صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

العراق والحقد العربي
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتهت اعمال مؤتمر القمة للجامعه العربية , الذي انعقد قبل ايام في ( بغداد ) والان يمكننا ان نقيم بما خرج من توصيات وقرارات وفق ما جاء في البيان الختامي  . نستطيع ان نقول من خلال ما تضمنه ان نميز بين النجاحات والاخفاقات , او بين
الدخان الابيض وبين الدخان الاسود ,وماهي الثمار التي قطفها العراق , بعد الجهود والمساعي المضنية التي بذلها العراق من اجل انجاح الدورة الثالثة والعشرون من مؤتمرات القمة , ومساعي العراق في توفير الجو المناسب لانجاحه وخاصة
وهو ينعقد بعد احداث الربيع العربي والتي لازالت شعلته مشتعلة رغم الظروف   الصعبة والقاسية  . لقد كلف هذا المؤتمر العراق مبالغ طائلة بحدود المليار دولار من اجل عيون قادة العرب , ومن اجل ان يكونوا بمستوى الطموح وبمستوى المهام
المطلوبة , وما تتطلع اليه الشعوب العربية ..السؤال الذي يفرض نفسه .. هل كان المؤتمر بمستوى الطموح ؟ وهل عكس تطلعات الشعوب العربية ؟ هل شخص العلاج لحل المعضلات  ؟ هل ساهم في حل الخلافات الكثيرة ؟ ماهي اللغة التي
سادت اجواء المؤتمر .. هل هي لغة الشعوب العربية .ام لغة الحكام الذين علمونا وعودونا على لغة التبجح والنفاق .. لغة الدجل والتملق والمدح الفارغ ولغة العتاب وتجبير الخواطر , وتنقية الخلافا ت الخاصة بهم وهي بعيدة كل البعد عن الواقع
العربي وليس لها صدى على ارض الواقع ومواجهة التحديات والازمات التي تعصف في المنطقة العربية ... ان سلوكيتهم واخلاقهم تتسم باسلوب المقايضة والابتزاز السياسي , وفرض الشروط السياسية فيها روح الاستفزاز والتعالي . . وعدم
جديتهم في الطرح والنقاش وحتى عدم جديتهم في الحضور الى المؤتمروابعاد من صميم الاحداث القضايا الساخنة , مثل قضية انتفاضة شعب البحرين التي ابعدت بقرار سياسي , وكذلك مسألة الشعب السوري حيث تخلوا عن قرارهم السابق الداعي
الى تنحي المجرم ( بشار الاسد ) وتولي نائبه بمهام صلاحية الرئيس مما حدى بالنظام السوري ان يمعن بالقتل والتدمير اكثر من السابق . وكذلك فشلوا في الحد من موجة الاستيطان الاسرائيلي في المدن المحتلة وفي مدينة القدس ..ونكاية بالعراق
حاولوا ادراج بند للمناقشة. يخص الشأن العراقي والتطرق الى الشؤون الداخلية بشكل سافر يفتقد الى الاخلاق السياسية , لكن هذه المحاولات بأت بالفشل الذريع ... لو حاولنا ان نجري مقارنة بسيطة  بين مؤتمرات القمة للجامعة العربية ومؤتمرات
القمة للاتحاد الاوربي المتكون من ( 27 ) دولة وكذلك ( 10 )   تقريبا من الدول بصفة مراقب (يحق المشاركةوالمساهمة في النقاش لكن ليس لهم الحق في التصويت او الاعتراض ومن بين هذه الدول تركيا ) تتميز هذه القمم بالبساطة المتنهية
وعدم تكليف المضيف اية اعباء مالية ولا تعطيل الحياة العامة . لكن قوتها تنعكس مباشرة على اسواق المال ( البورصة ) ورتفاع اسهم الشركات وموجة انتعاش في النشاط التجاري والنشاط الاقتصادي وحركة السوق وتعزيز قيمة العملة الاوربية
اي يرتفع سعرها اكثر لان .هذه  القمم تعبر بحق  عن تطلعات  الشعوب الاوربية      وتعبر بحق عن طموحاتهم  . لان المواطن الاوربي يستطيع ان يتجول في (27 ) دولة اوربية    بدون جواز سفر فقط بالبطاقة الشخصية وله نفس الحقوق والواجبات مع اي مواطن من  نفس  البلد  ,  ,يعني حق الاقامة والعمل والتملك
نسأل الجامعة العربية والمهلهين لها .. هل باستطاعة المواطن العراقي ان يسافر الى اية دولة عربية   بدون جواز سفر ؟ وهل يتمتع بالحقوق والواجبات بنفس القدر مع مواطن اي الدولة عربية   , اي حق الاقامة والعمل والتملك .. بعدما اسدل الستار
عن مؤتمر القمة تعالت الاصوات مبشرة بالنصر العظيم الذي حققه العراق برجوعه الى الحضن العربي .او الى المحيط العربي ..أو الى العائلة العربية ..او الى المناخ العربي .. او الى قلب الامة العربية..او الى اللحمة العربية الى اخر صيحات
التهليل والتكبير , اعتقد ان هذا يشكل تشكيك بالعراق في هويته السياسية ..في ثقافته المتطورة ..في حضارته الراسخة . حضارة وادي الرافيدين .. في حق العراق ان يختار الطريق الديموقراطي , وليس بحاجة ان يأخذ صك الغفران . او شهادة
اعتراف يمنحها ملك السعودية . اوامير قطر . او الرئيس الجيبوتي . او الصومالي . او رئيس جزر القمر , رغم ان هذه الدول الثلاث ليس عربية ولا تنطق العربية وانما حشرت في الجامعة العربية حشرا لاهداف سياسية بحتة .. ان العداء
العربي والحقد العربي برز بعد سقوط نظام الطاغي ( صدام ) وهذا ما يفسر ارسلهم الوحوش الذباحين لذبح الشعب العراقي الانتقام بتدميره ارضا وشعبا . وان العراق لو قدم الالاف الاطنان من الذهب لن يزيل هذا اللؤم والحقد والضغينة منهم . لن
يتخلوا عن تدميره . ولن يكفواعن حياكة   المؤامرات ضده وهذا واضح من خلال اصراهم العنيد بدفع التعويضات والديون التي كان سببها النظام السابق وليس الشعب العراقي ..كل الدول الاوربية اسقطت هذه الديون إلا اشقاءنا العرب , ولهذا نحتفل
بالنصر برجوعنا الى احضانهم الدافئة . لماذا لم يقرروا رفع البند السابع عن كاهل الشعب ؟  لماذا لم يستفيدوا    من تجربة الاتحاد الاوربي في مساعدة اليونان في تجاوز ازمته الحادة والتي تمثلت بمنح اليونان قرض وبفائدة منخفضة قيمته (130) مليار
يورو . وكذلك اسقاط بعض الديون اليونانية من الحكومات والمصارف والبنوك قيمتها ( 100 ) مليار يورو .. اين هذا من الدعم العربي ؟! الشيء الذي يستحق الثناء عليه هو اعتذار الرسمي من قبل رئيس الوفد التونسي ( المرزوقي ) بتقديمه اعتذار
الى الشعب العراقي عن الاعمال الارهابية والاجرامية التي اقترفها المجرمين من بلد  تونس بحق الشعب من قتل واجرام . والشيء الاخر هوطلب الوفد الليبي بتقديم المجرم الارهابي (مشعان الجبوري) الى المحاكمة لانه ساهم بشكل كبير بقتل
وتدمير الشعب الليبي من خلال قناته ( الرأي) التي كانت تحرض الصعلوك (القذافي ) على قتل المزيد من الشعب .. ان المحصلة النهائية من المؤ تمر لا يختلف عن عن المؤتمرات السابقة , لان هؤولاء الحكام هم حفنة من المعتوهين والمنبوذين
من شعوبهم ولا يساون قيمة دينار عراقي واحد
جمعه عبدالله   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/03



كتابة تعليق لموضوع : العراق والحقد العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net