صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

بأي أجنحة ... حلقوا رفقة الحسين ؟
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

علام يرحل الثوار عبر وعثاء الطريق، وركوب الصعب والعسير، الى ميادين القتال، وهم يدركون قدرة من أعدً العدة، عديد وحديد ؟ ما شعور من يحتسب المنية قدر نازل ولا مناص منه وبد، وأن مخالب الوحوش ستنشب في رقابهم ؟ هل هو الايثار بالروح طوعا لاجل قضية بادية الرجحان في سياق الاحقية، وبينة اليسر وواضحة الاسانيد، في جدال ارادة الحق ضد الباطل ؟ اؤلئك الثلل الذاهبة ألم تستشعر الرهبة، وهي تسير نحو مرابض الوحوش؟

نعم لابد ان تستشعر الوجل، وتدرك الى أي ميدان تتشابك فيه الاسنة، وتتقاطع السيوف ولكن دفق الارادة والرأي المستنير بالحق، هو الريح التي حلقت باجنحتهم نحو الشهادة . فالشهادة ميلاد فجر للمظلومين ينير الدروب، ويمحق الكروب . اؤلئك على مر عصور البشرية، من "سبارتكوس، من سقراط النبيل للحسين القتيل، لزيد بن علي للحلاج لكل ثورات الشعوب المتقدمة والمتأخره، هو البند العريض في لائحة الاباء .

هي تلك الاسئلة التي قد تعجز ألسن الناكصين الواهنين الاجابة عنها، من تخبطتهم الغايات وتنازعتهم المطامع، وأعتلج في صدورهم الحقد، بل ثبت فيهم الجبن رسوخا، فأضحوا يبررونه بمنطق، الربح والخسارة، وقراءة النتائج الانية، دون ان يمتد نظرهم القاصر الى حيث ما سيتمخض فيما بعد من نتائج تسجل للانسانية، عنوانا كبيرا وعظيما، ولافتة يرفعها ركاب التحرر، وناشدوا الخلاص من ربقة الطغموية والفاسدين .

(يقول معلم البشرية وفارسها علي بن أبي طالب ع : ألا وإني أقاتل رجلين... رجل إدعى ما ليس له، وأخر منع الذي عليه) . إذن ليدرك اؤلئك الدعاة الذين يغتصبونها على ظهور الخيول او متون الدبابات، تعسفا وظلما دون أي لمحة من مشروعية . بل مهدت لصيرورتها بيادق، إندلق لسان طمعها ففائت الى حيث تلك الحياة المنعمة الذليله، وعقابهم ان تحرق اوراقهم، ويقذفون في مزابل التاريخ . اما الاخر الذي يهن عن أداء وظيفته كانسان حر، ويمضي جنب الجدارات أمعة خانعا تابعا، يساق كالنعامة، وينتهي كأمعة، بل زائدة في عداد سيد المخلوقات الانسان . بين من ركب السلطة غيلة ومنحت له وراثة، وبين من افتقد ماهية وجوده مخذولا. ينهض من بين هذين الركاميين الاحرار اللذين يبلغون الهدف السامي . ولو تفكرنا حال من نصر الحسين، ألم تمر خاطرة الخوف والوجل في رؤوسهم، وهم مدركون أنهم ذاهبون الى الحتوف ؟ هل هي عواطف ام مواقف استمالة هؤلاء الرفقة الى حيث ما أدركت المقدمات ونتائجها ؟ إنهم النموذج الذي أندر الحياة بأن تمضي نحو الحرية، ومصدر الاقباس النورانية في دروب، أطفأ بها أهل التيجان أي لمحة ضوء او بارق أمل في أن يحيا فيها البشر حرا .

هي ذي الرفقة وما شابهها في مختلف الازمان، ممن تسلقوا أصلاب المشانق منذ يسوع لكل من نشدها في العرصات الوعر، وخنادق القتال . إنها العقيدة الاقوى قدرة، والامنع صلابة، من جيوش تدرعت بالسيوف او البارجات . العقيدة ليست بعنوانها الضيق، بل حين ينشدها الاحرار من مختلف الافكار والاديان لاقامة دولة العدل والمساواة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/03



كتابة تعليق لموضوع : بأي أجنحة ... حلقوا رفقة الحسين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net