صفحة الكاتب : سلام محمد

ولاية الفقيه..وأنفصال بدر عن قيادة عمار الحكيم
سلام محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مازال يتردد في الاوساط السياسية والاعلامية على نطاق واسع خبر انفصال منظمة بدر عن قيادة السيد عمار الحكيم .. وهناك جدلية بين من يتهم ولاية الفقيه الايرانية بأصدار الاوامر الى الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري للانفصال عن قيادة السيد عمار الحكيم وبين من يتهم العامري ومجموعة تقف وراءه كانت في السابق تتقاطع مع نهج وفكر شهيد المحراب محمد باقر الحكيم وكانت ذات نفوذ وسطوة في قيادة (فيلق بدر) الذي تحول بعد سقوط النظام الى (منظمة بدر)، بتدبير امر الانفصال.
والموضوع يحتاج الى بحث من الناحية الشرعية ومن الناحية السياسية ومن الناحية الوطنية …
اما من الناحية الشرعية فان ولاية الفقية يختلف في تطبيقاتها الشرعية فقهاء الشيعة فمنهم من يعتبرها مطلقة امثال الامام الخميني(قدس) والسيد علي الخامنئي(دام ظله) ومنهم من يعتبرها غير مطلقة امثال السيد ابو القاسم الخوئي(قدس) والسيد علي السيستاني(قدس) وهذا الاختلاف جعل من تطبيقها في زمن الغيبة غير ملزم للشيعة المقلدين لمراجع لايفتون بأطلاق ولاية الفقيه .
واذا افترضنا جدلاً ان السيد علي الخامنئي(دام ظله) قد وجه اوامره بضرورة انفصال بدر عن قيادة السيد عمار الحكيم فامره ملزم لمقلديه فقط هذا من الناحية الشرعية .. اما من الناحية السياسية فليس من المعقول ان يتدخل السيد الخامنئي(دام ظله) بالشأن السياسي العراقي من دون الرجوع الى مايراه السيد علي السيستاني(دام ظله) مناسباً ومن مصلحة الشيعة .
اما من الناحية الوطنية فأن تحديد المصلحة في القضايا التي تخص العراق تحتاج الى قرار وطني يراعي مصلحة العراق من دون النظر الى مصالح الاخرين مهما كانت اهمية تلك المصالح على ان لاتتقاطع ونهج العام مثل الضرر ببيضة الاسلام .. والاطراف التي تتخذ من امر السيد الخامنئي(دام ظله) ذريعة للانفصال عن قيادة السيد الحكيم لاتمتلك دليلاً شرعياً او عقلائياً للدفاع عن رأيها لاعتبارات عديدة اهمها .. ان مسألة طاعة السيد الخامنئ لاتعتبر واجبة بنظر مقلدي المراجع الذين لايرون الاطلاق في موضوع (ولاية الفقيه) ومن الناحية السياسية الوطنية لابد من وجود مرجع سياسي عراقي يكون له القرار قي مايخص الشأن السياسي وبما ان السيد السيستاني(دام ظله) لايتدخل بالشأن السياسي بشكل مباشر فان اتباع تيار شهيد المحراب والذي يشكل نسبة مقلدي السيد السيستاني(دام ظله) 97% منهم وجميع هؤلاء يعتقدون بأهلية السيد عمار الحكيم في تشخيص المصلحة فيما يخص الشأن السياسي، لابد ان يلتزموا بما يراه السيد الحكيم صحيحا وصائبا.
ان اطاعة السيد الخامنئي(دام ظله) من قبل مقلديه في امور تخص الشأن السياسي في العراق ليس له اي علاقة بالعمالة لايران , فالقضية الشرعية لاترتبط بالقومية او الفئوية او الحزبية او الوطنية , والمعروف عن شخصية مثل شخصية السيد الخامنئي(دام ظله) تمتلك رؤيا عميقة واستراتيجية من غير الممكن ان تتدخل بالشأن العراقي بشكل يؤثر على وحدة الصف الشيعي بشكل عام ووحدة تيار شهيد المحراب بشكل خاص .. اذن العملية ترتبط ارتباطا وثيقا باجندة مخابراتية لها خيوط داخل تيار شهيد المحراب تمثل الخط المنحرف الذي كان يقف عائقا في طريق قيادة التيار وينفذ اوامر جهات متنفذة ايرانية لها مصالح في العراق … لذلك تتخذ من طاعة الولي الفقيه ذريعة للخروج عن طاعة السيد عمار الحكيم وتحاول استجداء عواطف السذج من شرائح المجتمع العراقي وخصوصاً في المناطق الجنوبية او البدريين المقلدين للسيد على الخامنئي(دام ظله) .
اما من الناحية السياسية فأن القرار السياسي لكل كيان يحتاج الى شخصية وطنية واعية ومتفهة لظروف العراق الموضوعية وتعيش على ارض الواقع ولها خطط سياسية من اجل الوصول الى الهدف وهي تعكس رؤى ومواقف المرجعية الدينية لان الشيعة لايؤمنون بفصل الدين عن السياسة ومادام المرجع الاعلى في العراق السيد علي السيستاني (دام ظله) لايتدخل بالشأن السياسي بشكل مباشر لابد من وجود شخصية سياسية تتحمل مسؤولية القرار السياسي وقطعا ترجع بالمشورة الى المؤسسة الدينية المتمثلة بالمراجع العظام في النجف الاشرف , وكل شيعة العراق يعرفون جيداً ان السيد عمار الحكيم هو الانسب والاليق لهذه المهمة كونه رجل دين ينتمي الى الاسرة العلمية المعروفة في العراق ( السادة الـ الحكيم ) وتربطه بالسيد السيستاني روابط امتدت من عمه وابيه وهو ولايخطو خطوة الا بمباركة ومشورة المراجع العظام , وكذلك تربطه بالسيد علي الخامنئي(دام ظله) رابطة الدين ومصلحة الاسلام التي تشكل ايران حيزاً مهماً فيها .
اما من الناحية الوطنية فأن مصلحة العراق الوطنية هي المهمة في هذه المرحلة ولايمكن تغليب مصلحة اخرى عليها الا اذا كان ذلك يضر بالاسلام والمذهب والسيد الخامنئي (دام ظله) وكونه من مراجع الدين الشيعة الذين يشكلون حلقة الوصل التي تحافظ على الدين المحمدي الاصيل سوف لن يتخذ قراراً او يصدر حكماً من دون مراعاة مصلحة الشيعة في العراق ومظلوميتهم.
على جميع البدريين ان يعوا جيداً ان ماحصل من انفصال للامانة العامة لمنظمة بدر عن قيادة السيد عمار الحكيم انما هو بدفع من مجموعة تحاول ان تعيد امجادها بالعودة الى الواجهة بعد الضربات التي تعرض لها تيار شهيد المحراب جراء تصديه وبحزم من اجل نجاح العملية السياسية في العراق وجراء هروبهم من الواقع ايام الشدة وعودتهم بعد ان امنوا الطلب وهذه هي صفة من صفات الانتهازيين والمنافقين ومن يبيع دينه ووطنه من اجل لحس القصاع .
على البدريين الاندماج مع تنظيمات المجلس الاعلى وتقويتها والوقوف وراء قيادة السيد عمار الحكيم من اجل نجاح مشروع حكومة المواطن التي يريد تحقيقة في العراق الجديد


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/18



كتابة تعليق لموضوع : ولاية الفقيه..وأنفصال بدر عن قيادة عمار الحكيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net