هل وزعت ثروة العراق مثل ارث لرجل مقطوع النسب والنسل إلى مجموعة طارئة لأتمت بصلة إلى ذلك الرجل باعتبارها ثروة مجهولة المالك ..؟  بينما المواطن صاحب الحق الشرعي في تلك الثروة يتلظى جوعا وعريا  وبردا وحرا وبؤسا وحرمانا على قارعة الأحلام . 
  * وهل من صحوة مفاجئة لضمائر هؤلاء المسؤولين والعودة إلى تحكيم الضمير والوطنية والدين والإنسانية ..؟
 * هل يعقل أن برلمانا واحدا في العالم كله  يشرع لنفسه , غير البرلمان العراقي ..؟
 * هل سنعرف قريبا من هو المتهم الحقيقي بسرقة ثروة العراق ومن هو البريء الحقيقي بعيدا عن التطبيل والتزوير لتمرير ورقة سياسية معينة يقصد منها الاستحواذ على مغانم بتغطية شبه شرعية ..؟
 * هل تنتهي الحجج المموهة لفقرات الدستور والمفتوحة على كل الاتجاهات والتي تذكرنا بمقولة امرؤ ألقيس ( الذي قال لن أصلي لان الله قال ويل للمصلين ) وقطع المعنى الأخر للآية أو الجملة ..؟
هل سيرى البأس والمحروم والمناضل والمجاهد والفقير والمقهور الذي  قارع النظام الصدامي العشائري ثمرة نضاله وتعبه وجهاده من لدن الائتلافات والمكونات والأحزاب الحاكمة والمتحكمة بسطوة القناعة بواقعها وصراعاتها التي تتفجر بتخطيط مسبق لذر الرماد في العيون عن سلبياتها وأخطائها وتجاوزاتها ..؟
 * هل تم توزيع الوظائف والمناصب والرتب بالقرعة السرية المزورة ..؟ وهل أن الذين حصلوا على هذه الامتيازات والوظائف والدرجات الخاصة  والأراضي الواسعة هم أنفسهم صناع لعبة الحظ والتزوير ,  وفي نفس الوقت هم المستفيدون الوحيدون من هذه اللعبة السمجة ..؟
 * هل سيأتي اليوم الذي ستحصل فيه المعجزة ويرى المتعبون الراحة ..؟
 * هل سيأخذ  الذين هشمت أجسادهم سياط البعث ومزقت قلوبهم المنافي والغربة حقوقهم الشرعية والقانونية  ..؟
 * هل ستعاد بيوت المهجرين والمهاجرين البؤساء إليهم بعد أكثر ربع قرن من الاغتصاب ..؟
 * هل سيتملك  العامل والموظف المسكين ببيت مساحته مئة متر أم يبقى يصرخ للسماء من شدة جشع وطمع  صاحب الملك ..؟
 * هل كان يتوقع " ماجد الكعبي "  وغيره بعد ربع قرن من الجهاد ومقارعة للنظام والتضحية بالقرابين التي أعدمها النظام المقبور  أن يرى نفسه جلس على قارعة طريق الأمل باستعادة حقه المشروع والمضيع ..؟
 * هل يعقل أن الصحفي الشريف والمثقف  النظيف والكاتب الجسور الذي يغير ويثور من اجل وطنه  يفترش بساط الضياع المقصود ,  ويحاصر من قبل الحاقدين والحاسدين والمغرضين والمصفقين والانتهازيين و الجهلاء ..؟و كيف يشق طريقه في غابة من لهب مليئة بالضباع والكلاب والذئاب والخنازير والواوية والوحوش ..؟
 * هل ستبحث حكومتنا وأعضاء البرلمان  يوما عن الإنسان الذي ضاع في صحارى الإهمال والنسيان لأنه لا يجيد النفاق الرخيص ولا يحمل المباخر في مواكب أصحاب القرار ,  هذا الإنسان الحقيقي الذي ينام على وسائد الألم والمرارة لان ليس هناك من يفتح له البوابة ولن يضيء له شمعة فانه مهجور في كهف النسيان والضياع لا لشي إلا لأنه يجاهر بأفكاره الكاشفة وبأ راءه الجريئة وبأطروحاته الثائرة في زمن لا مكان فيه لرواد الكشف والمكاشفة ..؟
 * هل سيرى المناضل الحقيقي نفسه في مرآة الحقيقة وليس المرآة التي طلتها أو صبغتها فرشاة المزايدين والمنافقين الذين اعتلوا كرسي البرلمان وغيره بوجه حق مشوش وغائب الملامح ..؟
هذه التساؤلات وغيرها  هي بمثابة  بيضة قابلة للتفقيس في حالة واحدة أن لا يحمل المسؤولون والقائمون على القرار فرشاتهم ومعاولهم وقيرهم لطلاء قشرتها من اجل تأخير تفقيسها إلى زمن غير محدود .  
وليكن في علم الجميع أن الخلود الأبدي والمستقبل المتألق والمجد المؤصل المؤثل والذكرى التي لن تموت (( لكل من يشعل شمعة ويزرع زهرة في طريق العراق الجديد))  (( ولكل من يفنى ويتفانى من اجل استقلال وكرامة وحرية هذا الشعب الذي عذب بأكثر وأكثر مما يعذب به أي شعب في العالم ))  فلك الله يا شعب الوطن واتقوا الله بهذا الوطن الجريح النازف .
 وألان تيبست الكلمات في فمي وجف لساني وقد لاح الصباح فليتوقف ماجد عن الكلام المباح وأخشى أن يكون العتاب يخرب الصحاب والى الملتقى على بساط الصراحة والمصارحة فإنها رأس مال الإنسانية المعذبة . 
 
 
* مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/12



كتابة تعليق لموضوع : تساؤلات مواطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net