صفحة الكاتب : حسان زيد اللامي

عيد الله الأكبر
حسان زيد اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الله تعالى في مُحكم كتابه الكريم (  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) صدق الله العلي العظيم. 

لو نلاحظ من خلال الاية المباركة من سورة المائدة يبين الله عزوجل حيث امر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالتبليغ ما أنزل اليك من ربك وما هو نوع التبليغ الذي يجب على رسول الله ان يوضحهُ للناس وما مدى اهميته وهل هذا التبليغ هو امتداد للرسالة المُحمدية التي طالت اكثر من ٢٠ سنة عانى منها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من ويلات وافتراءات وحروب ولكن الله ثبت اقدامه ونصره الله بنصرهِ المبين.

 لذلك نلاحظ من إذا لم يقوم الرسول بهذا الامر وكانما لم يفعل أي شيء خلال هذه السنوات التي مضت خلال رسالته إذن هنا يبين الله مدى اهمية المهمة التي وقعت على عاتق رسول الله محمد صلى الله عليه واله في بيان الامر بعدهُ.

إذن ما هو هذا التبليغ هنا يُبين الرسول بعد أن اعلن للمسلمين جميعا وعندما أخذ بيد علي ابن ابي طالب عليه السلام وصعدا على كبوة ليعطي الرسول الختم الالهي الى امير المؤمنين بعده فجمع بالناس جميعا في منطقة غديرخم في الثامن عشر ذي الحجة وخطب خطبةً بين من خلالها عصمة اهل البيت واتباع سُنتهم وقال هذا علي خليفتي من بعدي وقال (من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله). هنا رسول الله أعطى الراية والمهام والمنصب الالهي الى امير المؤمنين علي امرٌ من الله سبحانه وتعالى لان هذه الرسالة المحمدية يجب أن تكمل طريقها اما بواسطة نبي او وصي لذلك النبي كان آخر الانبياء والمرسلين فلا بد من أن توكل المهام الى وصي معصوم حجة الله في الارض كانه رسول الله ذاته ولهذا يبين الله عزوجل عندما قال (وان لم تفعل فما بلغت رسالته) أي بمعنى أن تنصيب امير المؤمنين هو اكمال للرسالة المحمدية الممنهجة ولهذا بعد أن طبق رسول الله ما أمر الله به أنزل الله تعالى اياته المباركةمن سورة المائدة ويقول(  ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) صدق الله العلي العظيم

إذن الاية نزلت بعد أن اعلن رسول الله ان امير المؤمنين خليفتهُ من بعده وحجة الله على ارضه لذلك عندما يقول الله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم) أي اكتمل بتنصيب امير المؤمنين هذا المنصب الالهي هُنا رسول الله يلقي الحجة على امير المؤمنين لان رسول الله قد انتهت مهامه الالهية بعد وفاته فلا بد من معصوم أن يلتزم بالمهام ، لذلك علي بن ابي طالب هو امتداد للرسالة المُحمدية وأيضا حالها حال الامام الحسن خلفاً لوالدهُ امير المؤمنين وبعد ذلك الامام الحسين خلفا لاخيه الأكبر الامام الحسن صلوات الله عليهم اجمعين وهكذا حتى وصلت الى الامام صاحب العصر والزمان محمد بن الحسن المهدي عليه السلام الذي يملء الأرض قسطا وعدلا بعد ما مُلئت ظُلما وجورا .

لذلك هذا هو عيد الله الأكبر الذي نعتبره عيدا للمسلمين ولاسيما شيعة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين عيد الغدير الاغر سائلين المولى عزوجل أن يُثبتنا على ولاية امير المؤمنين والسير على نهجه ونهج اولاده الاطهار.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسان زيد اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/08



كتابة تعليق لموضوع : عيد الله الأكبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net